خطابُ القائد..بقلم/ سند الصيادي
بلهجةٍ يشُدُّك إليها حجمُ الوثوق بالله وَالاتكال عليه، وكمية الوعي والبصيرة والمسؤولية، وضخامة الشواهد التي تعزز صدق المضامين التي يصدرها، جاء خطاب السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي في الذكرى السنوية التاسعة عشرة لاستشهاد السيد المؤسّس.
وفي إطلالة هذا القامة اليمانية الإيمَـانية الحكيمة والشجاعة على الجمهور العريض من المؤيدين والمناوئين محلياً وإقليمياً وَدوليًّا، ثمة رَجْعٌ للصدى متعددٌ في الآثار وفاعل في التأثير.. ما بين الضخ بجرعات مضافة من الروح المعنوية وَتعزيز الدوافع الإيجابية لشعبه ومحبيه، والذي يمنحهم نفَسًا واندفاعًا إضافيًّا لمواصلة المسار صمودًا وثباتًا وَبذلًا وَعطاءً، وَبين المزيد من الرسائل التي تصيب الأعداء والخصوم بمزيدٍ من الخيبة وَالانكسار وحتمية الهزيمة.
والحاصل أَنَّ ظهورَ القائد بين الحين والحين بات حاجةً ملحة للمعسكرين، وفيه من الفوائد والشواهد والعبر ما يمكن للطرفين استغلالُه تقليلًا للأضرار، وضريبة التهاون عَمَّا يحويه من مفردات سيكون مزيداً من الكلفة.
وفي رسائله للشعب بشارات عادة ما تكون مفعمةً بالخير وبالضمانات التي يضبطها المسار الجاري للأحداث وَالأداء الملحمي لمكونات الصمود الوطني، بشارات يمكن أن تنعكسَ على الأقل في هذه المرحلة بما هو متعلقٌ بالجانب الإنساني، والذي لطالما احتل أولوية الحسابات لدى القائد وَرفض مراراً أن يُخضِعَه للمقايضة أَو التجاهل.
وفي هذا السياق يشير السيد القائد إلى أن الشعب اليمني وأحراره الذي صمدوا على مدى ثماني سنوات، لا يمكن قبولهم بحالة اللا سلم واللا حرب، وبأن النهب لثروات البلاد بات من الماضي وينحسر كلما زاد يد القوة الرادعة على الجغرافيا طولاً وبسطاً.
وبقدر ما النفَسُ طويلٌ في خوض غمار المعركة، فَـإنَّ الصبر اليماني لن يطول في ظل تفاقم المعاناة الشعبيّة كما يقول القائد وضميرُه المنحاز تماماً لشعبه، وَما يتعرض له من عدوان وَحصار وَتجويع وحرب اقتصادية ممنهجة.
وهي تحذيرات أطلقها القائد مراراً، وعلى تحالف العدوان أن يوقفَ استنزافَ الصبر اليمني وأن يقر بالعجز والفشل عن احتواء هذا الشعب الذي قويت شوكتُه وَتعزز وعيُه وتراكمت ثقتُه بالله وَبقائد ثورته المباركة، وما بعد إقامة الحجج وَالإشعارات المتكرّرة لن يكون إلَّا خطاب البنادق، ولغتُها اليوم باتت سهلةَ المِراس يمنياً.. بعد أن أجاد هذا الشعب مصاعَدَةَ بأسها ومضاعَفَةَ مفاعيلها بالإيمَـان والحكمة.