“هافينغتون بوست”: أمريكا تسعى للاستيلاء على محافظة المهرة

– جنود وخبراء عسكريون أمريكيون يتنقلون في أنحاء المحافظة بعيدًا عن أضواء الإعلام

– مطامعُ السعوديّة والإمارات واضحةٌ في المحافظة وواشنطن تساعدُهما على تحقيقها

المسيرة | متابعة خَاصَّة

سلَّطَ موقعُ “هافينغتون بوست” الضوءَ على الدورِ الأمريكي العدواني في محافظة المهرة اليمنية، حَيثُ أكّـد أن تواجُدَ القواتِ العسكرية الأمريكية في المحافظة يأتي في سياق مساعي السيطرة على عليها؛ مِن أجل مطامِعَ وأهدافٍ بعيدةٍ عَمَّا يتم إعلانُه من مبرّرات.

ونقل تقريرٌ نشره الموقعُ قبل أَيَّـام عن مساعدٍ في الكونغرس الأمريكي قوله: إنه يجب التحقيق في زيارات الجنود الأمريكيين وتنقلاتهم في محافظة المهرة.

وأشَارَ إلى أن تحَرّكاتِ الأمريكيين في المهرة تدعم هدفًا سعوديًّا طويلَ الأمد، وهو “استخدامُ المحافظة للوصول إلى طرق تجارية قيمة”، في إشارة إلى مساعي الاستحواذ على الموقع الاستراتيجي للمحافظة، وهو ما يناقضُ التصريحاتِ الرسميةَ التي تتحدث عن “جهودِ منع تهريب الأسلحة وتقديم المساعدات الإنسانية”.

وجاء في التقرير أنه: “في 6 فبراير، سافر اثنان من العسكريين الأمريكيين في جميعِ أنحاء المحافظة؛ للقاء القوات المحلية الموالية للسعوديّة، وفي الخريف الماضي زار خبيران أمريكيان المحافظةَ؛ للتشاور بشأن خطط سعوديّة، لكن لم يتم الإبلاغُ عن أيٍّ من هاتين الزيارتين في وسائل الإعلام الأمريكية”.

ونقل عن القيادة المركزية بوزارة الدفاع الأمريكية قولها: إنه ليست لديها “تقارير عملياتية” عن أفراد أمريكيين يزورون المهرة.

ويؤكّـد حرصُ الولايات المتحدة على إبقاء تحَرّكاتها في المهرة بعيدًا عن الإعلام، حقيقةَ الأهداف العدوانية التي تسعى لتحقيقها من خلال هذا التحَرّك.

وقال الموقع” إن “هناك حاجةً إلى توضيحِ بشأن نطاق وحجم الدور الاستشاري غير العلني للجيش الأمريكي مع القوات [الموالية للسعوديّة] اليمنية”، مُشيراً إلى أن هذا الدور يمتدُّ إلى ما هو أبعدُ من المبرّرات المعلنة.

ونقل التقريرُ عن المساعد في الكونغرس قوله: إنه “تجب مساءلةُ الإدارة الأمريكية عن مدى مثل هذه العمليات، وأَسَاسها القانوني، والأهداف النهائية”.

وَأَضَـافَ المساعد أن “نوايا السعوديّين في المهرة واضحة: وهي إيجادُ طريقة لتصدير النفط السعوديّ عبر اليمن، وإلا لماذا سيكونون هناك؟”.

وأشَارَ التقريرُ إلى أن مساعي السيطرة على المحافظة ليست حديثةً، مؤكّـداً أنه “منذ أكثر من عقد من الزمان، تفاوض السعوديّون مع علي عبد الله صالح؛ لتطويرِ خط أنابيب نفط يمتد من الأراضي السعوديّة عبر المهرة إلى أحد موانئ المنطقة، لكنهم فشلوا في التوصل إلى اتّفاق”.

ونقل التقرير عن آشر أوركابي، الباحث المساعد في مركز ديفيس للدراسات الروسية والأورآسيوية بجامعة هارفارد قوله: إنه “لدى الجيش السعوديّ أكثرُ من اثنتَي عشرةَ قاعدةً عسكريةً في جميع أنحاء المحافظة، وتتراوحُ التقديرات بين 5000 إلى 15000 جندي سعوديّ”.

ونقل الموقعُ عن بروس ريدل، المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الآن في معهد بروكينغز، قوله عن الوضع في المهرة: إن “السعوديّة والإمارات حريصتان على الحصولِ على بعض المزايا من المستنقَع المكلف الذي قفزتا فيه في عام 2015، وقد يكون الاستحواذُ على الأراضي الاستراتيجية هو المكسب الوحيد الممكن”.

وأشَارَ الموقعُ إلى إن الولايات المتحدة تساعدُ السعوديّة والإمارات في تحقيقِ مطامعهما في محافظة المهرة من خلال الزيارات العسكرية المتكرّرة.

وبالرغم من أن التقرير لم يُشِرْ إلى القواعدِ العسكرية الأمريكية في المحافظة، إلا أن المعلوماتِ والتصريحاتِ السابقةَ تؤكّـدُ وجودَ دور أمريكي مباشر في مسار احتلال المحافظة والسيطرة، بالتعاون مع السعوديّة والإمارات، كما تؤكّـدُ بوضوح أن الدعاياتِ التي يتم ترويجُها لتبريرِ هذا الدور لا علاقةَ لها بالأهداف الحقيقية.

وأكّـد قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أكثرَ من مرة على أن الولاياتِ المتحدةَ الأمريكيةَ تسعى لتثبيتِ وجودها العسكري في العديد من المحافظات اليمنية المحتلّة، بما فيها المهرة، من خلالِ إنشاءِ القواعد العسكرية، كما أكّـد على أن صنعاءَ لن تقبلَ باستمرارِ وجودِ هذه القواعدِ في أي مكان على أرضِ الجمهوريةِ اليمنية.