سـبـ21ـتمـبر.. ثورةُ المستضعفين ونكال الظالمين

 

الاعتزاز خالد الحاشدي

{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}.

في حين كان الشعب اليمني يعيش الظلم والقهر، ارتفاع في الأسعار، وعيش لا يطاق في ظل وصاية أمريكية بحتة، حكامُه خُدامٌ لأمريكا و”إسرائيل”، حتى أتت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر فعرّتهم وكشفتهم على حقيقتهم، وأزالت أقنعة العمالة، وقلبت الطاولة على حكومة الفساد والجرعة.

ثورة قامت على أيدي المستضعفين، وأبناء الشعب اليمني الأحرار، الذين أبوا تجرع الظلم والسكوت على الباطل..

كانت تحكمه وصاية أمريكية من داخل هذا البلد، كانت الوصاية تحكمه حتى في قوانينه وقراراته، كانت غاية أمريكا هي أن تسوق هذا الشعب وتجره إلى مستنقع الرذيلة والفساد اللا أخلاقي، عبر عملائها في حكومة الفساد، فلو كنا نعيش بسلام وأمان ورفاهية لما قامت هذه الثورة.

جاءت هذه الثورة وحملت لنا معها العديد من الحقائق والمفاجآت التي لم تكن في الحسبان ولم تكن في أذهاننا؛ ففي بدايتها كنا نظنها ثورة كثورة 11 فبراير عام 2011 ـ ستحدث فيها تغيرات بسيطة ولن تؤثر في اليمن شيء، ولكن ذلك غير صحيح فهي قد أثبتت لنا من هم خونة الوطن ومن هم الشرفاء، وكما قال الشهيد القائد بأنه سيأتي زمن يتغربل فيه الناس إما مؤمن صريح أَو منافق صريح، فتلخص زمن الغربلة في ثورة 21 سبتمبر المجيدة.

حيث اتضح وانكشف من الذين تركوا الوطن وقت الشدة وتخلوا عنه وباعوه مقابل حفنة من المال ولم يفكروا في آخرتهم وكيف سيواجهون الله يوم القيامة يوم تفضحهم وتشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون.

نعم تجلت الحقائق الخفية وأُزيح الستار عنها، وما يمكن أن نحلله ونعبر عنه لهؤلاء الخونة، من يسمون أنفسهم ويزعمون بأنهم شرعية، هو أنه عندما قامت ثورة سبتمبر في ذلك الحين لنفترض بأن حزب الإصلاح وهادي وعلي محسن وباقي المرتزِقة يحبون وطنهم ويدافعون عن الشعب ويخافون عليه من أنصار الله أَو غيرهم..

إذن السؤال هنا الذي يطرح نفسه، لماذا فروا هاربين؟؟!! وتركوا الشعب بين يدي الحوثي، من يحميه ويرعاه حَـاليًّا من هجمات العدوان، رغم أنهم كانوا يمتلكون جميع أنواع الأسلحة وكان بإمْكَانهم أن يقاوموا ويدحروا أنصار الله ويعيدوهم إلى المكان الذي أتوا منه ولكن قدرة الله شاءت إلا أن تكشف العملاء الذين لا يهمهم الشعب ولا مصالحه، وأن همهم الوحيد هو مصالحهم الشخصية فقط.

فشع نور الحادي والعشرين من سبتمبر وأعاد للجمهورية اليمنية هيبتها وحريتها واستقلالها، دون الخضوع لأية وصاية أجنبية، أصبح الشعب يحكم نفسه بنفسه، وكانت هذه الثورة نكال للظالمين وكابوسهم المرعب الذي لم ينته.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com