تحت الخبر.. بقلم/ محمد منصور
التحذيرُ الذي أطلقه السيدُ المجاهدُ عبدالملك الحوثي حولَ القناعة الراهنة حيالَ التفاوض والحديثِ عن السلام كان رسالةً واضحة للسعوديّ وبترجمة أنيس عبيد للأمريكي والبريطاني: صبرنا يتجه بقوة وسرعة نحو النفاد، ولا نمتلك أية ذرة انتظار لسماع مزيدٍ من التسويف حول مطالب شعبنا المشروعة.
السيد رسم مجدّدًا خطوطَ اليمن السياسية بألوان عَلَمِهِ الثلاثةِ الزاهيةِ، وللآخر سعوديّ أَو أي طرف منخرِط في العدوان أن يختارَ سريعًا بين مصداقية صنعاء وقائدها المجاهد وتحذيراته الواضحة ونُصحه الصادق وبين المزيد من الإنصات السعوديّ والإماراتي لخزعبلات سفراء أمريكا وبريطانيا، واحتمال كبير جِـدًّا بعض الهمس الصهيوني.
لقد أعلن السيد عبدالملك خياراتِ اليمن غيرَ القابلة للنقاش: سيادة واستقلال وحرية وملف إنساني، خيارات لم يعد في المتناوَل النقاش حولها، وجاء الدور للرياض ومن يقف معها أن تطرحَ خياراتها إن وُجدت.
الدورانُ حول حقوق اليمن لم يعد مقبولًا، إذ اختار السيد عبدالملك اللحظةَ المناسبةَ للتأكيد بأن ملف اليمن التفاوضي واضح المعالِمِ ولن تسحب منه أية ورقة، وللطرف الآخر حرية، إما الاستمرارُ في مِلَفِّه المتهالك أَو الدخول الجاد في رفع الأيادي عن حقوق اليمن.
في كُـلّ الأحوال، تحذيرُ السيد عبدالملك هو فرصة أخيرة لمن يراهن على مسألة الوقت لقد قالها بوضوح: لا زلنا في مرحلة الحرب ويدُ اليمن لم تبتعدْ عن الزناد.
قذفُ السيد بالكرة في ملعبِ الرياض التي يتوجب عليها أخذُ تحذير السيد على محمل الجد، فصنعاءُ عاصمة النَّفَسِ الطويل هي ذاتُ العاصمة التي أصبح صبرُها محدوداً وقابلاً للنفاد في أية لحظَة، أما حديث السيد القائد عن فلسطين فله مِدادٌ آخر.