لأول مرة حديقة السبعين لوحة مطرّزة بصور الشهداء.. أطفال وأهالي الشهداء يعبّرون عن فخرهم ببطولات شهدائهم ويشكرون قائد المسيرة القرآنية على الاهتمام
صدى المسيرة/ خاص
في مشهدٍ حافلٍ بالدهشة والإبهار يكسر أبناء وأهالي الشهداء قواعدَ المألوف ويجسّدون بثقافتهم القرآنية مشهدَ صمود أسطوري ترفرفُ على أوتاده رايات التفاخر بالبذل من أجل الدين والوطن المحاطة بصور أقاربهم الشهداء.
تجسّــدَ هذا المشهد في فعاليات الذكرى السنوية للشهيد التي أقيمت في معظم محافظات الجمهورية اليمنية برعاية غير مسبوقة المثل من قبل قائد المسيرة القرآنية السيد عَبدالملك الحوثي الذي شدد كثيراً في خطابه بهذه المناسبة على أهمية الاهتمام بأسر الشهداء وتمجيد عطائهم الذي هو أرقى عطاء وأسمى ما يجود به الإنسان وثمرته للعز والنصر والحرية.
وكما شدد السيد القائد على أهمية هذه المناسبة وتحمل الجميع مسؤوليته تجاه أسر الشهداء والتعاطي معهم كما يتعاطى المرء مع أسرته، تجلى أثر الاهتمام على ملامح أبناء وأسر الشهداء في مختلف الفعاليات والمعارض التي أقيمت بهذه المناسبة والذين عبّروا عن مدى اعتزازهم ببطولات الشهداء واعتبروا الاهتمام بهم أحد مصادر هذا الاعتزاز لما أنساهم من مرارة الفقد.
في هذا السياق وتخليداً لبطولات وتضحيات الشهداء ولأول مرة في حديقة السبعين أقيم معرض صور فوتوغرافي يحتوي على أكثر من 3 ألف صورة للشهداء من مختلف محافظات الجمهورية الذين استشهدوا في مواقع الشرف والبطولة دفاعاً عن الأرض والعرض وكذا فعاليات احتفائية بأسر الشهداء تتابعت منذ مطلع هذا الأسبوع.
الفعاليات التي أقامتها الهيئة النسائية لأنصار الله تضمنت بالإضافة إلى معرض الصور فعاليات مسرحية وإنشادية وكلمات لأسر الشهداء عبّروا فيها عن مدى اعتزازِهم وافتخارهم الشديد بما قدمه شهداؤهم وبما نالوه من رعاية واهتمام.
كما وخصّصت يَوماً لأطفال الشهداء رسمت به ابتسامة نقية على وجوههم وهم يركضون في موكب المرح الصامد مع الخيول ونجمات الطل المتطايرة من العشب إلى وجوههم، الأمر الذي جعلهم يشعرون بسعادة كبيرة وصمود كبير يدفعهم إلى المضي على نهج شهدائهم للدفاع عن الوطن.
يقول زيد نبيل حسين الغرارة ابن الشهيد نبيل حسين الغرارة سنسير في درب الشهيد وإن شاء الله نحن مثله سندافع عن الوطن ونرفع رؤوسَ أهلنا بالقتال في سبيل الله.
ليس أبناء الشهداء فقط هم الذين عبّروا عن سعادتهم بهذا الاحتفاء بل حتى الأطفال الآخرون من أقاربهم، حيث يشمل الاهتمام بأسر الشهداء كُلّ من يقرب لهم؛ لما تمثله مكانة الشهيد عندَ الله حيث يشفع لسبعين من أقاربه كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
عمار محمد إسْمَاعيل المرتضى طفل في التاسعة من العمر يحمل صورة عمه الشهيد عَبدالرحمن محمد إسْمَاعيل المرتضى ويطوف بها متفاخراً وسط حديقة السبعين يقول عمار: الشهيد قدم روحه في سبيل الله وأنا فرح لأن عمي من الشهداء.
يضيف عمار: أتيت إلى هنا إلى حديقة السبعين للاحتفال بمناسبة الشهيد وأقول لآل سعود والله لن نستسلم وأننا سندافع عن أرضنا هاتفاً بالصرخة براءة من أعداء الله والأُمَّة.
أما زينب عبدالخالق حسين الأهجري فتحمل صورة أخيها الشهيد هاشم عبدالخالق حسين الأهجري، وتعبر عن سعادتها بالمناسبة بقولها: أهنئ أخي وجميع الشهداء بالشهادة.
وتوصل زينب رسالتها إلى قادة العُدوان الأمريكي السعودي الغاشم فتقول: لن يخوّفونا بأسلحتهم ولا صواريخهم ولا قنابلهم العنقودية ولا سياراتهم المفخّخة ولا أحزمتهم، ونحن لا نخافَ لأننا أمة تعشق الشهادة.
وعلى نهج السيدة زينب وصبرها وشجاعتها وفدائيتها تقولُ أم الشهيد الحمزة محمد علي أحيي قائد المسيرة القرآنية على هذا الاهتمام بنا نحن أسر الشهداء، كما نقولُ لآل البغي والعدوان الصهاينة والأمريكيين إننا ماضون على نهج السيدة زينب التي استشهد كُلّ أهلها وظلت صامدة محتسبة صابرة.
صمود وعزة وإباء في كُلّ أقارب الشهداء وفرحة بهذه المناسبة وتفاخر وسعادة.
تقول أم الشهيد إسْمَاعيل شرف المحاقري: أنا أَفتخر لأن ابني استشهد في موقع الدفاع عن الوطن وسأقدم أبنائي الآخرين لينالوا هذا الشرف وهذه المكانة العالية عندَ الله، وأكبر فرحة لنا ليس بهذا الاحتفال ورغم أن الاهتمام كبير في هذه المناسبة وغير هذه المناسبة لكننا نتفاخر بأننا قدمنا شهداء في سبيل الله واستشهد أبناؤنا وهم يدافعون عن الوطن ويقاتلون في سبيل الله.
أبناء الشهداء وإخوانهم وأخواتهم وأمهاتهم وأناس من مختلف الجهات والأعمار كلهم حضروا إلى حديقة السبعين باحثين عن أماكن صور شهدائهم في المعرض الذي افتتحه نائبُ رئيس اللجنة الثورية نائف القانص مطلعَ هذا الأسبوع وزاره عدد من قادة الأحزاب والمسؤولين والمشايخ والأعيان، آخذين لأنفسهم صوراً تذكارية إلى جانب اللوحة المطرزة بصور الشهداء.
تقول هدى علي الحطامي إحدى الزائرات لهذا المعرض: جميل جداً أن تجتمع صور الشهداء في مكان واحد، وتتحول الحديقة إلى سماءٍ مضيئةٍ بالنجوم. تضيف هدى: هذه الوفود الكبيرة من الزائرين إلى معرض تؤكّدُ على ما للشهداء من مكانة عند الله والتي قال عنها سبحانه (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ).