الشهيدُ الصماد قائدٌ ملهِمٌ والتاريخ سيخلّده في أنصع صفحاته
مسؤولون وإعلاميون ومواطنون من مقام الشهيد بميدان السبعين:
المسيرة: منصور البكالي
يكتظ مقام أَو ضريح الرئيس الشهيد الصماد ومرافقيه، بالكثير من الزوار بالتوازي مع الذكرى السنوية لاستشهاده، في موقف يجسد مدى تلاحم الشعب مع القيادة؛ وللتأكيد على أن هذه الدماء الطاهرة لن تذهب هدراً، وأن الثأر من الأعداء قادمٌ لا مَحَالَة.
والتقت صحيفةُ “المسيرة” بعددٍ من الزوار لمقام الشهيد الصماد، الذين أكّـدوا أن زيارتَهم تأتي للتزوُّد بقيم الصمود والتضحية والفداء من الرئيس الشهيد، والتعلم منه دروس الفداء والتفاني والإخلاص.
ويقول وكيل وزارة الإدارة المحلية، أحمد الشوتري: “إن الرئيس الشهد الصماد كان رجل المسؤولية، حَيثُ تحملها بكل جدارة، مستشعراً بذلك الرقابة الإلهية ومسؤوليته أمام الله سبحانه وتعالى، وأمام القيادة، وكان نَموذجاً على أرقى مستوًى في كُـلّ الجوانب”.
ويضيف الشوتري في حديثه لصحيفة “المسيرة” أن الشهيد الصماد هو نَموذجٌ في الجانب الاجتماعي والسياسي والعسكري والثقافي والتوعوي والأمني وفي كُـلّ الجوانب، وأرسى قاعدةً عظيمةً، وهي “يد تبني ويد تحمي”، وكانت له بصمة، وله أثر في الجانب الإداري، وجانب البناء والصناعة والزراعة وفي كُـلّ الاتّجاهات.
ويوجّه الشوتري قولَه لمن قاموا باغتياله: “لقد أحييتم فينا روحيةَ الجهاد وروحيةَ المثابرة والعطاء والتضحية، ونحن -بإذن الله سبحانه وتعالى- سنتحَرّك على خُطَى الصماد في كُـلّ المجالات التي تحَرّك فيها، وسنطبق مشروعه الرائد ورؤيته الوطنية في بناء الدولة اليمنية الحديثة.
من جانبه، يوجه الإعلامي عبدالرحمن المنوّر، في ذكرى استشهاد الرئيس الصماد رسالته “لكل مسؤول في الدولة بسرعة العودة الصادقة إلى المنهج القرآني الذي تربى عليه الشهيد الصماد، وأن يدرك المعنى الحقيقي للمسؤولية في الإسلام، وأن يكون قُدوة في ذلك عظماء آل البيت -عليهم السلام- وعظماء المشروع القرآني، وعلى رأسهم الشهيد الصماد الذي نخرج اليوم وفاءً له”.
نموذجٌ راقٍ:
وإلى جانب الحضور الرسمي، يتوافد المواطنون يوميًّا إلى ضريح الشهيد الرئيس صالح الصماد في ميدان السبعين بصنعاء، مستشعرين عظم تضحية الصماد في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ الباغي.
ويقول المواطن أوسان إسماعيل فرج: إن الصماد كان النموذج الراقي في هذه المسيرة القرآنية، داعياً رجال الدولة للاقتدَاء به في تصحيح مسارات بناء الدولة بمجالاتها التعليمية والثقافية وفي كُـلّ الجوانب.
ويضيف أن هذا القائد الملهم كان ولا يزال أُسطورة خلدها التاريخ في أنصع صفحاته البيضاء، متصدراً كُـلّ الزعامات في أصعب وأخطر الظروف التي مر بها شعبنا اليمني”، لافتاً إلى أن الرئيسَ الشهيدَ الصماد كان قريباً من الشعب، وكان الشعبُ يشاهدُه في كُـلّ المواقف وفي تخرُّج الدفع العسكرية وغيرها، ولم يكن منعزلاً عن الشعب، بل كان متلمساً همومهم، وكان قريباً من كتاب الله، ودائم المحافظة على تلاوته، وهذه رسالة لقيادات الدولة بمستوياتهم المختلفة بأن عليهم تجسيد مبادئ الصماد وقيمه من الإحسان والإخلاص والتفاني.
ويرى فرج أنه إذَا كان الناس اليوم يفتقدون للنموذج الذي يبنون عليه ويقتدون به، والصماد خير قائد وخير نموذج وقُدوة في كُـلّ المجالات، مُشيراً إلى أهميّة تذكر الصماد وتجسيده في واقعنا العملي على مدار أَيَّـام السنة، وفي كُـلّ أعمالنا، ويجب أن يكون حاضراً وحياً في وجداننا، مؤكّـداً لقوى العدوان أن استشهاد الصماد يدفعنا للتضحية والفداء أكثرَ؛ فلقد بنَى أُمَّـةً قويةً وواعية.
