أكاديميون في حديثهم لـ “المسيرة” حول شخصية رئيس الشهداء: الصـمّاد ترجم المشروعَ القرآني قولاً وعملاً وصار قُدوةً في كُـلّ ميادين الجهاد بمختلف أشكالها
الدكتور جمال الكميم: الشهيدُ الصَّـمَّـاد لم يغتر بالمنصب؛ فجعله محطةً للجهاد في سبيل الله وخدمة الوطن
الدكتور خالد الكميم: ما حقّقه الشهيد الصَّـمَّـاد خلالَ فترة وجيزة كفيلٌ بأن يجعل منه قُدوةً لكل من أراد نصرة الدين والشعب
الدكتور الغيش: شخصيةُ الصَّـمَّـاد كانت حاضنةً لكل أطياف الشعب اليمني وأحدث تأثيراً كَبيراً أينما صال أو تكلم
الدكتورة فضائل: مع تحَرُّكِه لبناء الدولة بذل الرئيس الشهيد جهوداً كبيرةً لتضميد جراح اليمنيين وأعطى معنوياتٍ عاليةً لكل من يسمعه
الدكتور داعر: تحَرّك الرئيس الصَّـمَّـاد بالمشروع القرآني هو ما جعله قادراً على تجاوز كُـلّ التحديات رغم الصعاب
المسيرة: محمد ناصر حتروش
يُعتبَرُ الشهيدُ الرئيسُ الصَّـمَّـاد “القِبلةَ” الإداريةَ والمؤسّسيةَ المُثلى لدى جميع أفراد الجبهة الإدارية السياسية، فضلاً عن كونه النموذجَ الأرقى والقُدوةَ الحسَنةَ لدى كافة الشعب اليمني بمختلف فئاته؛ لذا يحرص اليمنيون على إحياءِ الذكرى السنوية للشهيد الرئيس الصَّـمَّـاد، من خلال الأنشطة والفعاليات السارِدةِ لحياة الشهيد ومواقفه البطولية والعظيمة طوال مسيرته الجهادية، التي سار فيها في مختلف المجالات، ومعظمها في المجالات الإدارية –السياسية لمؤسّسات الدولة بكل قطاعتها.
وفي هذا السياق، يؤكّـدُ أكاديميون لصحيفة المسيرة، أن الشهيدَ الرئيسَ الصَّـمَّـاد استطاع، خلالَ فترة وجيزة جِـدًّا، خدمةَ اليمن وحمايته وبنائه، رغم ظروف العدوان وحصاره الجائر، تاركاً نموذجاً حقيقياً لمعنى المسؤولية ودورها الحقيقي، موضحين أن الشهيد الصَّـمَّـاد منذ تولِّيه منصبَ الرئاسة عمل كخليةِ النحل في أوساط المجتمع، متلمِّساً حاجاتِ الشعب اليمني، ومضمداً لجراحه التي صنعها العدوان، مستذكرين دورَه الفاعلَ في توحيد الصفوف، وإحياء دور المؤسّسات الحكومية التي تأثرت؛ بفعل المرتزِقة الموالين للعدوان، وتجريد المتسلقين والفاسدين والعابثين والمستهترين من مواقعهم.
القائدُ العسكري والرئيسُ السياسي:
ويقولُ أُستاذُ القانون بجامعة صنعاء، الدكتور خالد الكميم: إنَّ “الشهيدَ صالح علي الصَّـمَّـاد بطلُ الحرب والسلام؛ فَلَكَمْ يفخرُ اليمنيون حين يتذكرون المشهدَ الكبيرَ للرئيس الصَّـمَّـاد وهو في مقدّمة الصفوفِ على تخومِ مواقعِ العدوّ بجبال صعدة مرابطاً ومدافعاً بسلاحه، حَيثُ لا يفهمُ العدوُّ غيرَ لُغةِ القوة، ولن يخضعَ إلَّا بها”.
ويضيف: “مشهدٌ ذكّر كُـلَّ حر يماني بأجداده حين بلغوا وتجاوزوا جيزانَ ونجرانَ ضمن معارك ما قبل اتّفاقية الطائف عام ١٩٣٤م”.
ويتابع: “وهو بطلُ السلام، إذ لطالما نادى للسلام وإيقاف الحرب والعدوان من بداية أعوام الحرب الأولى في خطاباته، وبما عُرف تالياً سياسيًّا بمفاوضات ظهران؛ ولكن ولأن الخصمَ لا يؤمنُ بالسلام، وليس في فكره سوى نصيحة جَدِّهم العمياءِ بأن خيرَهم في هدم اليمن”.
