خطواتٌ استباقيةٌ تنهي سيناريوهات عدوانية في المياه اليمنية.. بقلم/ فضل فارس
إن المعنى المفهومَ والواضحَ من كلام الرئيس المشاط، بخصوص التجارب العسكرية القادمة في الجزر اليمنية، هو أن على قوى العدوان أن تحذر وأن لا تتورط وتأخذَ بالنصح من أية مؤامرات استيطانية أَو استحداثات استعمارية عدوانية عسكرية أَو غيرها غير مصرَّحة أَو مشروعة من العاصمة اليمنية صنعاء في الجزر اليمنية ذات السيادة والاستقلال الكاملة.
والمعنى الواضح المطلق العنان أَيْـضاً في كلام الرئيس المشاط، المفعَم بالنصح والتهديد يفهمُه الجميعُ: الغربي والعربي وبالذات النظامان السعوديّ والإماراتي حَـاليًّا، الذين هم في سعي متواصل من سابق الأيّام واشتد السعي أَيْـضاً منذ بدء التهدئة بالمؤامرات والمراوغة والتحايل في ما يخُصُّ المِلف اليمني وإنهاء الحرب وإحلال السلام، وقد باتت في ذلك سياساتهم التحايلية التي تفضحهم؛ مِن أجل تثبيت وضعهم الاستعماري ومد جذورهم في الأراضي اليمنية المحتلّة، وفي ذلك -وهو الهدف المنشود لهم في هذه المرحلة- استقطاع أراضٍ يمنية قد تم تحديدها مسبقًا، ومنها جُزُرٌ يمنية معروفة.
كذلك الأمريكي الصهيوني الذي يأتي تصعيدُه الأخيرُ بتحَرّكات سفيره المشؤوم في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية وإثارة الصراع والخلاف الحاد بين الأدوات الارتزاقية للعدوان جنوبي وغربي محافظة تعز؛ وذلكَ بهَدفِ إيجاد الذرائع للتدخل الأمريكي الفعلي الذي يهدفُ إلى السيطرة على باب المندب والجزر المطلة والمسيطرة على ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
أيضاً بذريعة تأمين الملاحة الدولية، التي يحاول الأمريكي الصهيوني استغلالها، كما هو الحال قبل أشهر في محافظة المهرة حينما قام بزيارتها قائدُ ما يسمى بالأسطول الخامس في البحرية الأمريكية، وذلك أَيْـضاً كان بعد مزاعم الأمريكي بضبط أسلحة مهرَّبة في المياه الدولية كانت في طريقها إلى اليمن، وكلّ تلك ذرائع يسعون من خلالها وعبرها إلى الاحتلال، وَكما هو الحال اليوم في تغذية الصراعات بين الأدوات ونتائجها في انعدام الأمن بالقرب من باب المندب والذي يستدعي حينَها التدخل الأمريكي؛ لتأمين الملاحة والممرات البحرية، وحينها سيكون بحشدِ قواته البحرية وإحياء القرصنة البحرية والاضطرابات الملاحية والإرهاب وشماعته القبيحة في المياه والجزر اليمنية.
ولَكن تلك الذرائع باتت مكشوفة علناً؛ لذا كانت رسائلُ الرئيس المشاط، الأخيرة بخصوص التجارب العسكرية في الجزر اليمنية مهمةً، ولها معناها وصداها، كذلك وبالتزامن مع الخطوات الاستباقية للبحرية والدفاع اليمنية تحت مِظلة الردع في فرضها واقع انتشار أمني بحري رقابي؛ لتأمين الملاحة وملء الفراغ الملاحي الذي يسعى الأمريكي؛ لجعله ذريعةً لدخول المياه اليمنية، وذلك الواجب السيادي الذي تتحمله صنعاء تجاه المجال الحيوي للملاحة اليمنية.
وهنا فما بعد إفشال المؤامرات والذرائع بالخطوات الاستباقية المضادة للسياسات الأمريكية من قبل حكومة صنعاء إلَّا أن يتم تنفيذُ التهديد الذي لطالما أعلنته البحريةُ اليمنية وردعُ المعتدي أياً كان غربياً أَو عربياً وإجبارُه على المغادرة، إن هو أصر على اختراق المياه السيادية للجمهورية اليمنية.