فلسطين في الخطاب الأخير لقائد الثورة
أكّـد أننا لن نصمت ففي السكوت خسران وسنخوض المعركة مع الإخوة الفلسطينيين
المسيرة: خاص
في ظِلِّ الطعناتِ المتتاليةِ التي تضرِبُ خاصرةَ الأُمَّــة وتحديداً على الجرحِ الكبيرِ لها المتمثلِ في القضية الفلسطينية، من قبل عملاء أمريكا وإسرائيل، جَدَّدَ قائدُ الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، التأكيدَ على مركَزية القضية الفلسطينية كبُوصلة للتحَرّك اليماني الثوري، والذي يعتبر مبدأ دينياً وفطرياً وإنسانياً، في حين نوّه السيد القائد إلى ضرورة انتقال المواقف من المتابعة والتقييم والتنظير إلى التحَرّك بمسؤولية عالية وروحية جهادية لمواجهة الهجمة الشرسة التي تقودها أمريكا والكيان الصهيوني، وقد جدد السيد القائد أن اليمن لن يكن بمنأى عن أية معركة قادمة مع العدوّ الصهيوني طالما أصر على استهداف الأُمَّــة وتفريخ توحدها ونسيجها والاستفراد ببعض شعوبها، داعياً إلى الجاهزية والحيطة والحذر.
وفي خطابه بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي –رضوان الله عليه– تحدث السيد القائد عن المستجدات في الساحة الفلسطينية، وقال “إن العدوّ الإسرائيلي يتجه للمزيد من الاستيطان ومصادرة الأراضي وتعذيب الأسرى ويمارس الانتهاكات اليومية بحق المسجد الأقصى”.
وَأَضَـافَ السيد القائد في خطابه إنه “في الوقت الذي يستمر فيه العدوّ في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، يتجه المطبعون أكثر لتقوية علاقاتهم معه، وهذا عار وخزي ومخالفة صريحة للقرآن”، في إشارة إلى المواقف الخيانية التي تقوم بها دول العدوان على اليمن، وآخرها الطعنة الإماراتية الجديدة في خاصرة الأُمَّــة والقضية الفلسطينية من خلال الاعتراض على التصويت على مشروع قرار لوقف الاستيطان في الأراضي المحتلّة، في اصطفاف سياسي وعسكري إلى جانب الكيان الصهيوني.
وجدد قائد الثورة التأكيد على أنه “من يتعاون مع العدوّ الإسرائيلي شريك في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني والاعتداء عليه وظلمه”.
وحذر قائد الثورة المتماهين مع المؤامرات الصهيوأمريكية المنتمين للمنطقة العربية والإسلامية من مغبة الاستمرار في مناصرة العدوّ الصهيوني، وخاطب العدوّ والمطبعين معه بالقول إن “الكيان الإسرائيلي كيان مؤقت مصيره الزوال حتماً، وهذا وعد الله في القرآن الكريم”، وهي رسالة كافية ووافية وكفيلة بأن تردع المطبعين وتجبرهم على إعادة حساباتهم.
وتطرق قائد الثورة إلى المخاطر والمعاناة التي تكابدها أمتنا ومن بينهم الشعب الفلسطيني المكلوم جراء الطعنات الغادرة التي تقوم بها بعض الأنظمة المحسوبة على العرب والمسلمين، حَيثُ واصل السيد حديثه بالقول إن “المطيعين لـ أمريكا وَإسرائيل هم المشكلة الأكبر لأمتنا، والآن أصبحت موالاة أمريكا وإسرائيل عنواناً لهم تحت شعار التطبيع والتحالف”.
استراتيجياتٌ عامة للمواجهة الشاملة
وأمامَ هذا الخطر المزدوج القادم من قبل العدوّ ومن قبل المتواطئين معه قال قائد الثورة “يجبُ أن نستحضرَ أننا في ميدان مواجهة وصراع في الميدان الإعلامي، حَيثُ يحضر الأعداء بكل إمْكَانياتهم ومخطّطاتهم”.
