أكبرُ المخطّطاتِ العالميةِ تقفُ هُنا..بقلم/ أمة الملك قوارة
حيثُ انهارت مخطّطاتهم وفُضحت، ودمّـرت معداتهم وتُلفت، وانكشفت ألاعيبهم وتبددت، ودحِضت مزاعِمهم وفُنِدت، بفضل المشروع الذي تجاوز الفرد إلى أُمَّـة بأكملها، وخرج بين عواصف الأحداث إلى أوج الانتصار، ليغير المعادلات ويقلب التوقعات، أنه المشروع القرآني القائم بقوته أمام سطوة المجرمين وتمادي الظالمين وظلم المستكبرين، ليثبت لهم أن دين الله إن أُقيم فلا قوة في الأرض قادرة على الوقوف ضده، وإن ضربت جذوره في عمق المؤمنين، فَـإنَّ أعمدته ستقفُ في قلب الأحداث متخذة من العدالة مساراً لها، وإن شُعاع ضوئه فسيلتهم ديجور الظلام وتبعاته من الظلم والانحراف وسيستمر متجاوز كُـلّ التحديات.
طلع ذلك المشروعُ من قلبٍ تعمق في فهم الأحداث وفسرها من منظور قرآني فأبى له إيمانه أن يسكت وأبت له نخوته أن يصمت في ظل أُمَّـة تنهار قيمها وتُداس كرامتها وتستعمر بدعوى السلام ومكافحة الإرهاب التي هي صناعة بحتة للمستعمر نفسه وذريعة للدخول إلى الأوطان واستعمارها، إن بزوغ ذلك الوعي الذي أعاد الناس إلى الدين الأصل والعقيدة السمحة التي لا شوائب فيها، ووعاهم بحقيقة الأعداء ومخطّطاتهم وحربهم في أشكالها المختلفة، كُـلّ ذلك أخاف الأعداء؛ لأَنَّهم يعرفون ماذا يحدث إذَا بزغ الوعي في أي مجتمع، لتتحَرّك أمريكا لمواجهة الشهيد القائد ومشروعه الذي أقلقها وككل مرة ينتهجون أُسلُـوب القضاء على الناس ودعواتهم بطريقة مزدوجة؛ ألا وهي القتل فيضمنوا بذلك إخافة الناس ومنع تكرار أي دعوة مناهضة لهم فمَا الذي حدث معهم؟! قتلوه وظنوا بذلك أنهم قضوا على مشروعه إلى الأبد وهم بذلك أنبتوا من دمائه ومظلوميته الآلافَ من يحمل مشروعَهُ إلى الأبد ولتبقَ روحه فينا برائحة إرشادها وموعظتها ولتظل كلماته ودعوته تبني جسورا من الإيمان والأنفة والإباء لكل من استمع لها وقرأها وظل المشروع القرآني يكبر ويبزغ مع كُـلّ يوم حتى صار كالطوفان في وجه المستكبرين حاكماً عليهم بحتمية وجوده وانتشاره.
وقف المشروع القرآني وتوقفت المشاريع جميعها ولتنهار بعدها عزائم الأعداء ولتقف بعدها مخطّطاتهم عاجزة، ولينعكس بعد ذلك أثره فيتحول شعب الإيمان من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم ومن حالة ألا وعي إلى حالة الوعي ومن حالة الجيش المهيكل إلى حالة البناء العسكري المتكامل والاتّجاه نحو النهضة الزراعية والصناعية والاقتصادية، أنه تيار الوعي التي زرعه المشروع القرآني فينا والذي يأبى لنا أن نعيش أذلاء تحت سطوة الأعداء والذي علمنا ما معنى الشهادة وعظمتها، وإن الأرض لله ولن يرثها إلا عباده المتقين هذا قليلًا مما حقّقه المشروع القرآني فينا وما زال هنالك الكثير فهل سيعي الظالمون أن ذلك المشروع أرداه الله أن يتجسد فينا وأنه لن يوقفه شيء؟ أم ينتظرون الحقيقة القادمة بإذن الله ونحن في عقر دارهم فاتحون منتصرون؟