الشهيدُ الصمَّاد روحٌ ثورية وقيمٌ أخلاقية قرآنية..بقلم/ مرتضى الجرموزي
من رحم المعاناة ومن الواقع المخزي للأُمَّـة العربية ولدت المسيرة القرآنية من أعالي جبال مران الشم بمحافظة صعدة وتدعيما لأركانها فقد بزغت نجومٌ جهادية قادة وأفراد وحاضنة كانت على موعد مع الانطلاقة نحو العُلى وما بين الفينة والأُخرى كانت نجومُ المسيرة تتلألأ يأفل نجمٌ ويسطع آخر.
فتوحاتٌ وانتصارات شهدتها الساحة المحلية وشاع نور المسيرة القرآنية في ربوع الوطن المثخن بالجراح والتواق لقادة قرآنيين قولًا وعملًا ومع هذا التطلعات وبلا سابقة شهدتها اليمن منذُ العصور الجائرة ظهر نجم المسيرة القرآنية الرئيس صالح علي الصماد كرئيس للجمهورية اليمنية وقائدٍ عسكريٍّ ميدانيٍّ للمجاهدين كأول رئيس يحظى بحب وتوافق الجميع رئيس للشعب وجندي للدين والوطن مخلصًا في مسيرته صادقًا في قوله وتحَرّكاته وبتوكل على الله متمترساً بالحق وبالقضية العادلة ومتحزما بالرجولة ونُبل الأخلاق قاد اليمن وبكل اقتدار وتواضع القائد الإنسان إلى بر الأمان ومواجهة العدوّ بكل عزيمة الغارة بضربة صاروخية باليستية دشّـن أولى مراحله الشهيد الصمّاد.
ذات الروح الثورية والقيم الأخلاقية القرآنية التي كان يتحلى خليل القرآن الشهيد الرئيس لم تغيّر في سلوكه تجاهها الرئاسة والمنصب والشهرة كان كما عهدناه مجاهداً مخلصًا مثابراً مؤمناً لا يُشق له غبار جمع ما بين الدين والسياسة والتواضع وكرم الأخلاق وما بين القيادة والجندية والمسؤولية الواحدة هي الجهاد في سبيل الله ودحر المعتدين من الأرض اليمنية.
صوته الجوهري بلُغة الضاد الفصحى كان حديثه الدائم والمُستمرّ مع شعبه وحتى مع عدوه والمجتمع العالمي بثقة من الله تلألأ الآيات القرآنية من محيّاه الصادق بلينٍ يخاطب أبناء شعبه وأمته وبغلظة تجد خطابه القرآني للعدو وللمنافقين لا يتضعضع ولا يستكين وهو القائد في الميدان والجندي والخادم للشعب في دار الرئاسة وحارسه الأمين في كُـلّ الميادين ومواقع المسؤولية.
سعى وبكل جهد لتوحيد الجبهة الداخلية وتوجيه السخط الشعبي والوطني ضد قوى العدوان في ظل انقطاع المرتبات وفرضية الحصار من قبل تحالف العدوان الذي راهن كَثيراً عن الورقة الاقتصادية؛ بهَدفِ إضعاف اليمن من الداخل ليزداد السخط الشعبي ضد دولة الأنصار التي تحملت بقيادة السيد عبدالملك ورئاسة الشهيد الصمّاد وشرفاء الشعب عناء المواجهة والتحدي وتطبيع الأوضاع وإعادة اللُّحمة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد المجاهد وهو الذي ما قعد يوماً على كرسيّ الرئاسة إلّا جسداً وإلّا فهو في الميدان في مواقع النار وخطوط التماس مع الله وبرفقة إخوته وأبنائه المجاهدين متنقلاً من جبهة إلى أُخرى يتلمس حاجياتهم وبين المحافظات معايشاً للشعب يجلس مع البسطاء دون حراسة يواسي الفقراءَ يعاني معاناة الشعب المتضور حرباً وحصاراً وقتلاً وتدميراً يزاور أُسر الضحايا والشهداء والجرحى ومن تعرّضت منازلهم ومحالهم لغارات وبطش العدوان متوعداً بالانتقام لكل أبناء الشعب النفس بالنفس والسن بالسن والعين بالعين والجروح قصاص.
الشهيد الصماد بدهائه بحكمته الإيمَـانية وثقافته القرآنية وبحنكته العسكرية القيادية والمسؤولة النابعة من صفاء المشروع القرآني تغلّب على الصعاب وأفشل خطط العدوّ وألحق بهم الخسارةَ الأُخرى وهو يرى الشعب يلتفُّ مع القائد يحتضن المجاهدين ويقدّم لهم قوافل الخير والعطاء إلى الجبهات في الوقت الذي يتعرض اليمن لحصار خانق وحرب شاملة فتكت بكل شيء وعاثت بفسادها وضراوة تأثيرها كُـلّ ربوع الوطن وهنا يتلقى تحالفُ العدوان هزائمَ متتاليةً وصفعاتٍ مدوّيةً جعلته يتحسر ألمًا ويضرب أخماسَ دناءته بأسداس فشله وضياعِه في المجهول.