ونوّه قائد الثورة إلى الموقف اللازم السير عليه في مواجهة الهجمة الأمريكي الصهيونية المسنودة بخيانة عربية وإسلامية، وقال في هذا الصدد “أمام الهجمة التي تستهدفنا في حريتنا وديننا واستقلالنا وكلّ مجالات حياتنا، كان خيارُ البعض السكوت”، مؤكّـداً أن “خيارَ السكوت لا يستندُ إلى القرآن ولا إلى الفطرة الإنسانية، ولكنه يعبر فقط عن روحٍ انهزامية”، محذراً من أن “السكوت سيدفع الأعداء للحصول على تنازلات كثيرة أُخرى، وهم لن يتوقفوا إلا متى ما تحَرّكنا، فالخطورة تكمن في السكوت تجاه الهجمة الأمريكية الشاملة على أمتنا”.
ولفت قائد الثورة إلى أن “القرآن الكريم كله حركة وكلام، وَإذَا سكتنا أمام الهجمة الأمريكية سنخسر كُـلّ شيء في دنيانا وآخرتنا”، موضحًا أن “خيار السكوت يعني الاستسلام، يعني تمكين الأعداء من تنفيذ مخطّطاتهم بحقنا دون أي عائق”.
وتطرق السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، إلى أن “الشهيد القائد تحَرّك ليغير الأُسلُـوب الذي كان سائداً وهو متابعةُ أخبار تدمير أمتنا وقتل شعوبنا واستهداف مقدساتنا دون أي تحَرّك مسؤول”، مستعرضاً بعضاً من النماذج التي نفضت غبار السكوت وتحَرّكت لنيل الحرية والكرامة والاستقلال، وفي مقدمتها الشعب اليمني وحزب الله في لبنان وغيرها من الشعوب التي شكلت نموذجاً للمقاومة العربية أمام الهجمات الصهيونية والأمريكية.
وفي هذا الصدد قال قائد الثورة إن “ميزة الموقف الإيمَـاني في مواجهة التحديات والأخطار هي الثبات المستند إلى التوكل على الله والثقة به والتحَرّك العملي بناء على ذلك وهكذا كان تحَرّك حليف القرآن في مرحلة مهمة على الأُمَّــة”، متبعاً حديثه “منذ بداية تحَرّك الشهيد القائد بدأت عملية محاربته، وكان مطلوباً من الناس أن يصمتوا وأن يفسحوا المجال للأعداء وعملائهم”، منوِّهًا إلى أن “ثمرةَ صبرنا وجهادنا وتضحيتنا وقضيتنا العادلة هي نصر الله الذي توكلنا عليه واعتمدنا عليه”.
تحذير جديد.. حضور اليمن في فلسطين سيكون فاعلاً ومؤثراً
وفي سياق متصل جدد قائد الثورة التأكيد على أن الحضور اليمني سيكون فاعلاً وقوياً أمام المؤامرات والطعنات.
وقال: “كشعب يمني، يجب أن نكون جاهزين لكل الاحتمالات في فلسطين”، مُضيفاً “إذا وصلت الأمور إلى وضعية تحتاج إلى تدخل شعوبنا الإسلامية، فنحن حاضرون أن نتدخل إلى جانب شعبنا الفلسطيني بحسب المقتضيات والأحداث وآمل أن يكون هناك استعداد لمثل ذلك”، في رسالة واضحة وقوية للعدو الصهيوني بأن الشعب اليمني وأن كان يعاني في ظل العدوان والحصار، إلا أنه سيظل حاضراً وبقوة في المشهد الفلسطيني، وسيكون له دور فاعل في المعركة العسكرية والسياسية.
ومن خلال ما قاله قائد الثورة في هذا السياق، يتأكّـد للجميع أن الشعب اليمني سيظل متحَرّكا على مسار قضيته الأَسَاسية والعادلة في نصرة الشعب الفلسطيني.
وبيّن السيد القائد، حيثيات الدوافع التي تقودُ الشعبَ اليمني الحر لتقمُّصِ الأدوار المبدئية والعظيمة في نُصرة شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حَيثُ قال في خضم خطابه إن “الشهيد القائد جاء ليقولَ في صرخته أننا نتحدث بروحية من يفهم أنه طرف في هذا الصراع”، مؤكّـداً أن “المرحلة التي نتابع فيها أخبار الاعتداء على أمتنا قد انتهت لننتقل إلى مرحلة المسؤولية والتصدي للأخطار التي تستهدفنا”، في تأكيد جديد على أن الحضور اليمني لن يكتفي بالتصريحات الإعلامية والبيانات التضامنية، بل سيرتفع إلى سقف أعلى بما يحقّق واحدية المعركة وواحدية المواجهة إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب.
