الرئيسُ البنّاء والقائدُ المعطاء..بقلم/ أيوب أحمد هادي
من ميادين الجهاد اعتلى الصمَّادُ كرسِيَّ الرئاسة، واستلم مِفتاحَ القيادة، وبدأ يسيرُ بالشعبِ نحوَ الحريةِ والكرامةِ بخطواتٍ تملؤُها الثقة؛ فكان هو الرئيسَ في دارِ الرئاسة، وهو القائد العسكري في المعركة، وهو المجاهد في الميدان، وكان هو الخطيب في المنبر، وهو الواعظ والمرشد في المؤتمرات والمناسبات، وكان هو الأب وَالأخ والصديق لهذا الشعب.
لم يكن الشهيد الصماد يعرف معنى التخاذل، ولا التخلي عن المسؤولية، تحَرّك في أوساط الشعب؛ ليتلمس معاناتهم، وتحَرّك في أوساط المجاهدين ليرفع معنوياتهم.
كان الشهيد الصماد لا يحمل همَّ نفسه كما يحمل همَّ شعبه؛ فقد كان يتسلق الجبال، ويفترش الأرضَ، مستظلاً بالأشجار، ويعملُ ليلَ نهارَ باحثاً عَمَّا سيقدمه لهذا الشعب من أفكار حتى أطلق مشروعَه المختارَ “يد تبني ويد تحمي”؛ ليفتح مجالاً للأبطال والشطار.
تحَرّكت اليد الأولى حتى اشتد ساعدها ولم يسطع الأعداء كسرها، حينها تحَرّكت اليد الأُخرى نحو التنمية والبناء؛ فما أن بدأ الشهيد الصماد بالتحَرّك نحو التنمية والبناء إلا وتربص به الأعداءُ، ولم تكن مملكة الشر تدركُ أن اغتيالَ الرئيس الصمَّاد لا يعني لها أيَّ انتصار؛ فالصمَّادُ نَموذجٌ واحدٌ من مئات الآلاف الذين ينتمون للمسيرة القرآنية، وأن اغتياله لا يعني مطلقاً اغتيالَ المشروع الذي حمله، كما حصل مع الشهيد الحمدي!
الصَّمَّادُ -رحمةُ الله عليه- كان رئيساً أحبَّ وطنَه ووفى مع شعبه؛ فملك قلوبَ كُـلّ اليمنيين باختلاف مكوناتهم وانتماءاتهم السياسية والمذهبية؛ ولأنه رجلٌ أحب اللهَ فأحبه اللهُ واختاره ليكونَ شهيداً إلى جواره.
استشهد الصماد ولكنَّ مآثرَه بقيت لتذكِّرَ به، استشهد الصماد ولا زال مشروعُه البنّاءُ قائمًا يمشي على الأرض، أما من اغتالوه فأضحوا اليوم يجرُّون أذيالَ الفشل.