ويؤكّـد الكميم أن الشهيدَ الرئيس الصَّـمَّـاد سطّر أنصعَ البطولات في مختلف الميادين السياسية والعسكرية والإعلامية والثقافية وغيرها، موضحًا أن تضحياتِ الشهيد الصَّـمَّـاد ومواقفَه البطولية ستظلُّ دروساً تعلَّمُ للأجيال على مدى التاريخ.
ويدعو الكميمُ كافةَ مسؤولي الدولة إلى الاقتدَاءِ بالشهيد الصَّـمَّـاد والسير على ذات الدرب، من خلالِ الإخلاصِ والتفاني في العمل وفي خدمة الدين والوطن.
فيما يؤكّـدُ أُستاذ النُّظُمِ السياسية والإدارة المحلية بجامعة صنعاء، الدكتور أمين الغيش، أن الشهيدَ الرئيسَ الصَّـمَّـاد تمكّن، خلالَ فترة وجيزة جِـدًّا من قيادته للبلد وفي ظرفٍ استثنائي جِـدًّا، من تقديمِ ما لم يتمكّنْ دونه من الرؤساء على مدى التاريخ باستثناء الندرة منهم.
ويوضحُ أنه ومن خلال مشروعه العميق “يدٌ تحمي ويدٌ تبني” تمكّنَ من إظهار براعة سياسيةٍ وقدراتٍ إدارية أهلّته للجمع بين السياسة كـ: علمٍ وفَنٍّ وأخلاقٍ وقيمٍ تؤهِّلُ للعب دور إيجابي في بناء الدولة وتكوين الأُمَّــة.
ويشير إلى أن الشهيدَ الصَّـمَّـاد صنع نَموذجًا راقيًا عن السياسة؛ وذلك من خلال تحقيق المصلحة العامة وتلبية طموحات اليمنيين، في حين أن السياسة كانت لدى الكثير من الرؤساء مرادفًا للكذب والخداع والنفاق والمكر وعدم الوفاء.
ويتطرّق الدكتور أمين الغيش إلى أن الرئيسَ الصَّـمَّـاد حرص على إشراكِ الطرف الآخر، وحرص على التعريفِ بالهُــوِيَّات الفرعية المكونة للمجتمع.
وفي ختام حديثه، يلفت الغيش إلى أن أُسلُـوبَ الشهيد الصَّـمَّـاد أسهم في تأسيس وبناء الدولة وتكوين الأُمَّــة على أُسُسٍ سليمة وقواعدَ متينةٍ؛ لضمان استمرارِ الدولة عبرَ الزمان والمكان، وقطع الطريق على التدخلات الخارجية، وجعل البيئة اليمنية بيئة طاردة للعملاء والخونة.
أبو الفضل والفضائل:
أما أُستاذُ إدارة المشاريع بجامعة المعرفة، الدكتور جمال ناصر الكميم؛ فيؤكّـدُ أن الرئيسَ الشهيد صالح الصَّـمَّـاد، كان نَموذجًا يُحتذى به في التضحية والفداء لله ولرسوله ولوطنه ومبادئه.
ويؤكّـد أن الرئيسَ الشهيد الصَّـمَّـاد لم يغترْ بالمنصب، وإنما جعل منصبَه محطةً للجهاد في سبيل الله وخدمةً الوطن، وأنه كان متحَرّكاً كخلية النحل من مترس إلى مترس، وقبل استشهاده قال مقولته المشهورة: “وصالح الصَّـمَّـاد لو يستشهد غد ما مع جهاله وين يسكنوا إلَّا مطرح رأسهم”، معتبرًا ذلك نعمةً عظيمةً من الله تعالى؛ لأَنَّه الصَّـمَّـاد الذي جعل المشروعَ القرآني مصباحاً يستضيءُ به أينما حَـلّ.
ويرى الكميمُ أنه بمثل هذه القيادات الصادقة يتمُّ بناءُ الأوطان وتحقيقُ الازدهار، مؤكّـداً المضيَّ على درب الشهيد الصَّـمَّـاد.
بدورها، تقول أُستاذة اللغة العربية بجامعة صنعاء، الدكتورة تقية فضائل: “رغمِ كثرةِ الأوجاعِ التي مُنِيَ بها اليمنيون منذ بدء العدوان، سيبقى استشهاد الرئيس الصَّـمَّـاد أشدَّها ألمًا وأقساها موقِفًا، لقد خسر اليمنُ واليمنيون باستشهادِه ابنًا بارًّا وعالمًا معلِّمًا ورئيسًا محنكًا ومسؤولًا مخلصًا”.
