ذكرى الشهيد القائد.. وضرورةُ العودة إلى المشروع..بقلم/ محمد علي العزي
أن نتحدَّثَ عن الشهيد القائد -رضوان الله عليه- فَـإنَّنا نتحدَّثُ عن التقوى عن الإخلاص لله عن الحب لله عن الذوبان في الله عن استشعار المسؤولية عن الثقة بالله عن الرجولة عن الوفاء عن الإباء عن التضحية عن الإحسان عن القيم المثلى في أسمى معانيها.
لقد تحَرّك الشهيد القائد في وضعية استثنائية وعصيبة، الصمتُ فيها هو السائد والهزيمة النفسية هي السائدة.
تحَرّك وفي أعماق أعماق نفسه كان يحمل الثقة بالله، وبين كتفيه يحمل همّ أُمَّـة كاملة بآلامها وآلامها.
لقد قدم الشهيد القائد مشروعاً قرآنياً كاملاً وشاملاً واسعاً بسعة وشمولية القرآن الكريم، وحينما كان يوجه ويرشد كان يجسد ذلك في أرض الواقع.
لقد جسد الشهيد القائد أرقى معاني التضحية في سبيل الله وأرقى معاني الإحسان، فحينما كان مخيراً بين خيارين إما أن يضحي بنفسه في سبيل الله؛ مِن أجل الأُمَّــة، أَو أن يضحي بالقرآن وبالدين وبالمشروع وبالقضية وبالتالي التضحية بالأمة ومستقبلها؛ مِن أجل نفسه.. اختار -رضوان الله عليه- أن يضحي بنفسه؛ مِن أجل الأُمَّــة.
وفي الذكرى الحادية والعشرين لاستشهاد شهيد القرآن نقف مع أنفسنا لنعاتبها ولنحاسبها ولنقيمها ولنطرح العديد من التساؤلات.
– الشهيد القائد قدم نفسه وروحه؛ مِن أجل مشروع تربوي تثقيفي تنويري، هل لا زلنا نحمل روحية هذا المشروع.
– الشهيد القائد قدم نفسه؛ مِن أجل الملايين من المستضعفين والمحرومين والفقراء والبائسين وكان يلامس واقعهم ويهتم بأمورهم فهل لا زلنا نحمل روحيته ونلامس واقعهم ونهتم بهم.
– الشهيد القائد قدم نفسه؛ مِن أجل مشروع العدالة والقسط فهل نحن نحمل روحيته خَاصَّة في الأجهزة القضائية والأمنية والنيابات ومجالس التصالح وغيرها.
– الشهيد القائد قدم روحه؛ مِن أجل رفع الظلم عن المظلومين فهل نفتش محاكمنا وسجوننا وإصلاحياتنا ونبحث بين ملفات القضايا لرفع الظلم ومعالجة الاختلالات الناتجة عن مثل هذه التصرفات.
– الشهيد القائد كان ورعاً عن المال الحرام وكان يحارب الفساد المالي والفاسدين فهل لا زلنا نحمل روحيته أم أن مظاهر الدنيا وبهارجها ومغرياتها المادية سيطرت على مشاعرنا وروحياتنا فنسينا واقعنا ومنطلقاتنا ومسؤولياتنا الدينية.
– الشهيد القائد كان قريباً من الناس والمجتمع والعامة وكان يتواضع لهم وينصت لهم فهل لا زلنا نحمل روحيته أم أن صولجان السلطة وأبهتها قد أعمت بصائرنا وأطغتنا وأصابتنا بالغرور والعجب فصرنا لا نلتفت إلى أحد.
– الشهيد القائد كان أُمَّـة، كان قُدوة، كان مربياً، كان قائداً، كان ثقافيًّا وسياسيًّا واجتماعياً واقتصاديًّا وعسكريًّا وأمنيًّا وإعلامياً وَ…، فهل نحن نمشي على خطاه ونقتبس من روحيته العالية والعظيمة؟!