قائد للجميع ومحطة لتجديد العهد:
بدوره، يقول الشيخ مبارك الجدرة: إنه في هذه اللحظات التي نحضر فيها للمشاركة في إحياء الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس صالح الصماد -عليه السلام- نستحضر القيادة، فلقد أثبت بجدارة أنه قائد للجميع، واتسع قلبه للجميع، وأحبه الجميع الذين لم يعرفوه قبل الذين يعرفونه، ونقول: إننا على نهجِ هذا القائد يجب أن نسير وأن نستشعر مآثره وصفاته وتواضعه وفن قيادته واتساع ورحابة صدره كأب لكل أبناء الشعب بمختلف مكوناتهم السياسية.
ويضيف: “كان الرئيس الشهيد سباقاً في الحلحلة للكثير من القضايا والأزمات، ولهذا يجب أن نقتفي منه، ونعطف على بعضنا البعض، كما كان حنوناً خَاصَّة في ظل الظروف التي يمر بها الوطن، كما وجه النصح للقيادة بأن ينهجوا نهجه، وأن يستحضروا ما كان يقوم به”.
من ناحيته، يقول أيمن إدريس -مدير عام التموين الزراعي في محافظة البيضاء-: “نعاهد الله ونعاهد الشهداء ونعاهد الرئيس الصماد بأننا سائرون على نهجه في البناء الإداري، والبناء السياسي، والبناء العسكري، والبناء الزراعي والاقتصادي، حتى نكون بذات المستوى الذي كان يتطلع إليه الشهيد الرئيس من خلال رؤيته الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة”.
ويتابع إدريس في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “كان من ضمن أولويات الشهيد الصماد تحقيق الاكتفاء الذاتي، وجميعنا يدرك بأن الزراعة هي أَسَاس ومنطلق رئيسي لبناء دولتنا وتقوية دعائمها ومن لم يمتلك قوته لا يمتلك قراره، وَإذَا أردنا العزة فَـإنَّ العزة لله، وبناءً على شعار الصماد “يد تبني ويد تحمي” فَـإنَّ اليد التي تحمي، فهي من تصنع العزة والكرامة، واليد التي تبني في الجبهة السياسية والاقتصادية والزراعية والعسكرية تخوض معركة مكتملة مع العدوان، وجميعنا يدرك توجّـه العدوّ نحو المعركة الاقتصادية، وهذا يتطلب منا مضاعفة الجهود في الجبهة الاقتصادية، وهي الجبهة التي يراهن العدوّ على إفشالنا فيها ونحن بفضل الله وبفضل قيادتنا الثورية والسياسية ووفق خطة اللجنة الزراعية والسمكية العليا نتجه في محافظة البيضاء خَاصَّة وفي محافظات الجمهورية عامة إلى تشجيع المزارعين للتوسع في زراعة المحاصيل الأَسَاسية، وتوفير الاحتياجات وفق المتاح والممكن”.
ويردف إدريس: “كما أننا نهدف إلى تفعيل المبادرات المجتمعية؛ لأَنَّ المزارعين والمجتمع إذَا ركن على الدولة أَو المنظمات سيصبح مجتمعاً ضعيفاً، ولكن وفق خطة اللجنة العليا نريد أن نجعل المجتمع معتمداً على نفسه من خلال تفعيل المبادرات المجتمعية في جانب الري والسدود والحواجز والكرفانات في استخدام مياه السدود والحواجز في المجال الزراعي واستصلاح الأراضي الزراعية، وزراعة الصحراء، وبعون الله سيصلُ شعبُنا اليمني لاستصلاح أراضي الصحراء وزراعتها كما هو في الجوف والحديدة”.
ويجدد إدريس العهد لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، من مقام الشهيد الصماد بالقول: “كما خضنا الجبهة العسكرية سنخوض الجبهة الزراعية والاقتصادية في محافظة البيضاء خَاصَّةً وفي محافظات الجمهورية عامةً؛ لتحقيق اقتصاد قوي ومتين ونهضة تلبي تطلعات الشهيد الرئيس وتطلعات شعبنا اليمني العظيم، وُصُـولاً إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي”.
من جانبه، يقول المواطن وهبان حسن نهشل: “نقول للأعداء أنتم لم تقتلوا الصماد بل زرعتم 30 مليون صماد وكل الشعب اليمني اليوم صماد، ونؤكّـد لكم بأنهم لم يستهدفوا الصماد ولن ينالوا منه ومن مشروعه، وما فعلوه بجبنهم ووحشيتهم لن يزيد شعبنا إلَّا ثباتًا ووفاءً واستمرارًا على ذات النهج والتضحيات التي سلكها الصماد”.
ويتابع نهشل: “نعاهد الله ونجدد العهد للشهيد الرئيس الصماد بالمضي على خطاه والاستمرار في مواجهة العدوان ومرتزِقته حتى تحرير البلد من دنس الغزاة والمحتلّين وبناء دولة قوية وعظيمة بعظمة المشروع القرآني الذي أنجب الصماد وغيره من القيادات القرآنية”.