نشطاءُ وسياسيون يتحدثون لـ “المسيرة” عن أهميّة شعار الصرخة في المواجهة: الشعار يوجّه بُوصلة العداء نحو الأعداء الحقيقيين للأُمَّـة
المسيرة: محمد الكامل
يعيشُ الشعبُ اليمني الذكرى السنوية لإطلاق شعار الصرخة الذي أطلقه السيد القائد العلم الشهيد حسين بن بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه-، في العام 2002م الماضي وذلك محاضرة له بعنوان (الصرخة في وجه المستكبرين) صرخة مدوية خرجت من محافظة صعدة والشعار أصبح كالقنبلة النووية في وجه المستكبرين وأعداء الأُمَّــة الحقيقيين وهم أمريكا الشيطان الأكبر والتي تسعى في الأرض فسادا وظلما وجورا، وحليفتها إسرائيل هذا العدوّ الذي يجبُ أن تتوجّـه بُوصلةُ العداء نحوه ليس فقط من العرب والمسلمين، بل من كُـلّ أحرار وشرفاء العالم.
إنَّ الصرخةَ شعار هُــوِيَّة موقف إيمَـاني وسلاح رباني يقتل المستكبرين ويعرّي المنافقين، وينتصر به المؤمنون، ويوضح للشعب اليمني الذي يخوضُ غِمارَ معركة الدفاع والصمود في وجه تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي للعام الثامن على التوالي أن العدوّ الذي تخشاه الأُمَّــة مهما كان قوياً وكَبيراً فَـإنَّ الله هو الأكبر جل جلاله، وبالتالي تتولد في نفوس الأُمَّــة وأفئدتهم ودمائهم ثقافة الإيمَـان العميق القوي بمن بيده ملكوت كُـلّ شيء ونتيجة ذلك تغرس في نفوس البشر ثقافة الصمود والعزة والكرامة وحتما تتجلى بعض من آثار هذه الثقافة المباركة الانتصارات والعزة والسيادة والاستقلالية.
ويؤكّـد عددٌ من السياسيين والعسكريين والإعلاميين أن شعار الصرخة بعباراته ومضامينه كلها مستقاة من القرآن الكريم، وبالتالي لا يتحقّق إلا عبر البراءة من أعداء الله اليهود والنصارى، كما أنه يمكن الوصول إلى حالة الأمان والاستقرار والسلام إلا بزوال تلك الدولتين؛ لأَنَّهما الشيطان الأكبر وأرباب الظلم والفساد والرذيلة في الأرض.
شعارٌ للحرية والنضال:
ويقول الباحث في الشأن العسكري زين العابدين عثمان: إن ذكرى الشعار والصرخة تمر علينا وشعبنا اليمني لا زال يخوض غمار معركة الدفاع والصمود في وجه تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي للعام الثامن على التوالي، ويؤكّـد في تصريح خاص “لصحيفة المسيرة” على الأهميّة الكبرى لهذا الشعار ومستوى ما يقدمه من عناصر قوة معنوية وإيمَـانية في مسار المواجهة وبناء الصمود الاستراتيجي.
ويشير إلى أن هذا الشعار أَو الصرخة التي نردّدها” الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام” بما تحمله من مضامين توجيهيه مستمده من القرآن الكريم لتحقيق البراءة من أعداء الله اليهود والنصارى وتحديد هُــوِيَّة الأعداء (أمريكا وإسرائيل) وإعلان العِداء لهم، واعتبارها أَيْـضاً منهجاً ومحطةً لتهيئة الناس لمواجهتهم على المستوى المعنوي والعسكري ومختلف مستويات المواجهة المفتوحة.
ويوضح أن أهميّة الشعار كبيرة جِـدًّا في واقعنا نحن اليمنيين وواقع الأُمَّــة أَيْـضاً؛ لأَنَّه شعار للحرية والنضال في قوى الطاغوت والاستكبار العالمي وشعار حدّد للأُمَّـة بمنظور قرآني بحت منهم أعداءَها الأكثر خطراً عليها وعلى مستقبلها كأمة إسلامية وكيف يجب أن نتهيَّأ لمواجهتهم ونتبرَّأَ منهم كما أمرنا الله تعالى.
ويضيف: بالتالي الشعارُ عمودُ ارتكاز لتحرّر شعبنا اليمني والأمة الإسلامية من التبعية ومن سجن الصمت والجمود ومن الواقع الخطير الذي جعلها تقف تحت سطوة وسيطرة اليهود أمريكا وإسرائيل، مشدّداً على أهميّة حمل هذا الشعار والتمسك به وترجمته عمليا في الواقع كقوة إيمَـانية دافعه تدفع الإنسان إلى أن يحطم حاجز الصمت والركود ويكون إنساناً شجاعاً حيوياً وفاعلاً في واقعه وفي قيامه بالمسؤوليات المنوطة به والتي أمر الله بها في القرآن الكريم.
وينهي كلامه مؤكّـداً أن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- وهو مؤسّس الشعار عندما تحدث أنه “لو وقف اليمن ليصرخ صرخة في أسبوع واحد لحول كُـلّ منطق أمريكا” هو تحدثه عن عين الحكمة؛ لأَنَّ هذا الشعار يمثل حربا نفسية ومعنوية فتاكة بنفوس الأعداء لا سِـيَّـما أمريكا وإسرائيل فهو وفي كُـلّ دوي له في حناجر اليمنيين والمجاهدين يقض مضاجع الأعداء ويهز حساباتهم ويجعلهم يعيشون حالة من التخبط والصراع النفسي ويعودون بكل ما أعدوه من مؤامرات إلى النقطة صفر وهذا ما أثبتته الأحداث والمجريات.
