الشهيدُ القائد نعمةُ العصر..بقلم/ لؤي زيد الموشكي
طالما عبّرت القلوبُ في حُبِّ الشهيد القائد وجادت القرائحُ في وصف عظمتِه، فكتب الكتاب وخطت أقلامهم، نظم الشعراء القصائد، أخرج المخرجون الأفلامَ الوثائقية، وأقيمت المحاضرات والندوات والفعاليات العلمية والثقافية والسياسية والعسكرية.. والكثير الكثير حول سيرته وحياته -سلام الله عليه- ومشروعه القرآني العظيم، وبالرغم من كُـلّ ذلك لم ولن يوفيَه حقه أحد.
فمن يُـــرِدْ إيفاءَه حقَّه فهو كمَن يريدُ إيفاءَ أحد الأنبياء وَالرسل أَو الأولياء الذين بعثهم الله ليحيوا أُمَّـة بأكملها ويخرجوها من الظلمات إلى النور.
ومن يُـــرِدْ وصفه والتحدث عنه وعن صبره كمن يريدُ الوصف والتحدث عن (الحسين بن علي عليهم السلام) فكلاهما ضحيَّا بِنفسيهما وأهليهما ومالهما في سبيل الله فجاهد كُـلٌّ واحد منهما وهو محاصر جائع عطشان.
ومن يُـــرِدْ أن يتحدثَ عن رحمته وأخلاقه فعليه أن يتحدَّثَ عن رحمة وأخلاق رسول الله “صلوات الله عليه وآله”، فكان محبوباً عند الصغار والكبار.
ومن يُـــرِدْ أن يتحدث عن شجاعته فعليه أن يتحدثَ عن شجاعة الوصي الإمام علي عليه السلام، كيف لا وهو الذي واجه الطاغوت وحلفاء الطاغوت لوحده وبضعة من أهله ومقربيه.
فالحديثُ عن الشهيد القائد ذو شجون، ومليء بالأحداث والحكم والدروس.
ما تميز وتفرد به الشهيدُ القائد هو علمٌ واسعٌ وعظيم كان نتيجة لغوصه الواسع في واقع القرآن الكريم!
نعم نتيجةً لغوصه في وقائع وأحداث القرآن الكريم في زمن تركت فيه الأُمَّــةُ الإسلامية كتابَ الله خلفَ ظهرها وأصبح كتاباً مهجوراً لا أحد يعمل به إلا في بعض الأمور البسيطة، والتي ليست متعلقة بكرامة الأُمَّــة؛ ولأَنَّ الإسلام قد وضع دستوراً لمن يريدون أن يحملوا العلم أن يكونوا أهلاً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكانت هذه صفة من صفات خير أُمَّـة أخرجت للناس، فبهذا الدستور خرج الشهيدُ القائدُ ماضياً في مشواره ومشروعه، فقدم دروساً قرآنية عظيمة لخّصت واقع الأُمَّــة الإسلامية في عنوان الملزمة، وطرحت واقع القرآن الكريم في سطورها وصفحاتها.
فلم يفصل الشهيد القائد الدينَ عن الدولة، ولا المساجدَ عن السياسة مثلَما يعمل حَـاليًّا البعض من علماء السوء إذ يقولون: إن الدين شيء والسياسة شيء، حتى أنه -سلام الله عليه- قدم دروساً تحت عنوان “الإسلام دين ودولة” وبين من خلالها ضرورة الارتباط بتوجيهات الله تعالى لعباده المؤمنين والعمل بها، خَاصَّة في أمور الدولة والسياسة والتي تعتبر ركيزة لرسم مسار الدول والشعوب.
وبثقافة واسعة نتيجة الغوص العميق بثقافة القرآن وضح الشهيد القائد الخطورة القائمة على الأُمَّــة الإسلامية من سيطرة العدوّ على قرارها ومقدراتها، وبيّن خطورة المرحلة وحقيقة الإرهاب والسلام، وكانت النقطة الهامة التي ركز عليها الشهيد القائد هي “خطر دخول أمريكا اليمن”.
إلى أن ننظرَ اليوم إلى تلك الحقائق الواسعة التي تحدث عنها الشهيد القائد نلاحظ أنها ما زالت تواصل مشوار بناء الأُمَّــة حتى اللحظة، ليس في اليمن فحسب، ولكن حتى في بلدان أُخرى عربية وإسلامية.
إن المسيرةَ القرآنية أصبحت مسيرةً عالميةً قولاً وفعلاً، وباتت الشعوبُ تنظر وتتأمل إلى حقيقة “من نحن ومن هم”، وهذا الوعيُ الحاصلُ مؤخّراً لدى أغلب الشعوب العربية والإسلامية جعل العدوّ يشعر بالخطورة القادمة عليه لذلك التجأ إلى طرق مختلفة وخداع شيطاني بمصطلحات أُخرى غير الدينية والثقافية بعيدة عن الدين الإسلامي الحنيف.