وتؤكّـد فضائلُ أن الشهيدَ الصَّـمَّـادَ كان حريصاً على تخفيفِ الآلامِ، وتضميدِ الجراحِ لكافة الشعب اليمني، موضحةً أنه لم يهدأ له بالٌ ولم يذُقِ الراحةُ منذ تولى أمرَ البلاد.
وتوضح أن الشهيدَ الرئيس الصَّـمَّـاد عمل جادًّا على معالجة شؤون الدولة ومؤسّساتها، وتطويرها، وبناء خطط التنمية وبرامجها.
وتشير إلى أن الشهيد الصَّـمَّـاد كان متابِعاً متيقظاً وموجِّهاً وداعماً في جبهات القتال ومواطن العزة والكرامة، وأنه دائمُ الحضور في أوساط الشعب، يرأب الصدع بينهم، ويتلمس احتياجاتهم، ويجودُ بما في يديه، مبتغياً الأجر والثواب من الله.
وتجزم فضائل بأن الشهيدَ الصَّـمَّـاد مثّل المسيرة القرآنية خيرَ تمثيل قولاً وسلوكاً وفعلاً.
وتضيفُ بالقول: “أحبَّه الناسُ على مختلف فئاتهم -عامةً وساسة وجنوداً-، كبح جماحَ الفاسدين والمتسلقين وحجّم دورهم، فكيف لا نحزن أبا الفضل ونبكيه وقد بكته القيمُ والمبادئُ، المحرابُ والمنبر، العدالةُ والإنسانية، الجراحُ الغائرة والنفوس الموجعة، الطموحات المعلقة والسياسة النزيهة؟!”.
وتواصل الدكتورة تقية فضائل حديثَها بالقول: “رئيسٌ يتحَرّك وفق هدى الله؛ فينصف الشعب من نفسه ومن خَاصَّة أهله والمقربين إليه، ولا يتخذ شرَّ الأعوان والوزراء بطانةً له؛ فهو واجدٌ خيراً منهم لا محالة؛ لأَنَّه خَبِرَ العاملين من حوله، ولم يساوِ بين المسيء والمحسن، وألزم كلاً منهما ما ألزم نفسَه، فكبح شرورَ الفاسدين، وأطلق العنانَ لطاقات المبدعين المخلصين.
وتختتم حديثها قائلة: “ومع كُـلّ ذلك، يبقى للرئيس الشهيد الفضلُ في خلقِ الأملِ بأن يأتيَ من أبناء هذا الشعب في أحلك الظروف من يحذو حذوَه، بل زاد نَموذجُ الرئيس الصَّـمَّـاد سقفَ مطالِبِ الشعب برئيسٍ يجعلُ الطموحَ الأكبرَ له نهضةَ بلاده وشعبه بعد خمول، وتقييمها بعد انحدار”.
المشروعُ القرآني.. مسيرةُ الصَّـمَّـاد تترك انطباعاً:
بدوره، يقول عميد كلية الإعلام، الدكتور عمر داعر: إنَّ الشهيدَ الرئيسَ الصَّـمَّـاد استطاع مواجهةَ التحديات والصعاب التي فرضها تحالفُ العدوان، مستمداً العونَ والتوفيقَ من الله تعالى.
ويؤكّـد أن على كافةِ الشعب اليمني -كُلٌّ من مسؤوليته وموقعه- الاقتدَاء بالشهيد الرئيس الصَّـمَّـاد والحذو حذوه في خدمة وبناء البلد.
ويوضح أن على اليمنيين تجسيدَ مشروع الشهيد الرئيس الصَّـمَّـاد “يدٌ تحمي ويدٌ تبني”، كما أن عليهم مواجهةَ التحدي بالتحدي والإصرار بالعزيمة.
ويشيرُ إلى أن التزوُّدَ بالثقافةِ القرآنيةِ كفيلٌ لتحقيقِ طموحات البلد والنهوض به، مؤكّـداً أنه لا يمكنُ مواجهةُ قوى الاستكبار العالمي: أمريكا و”إسرائيل”، إلَّا من خلال السير على المنهجِ القرآني الذي سار عليه الشهيدُ الصَّـمَّـادُ وكُلُّ الشُّهداءِ العظماء، ويسيرُ عليه كُـلُّ الأحرار من أبناء الشعب اليمني.