بُوصلةُ التوجّـهات الحقيقية.. ورسالةٌ لبقية الأُمَّــة:
من جهته، يرى المديرُ التنفيذي لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمني، عبد العزيز أبو طالب، أن أهميّة الشعار تكمن في أمرين الأول مصدره والثاني أثره.
ويوضح أبو طالب في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” بالقول: إن نظرنا إلى المصدر الذي استقى منه الشهيد القائد رضوان الله عليه الشعار (الصرخة في وجه المستكبرين) نجد أنه عباراته ومضامينه كلها مستقاة من القرآن الكريم فهو يغرس عظمة الله سبحانه وتعالى ويتضمن البراءة من أعدائه ويسعى لعزة الإسلام ونصرته، بينما نجد أن الأمر الآخر في الأهميّة هو الأثر الذي يحدثه الشعار في وعي المؤمن وفي واقع مجتمعه ومحدّدات علاقاته وصيرورة المستقبل.
ويزيد بالقول: ومن هنا تنبع أهميّة التمسك بالشعار فهو يعني التمسك بالثوابت الإيمَـانية، ويعني الالتزام بمبدأ الولاء والبراء، ويدعو لعزة الإسلام، كما أن له تأثيره الملموس في واقع الحياة إذ كشف للمجتمع اليمني -وغيره لاحقاً- عن حقيقة العدوّ من الصديق وأزال ما كان مترسباً في الوعي من آثار الثقافة المستوردة أَو المفروضة من قبل الأنظمة المهزومة أَو النخب الثقافية المشبوهة في انتمائها والقاصرة في وعيها، مؤكّـداً أن التمسك بالشعار يعني استمرار اجتراح النصر الذي لمسه المؤمنون والآيات التي تحقّقت بفضل الله على أيدي أُولئك الفتية الذين اتخذوه ملهماً لتحَرّكهم وجهادهم.
ويشير إلى “أننا وفي هذه المرحلة الراهنة التي يعيشها اليمن وتمر بها المنطقة يمثل الشعار بُوصلة التوجّـهات الحقيقية ودافعاً نحو التحَرّك في ميادين الجهاد والمقاومة للعدو الذي يشن عدوانه على اليمن”، مؤكّـداً أنه وبفضل الله فقد آتى ثماره فيما نلمسه من انتصارات وتعديل لموازين القوى لصالح الشعب اليمني والأمة، وما تلاها من تحقيق الانتصار في مجال التصنيع العسكري المتميز للجيش واللجان، كما أنه أرسل رسالة لكل الشعوب الإسلامية أنه لا زال هناك أملٌ في هذه الأُمَّــة فيما يخص تحرّرها من الظلم والطغيان وفرصة للتخلص من التبعية والاستعباد.
حطّم جدار الصمت:
من جانبه، يقول نائبُ رئيس رابطة الصحفيين والإعلاميين اليمنيين، عبدالسلام النهاري: إن هذا الشعار يوضح الحقيقة القرآنية التي تفضح اليهود بأنهم فئة ملعونة حاقدة مستكبرة لا عهد لهم ولا أمان ولا يؤمن لهم جانب، فقد خانوا الله وأنبياءه واستحقوا اللعنة إلى يوم الدين ويجب الحذر منهم وعدم ائتمانهم على عهد وميثاق (وهذا واضحٌ وجلي للعرب والمسلمين في الصراع العربي الإسرائيلي) ويجب العمل على كشف مخطّطات أمريكا وإسرائيل وكتاب الله قد بيَّن لنا ذلك.
ويضيف النهاري في تصريح خاص لصحيفة المسيرة” كما يكتسب هذا الشعار أهميّة أُخرى حيث إنه يمثل حربًا نفسية ضد أعداء الله وتجسيداً للبراءة التي أمر الله بها في القرآن الكريم كما جاء في هذه الآيتين: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إلى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} وقوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إسرائيل عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}.
ويلفت متحدثاً: إذَا ما نظرنا للمرحلة الراهنة فشعار الصرخة يمثل تحصيناً حقيقياً للمجتمع من السقوط في مستنقع العمالة والولاء لأعداء الأُمَّــة ووجه بوصلة العداء إلى الأعداء الحقيقيين للأُمَّـة وفضح الأمريكيين والغرب في ادعائهم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحطّم جدار الصمت، وأخرج الأُمَّــة من حالة السكوت والخنوع إلى الموقف الحق.
ويؤكّـد أن شعار الصرخة وصل صداه لكل بقاع الأرض ويعبر عن حالة سخط يجب أن تسود الأُمَّــة وفضح عملاء أمريكا وإسرائيل في المنطقة وفي مقدمتهم النظام السعودي والإماراتي، مُشيراً إلى أن من الرسائل ومكاسب هذا الشعار الصرخة هو المقاطعة الاقتصادية من جهة والوقوف والمواجهة العسكرية والصمود في وجه المستكبرين والغزاة والمحتلّين وكشف حقيقتهم وتعريتهم وهزيمتهم بفضل الله وحماية المجتمع اليمني من مستنقع العمالة والخيانة والخنوع والذل والهوان من جهة أُخرى.