الشهيدُ القائد طِبُّ النفوس وفق هدى الله..بقلم/ محمد الضوراني
الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- مدرسة من العطاء والتضحية والجهاد والاستبسال في مواجهة الباطل وأعوان الباطل وحزب الباطل في هذا الزمان المتمثل بأمريكا وإسرائيل، المتمثل بالمنافقين والعملاء والخونة أدوات أمريكا وإسرائيل وهي الأنظمة العميلة في المنطقة والتي تعادي كُـلّ الأحرار والشرفاء من أبناء هذه الأُمَّــة، تعادي الحق وكل من يقف مع الحق وأهل الحق، تعادي كُـلّ القيم والأخلاق والمبادئ الإيمانية التي أمرنا الله أن نسير من خلالها ونتحَرّك من خلالها في مواجهة الباطل، في مواجهة الضلال المتمثل بالثقافات المغلوطة التي جاءتنا من أعداء الله وأعداء الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وأعداء الإمام علي -عليه السلام- وأعداء آل البيت وأعلام الهدى والتقى الصادقين المتقين المجاهدين، أعداء الأُمَّــة الإسلامية كلها وأعداء دين الله وأعداء الخير في هذا العالم.
إن الشهيد القائد ومن خلال ثقافة القرآن وضح لكل الأُمَّــة طريق الصلاح والهداية والاستقامة التي أمرنا الله بها وأن نسير من خلالها في هذه الدنيا، هذا الطريق الذي يجعلنا أكثر وعياً وأكثر إدراكاً وأكثر قوة وعزة وتمكيناً في مواجهة الضلال والانحراف والثقافات المغلوطة التي عمل على نشرها أعداء الله لتفريق الأُمَّــة وتمزيق الأُمَّــة وتشتيت الأُمَّــة عن طريق الاستقامة والخير والعزة في الدنيا وفي الآخرة.
إن الشهيد القائد مدرسة من الأخلاق والمبادئ والقيم التي لا يمكن أن تتزحزح أَو تتغير مقابل أية مصالح أَو مكاسب شخصية أَو أهداف ذاتية -لا يمكن أن تتبدل مهما كان حجم التحديات ومهما كان حجم الأعداء ومؤامراتهم- لا يمكن أن تتغير تلك المواقف التي منبعها الإيمان الصادق بالله وتأييد الله والثقة بالله، وأن السيد القائد حمل قضية الأُمَّــة كلها في زمن ساد فيه التيه والضلال والخضوع للنظام الأمريكي والإسرائيلي، في زمن تغيرت ثقافة الأُمَّــة وانجرف الكثير نحو الأهواء والرغبات الشخصية.
إن الشهيد القائد وضح لكل الأُمَّــة ومن خلال القرآن مَـا هو السبب في أننا أصبحنا هكذا تحت أقدام اليهود، ومن خلال القرآن الكريم وضح لنا كيف تكون مواقفنا قرآنية وسلوكنا في هذه الدنيا وفق ثقافة القرآن ونعالج أنفسنا معالجة قرآنية، هذا العلاج الذي يداوي النفوس والقلوب العليلة ويجعلها تبصر النور وتتحَرّك وفق مسار صحيح في مواجهة أعداء الله وأعداء دين الله وهم اليهود، السيد القائد وحد كُـلّ الأُمَّــة ومن خلال القرآن لتكون هذه الوحدة حقيقية وحدة إيمَـانية وهُــوِيَّة إيمَـانية، وحد هذه الأُمَّــة التي تعاني من الضعف والتفرق والتشتت والانقسام ووضح لهم أن العدو الحقيقي لهذه الأُمَّــة هم اليهود ومن ساندهم ووقف معهم، الشهيد القائد واجه حملة إعلامية من كُـلّ أعداء الله والمنافقين لتشوية تحَرّك الشهيد القائد وإبعاد الناس عنه وعن الثقافة والروى التي حملها، يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، أرادوا إيقاف هذا التحَرّك والحد من انتشاره فقاموا بحملة عسكرية حشدوا لها كُـلّ أنواع الأسلحة والجيوش في مواجهة الشهيد القائد ومجموعة بسيطة من المجاهدين، رغم كُـلّ ذلك استمر الشهيد القائد في تقديم الهدى وفي تقديم العلاج الذي يعالج به القلوب والنفوس يعالج به التوجّـهات والمواقف يعالج به الانحرافات والثقافات المغلوطة وينسفها ويعريها أمام كُـلّ الأُمَّــة، استمر رغم حجم الضغوطات والتحديات والتضحيات وهو يعلم أنه لا بُـدَّ من التضحية ولو بنفسه وكل ما يملك هو يعلم بحجم التكليف الإلهي وأهميته وحجم التفريط والتقصير في أداء هذا التكليف، هو يعلم بأن الحق سوف يظهر وينتصر ويخلد في تاريخ الأُمَّــة؛ لأَنَّه إذَا جاء الحق زهق الباطل وانتهى وتلاشى.
إن واجبنا أمام الله أن نستمر في المشروع الذي حمله السيد القائد أن نعزز ثقافة القرآن قولاً وعملاً وتحَرّكاً في ميادين العمل والجهاد، أن نعي حجم المسؤولية والتكليف الإلهي وحجم التضحيات التي قدمها هؤلاء الشهداء حتى نحافظ على ديننا ومواقفنا وأهدافنا وأعمالنا أن تكون سليمة وخالية من الشوائب والانحرافات والتضليل وغيرها.
نحن اليوم نشهد ذكرى مؤلمة في استشهاد علم من أعلام الهدى الصادقين المخلصين المجاهدين مدرسة من القيم والمبادئ والرؤى السليمة والتحَرّك الثابت مع كُـلّ قضايا الأُمَّــة، في هذه المناسبة لا بُـدَّ أن نراجع أنفسنا ونقيم أعمالنا ونعالج ما فسد منها وفق المسار الإيماني الصحيح، وفق التوجّـهات الصحيحة والرؤية السليمة ونحمل هذا المشروع بقوة؛ لأَنَّه الخير لنا النصر لنا العزة لنا التوفيق لنا في الدنيا والآخرة.
سلام الله على الشهيد القائد شهيد الحق شهيد القرآن.