شواهد من الماضي.. حيثيات خضوع الشعوب والسلاح الدائم
وفي الحديث بيّن السيد القائد الحيثيات التي آلت بالأمتين العربية والإسلامية إلى ما هي عليه من الصمت والجمود تجاه الهجمة الأمريكية والصهيونية الشرسة التي تستهدف الأُمَّــة، حَيثُ قال: إن “الفوضى في التلقي تجعل الكثير من أبناء أمتنا ضحية للأعداء؛ لأَنَّهم يتلقون الكثير من العقائد والمفاهيم الخاطئة”، فيما قدم قائد الثورة العلاج لهذه المشكلة بقوله إن “القرآن يضبط حالة التلقي ويمثل تحصيناً فكرياً وثقافيًّا من الاختراق الذي يسبب فساد الأُمَّــة، والقرآن الكريم هو الذي يقدم لنا الرؤية المتكاملة الصحيحة تجاه كُـلّ مجالات الحياة أمام هجمة الأعداء”.
ولفت السيد القائد إلى أن “الأعداء حرصوا على تغييب القضية الفلسطينية في المناهج الدراسية”.
وأتبع قائلاً “الأعداء يقومون بالتشكيك في القناعات التاريخية وخَاصَّة تجاه ما يتعلق باليهود وتاريخهم الإجرامي ويقومون بنشر دراسات وبحوث تضرب القناعات التاريخية وتهدمها”، مُضيفاً “سمعنا بقيام الإمارات بإدخَال ما يسمى بالهولوكوست إلى منهجها الدراسي”، في إشارة إلى الشواهد الخطيرة التي تعيشها بعض شعوب الأُمَّــة والتي تؤول إلى أن الأنظمة العميلة تقود الشعوب التي تتسلط عليها نحو الخضوع والاستسلام للعدو الصهيوني وتسليم الرقاب لهذا العدوّ المارق الذي يتصف بالحقد والنزعة للإيذاء بالمسلمين وقهرهم واستبعادهم.
وفي ذات الصدد تطرق قائد الثورة إلى أن “الأمريكيين والغرب يحتلون البلدانَ ويؤسِّسون حكومات عميلة للتنكيل بكل من يعارض هيمنتهم عليها”، مؤكّـداً أن “الأمريكيين يريدوننا أُمَّـةً ضعيفة عاجزة لا تمتلك القدرات للدفاع عن نفسها”.
وواصل قائد الثورة حديثه بالقول: “يسعى الأمريكيون لضمان تفوق العدوّ الإسرائيلي عسكريًّا وتقنياً ويبرّرون جرائمه بحق الفلسطينيين وبقية شعوب أمتنا ويوفرون الحماية الأممية له”.
وأردف بالقول “الأمريكيون ومن معهم وراء مصادرة حقوق الشعوب في الحرية والاستقلال كما في فلسطين “، في حين جدد قائد الثورة التأكيد على أن “الشعب الفلسطيني لديه الحق في الحرية والاستقلال والعيش بكرامة وَأمريكا وَإسرائيل يمنعونه من هذا الحق”.
واستعرض قائد الثورة جُملةً من المسؤوليات والواجبات التي يجب على المنتمين للعرب والمسلمين القيام بها في مواجهة الخطر الصهيوأمريكي، منوِّهًا إلى أن السير على التوجيهات القرآنية واستلهام الدروس من الشواهد التاريخية والنماذج التي قدمها عدد من حركات المقاومة العربية والإسلامية في مواجهة الخطر الصهيوني.
وجدّد قائدُ الثورة دعوتَه للأخذ بأسباب النصر الإلهي المؤزر وفهم طبيعة الصراع مع الأعداء وفق التقييم الرباني، وهنا منهجية كاملة ذكرها المولى تعالى وتعتبر خارطة طريق تقود الأُمَّــة نحو الخروج من مستنقعها المظلم وتحرّر رقابها من أيادي أعدائها، لتعود إلى ما يجب أن تكون عليه من الرفعة، ويعود معها اليهود إلى ما كتب لهم أن يعودوا إليه من الذل والخُسران المبين.