الحديدة.. ماضيها تهميشٌ وانصهار وحاضرُها تنميةٌ وازدهار..بقلم/ غازي منير
تعد محافظة الحديدة من إحدى المحافظات الإنتاجية وخيرات موانئها وبحرها تدر إلى خزينة الدولة لا سِـيَّـما قبل العدوان والحصار وهي عروس البحر الأحمر وهي ثاني أكبر محافظة، من حَيثُ العدد السكاني ولكن سكانها المساكين في ظل الأنظمة السابقة كانوا يعانون أشد معاناة وكانوا يعدون الطبقة الأدنى والأكثر تهميشاً وحرماناً من الخدمات يفتقرون إلى أبسط الحقوق لا سِـيَّـما التعليم، حيثُ إن نسبة الأمية في أوساطهم كثيرة جِـدًّا وَأَيْـضاً على مستوى التوظيف في الوظائف الحكومية نسبته منهم ضئيلة جِـدًّا حتى في السلك العسكري، وقد أفاد مصدرٌ في وزارة الدفاع بأن عددَ الضباط في الجيش من أبناء محافظة الحديدة كان لا يتجاوز الـ200 ضابط في الوقت ذاته كان عدد الضباط في إحدى قرى مديرية سنحان التي ينتمي إليها علي عبدالله صالح الرئيس آنذاك يساوي 184 ضابطاً وهنا نرى مدى التهميش والاستضعاف بحق مواطني الحديدة في ظل الأنظمة السابقة.
ولكن الحديدة عروس وحارس البحر الأحمر بعد قيام ثورة 21 من سبتمبر المجيدة أصبحت محطَّ اهتمام القيادة الثورية الحكيمة الممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وكَثيراً ما يوجه بالاهتمام بهذه المحافظة وبمواطنيها المستضعفين ومحط اهتمام لحكومة الإنقاذ الوطني أَيْـضاً.
وشتانَ ما بين القادة السياسيين الذين كانوا يذهبون إلى الحديدة لقضاءِ الشتاء فيها التجَاءً بدفئها ويسكنون في الفلل الفخمة المزودة بالكهرباء والمكيفات وكل وسائل الراحة والذين يمتلكون فيها مزارعَ كبيرةً، وبين القادة السياسيين اليوم وخير نموذج لهم الشهيد الرئيس صالح الصماد -رحمة الله تغشاه- الذي عشقها حتى صار في حبها شهيد.
حيث كان يكثّـف من جهوده وزياراته لها؛ مِن أجل تعليم وتثقيف أبنائها ومنحهم الثقة كي يستطيعون النهوض بمحافظتهم حتى اغتيل فيها من قبل طيران تحالف العدوان الأمريكسعوإماراتي.
وأول الإنجازات وأهم المكاسب التي حظيت بها محافظة الحديدة بعد قيام الثورة المجيدة أنها تحرّرت من الوصاية وبقيت في أمن وأمان ولم يطالها العدوّ المحتلّ ومرتزِقته باستثناء بعض المناطق الساحلية والمحاذية لمحافظة تعز ومؤخّراً قد أجبروا على الانسحاب منها بعد تلقيهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد بفضل الله ودماء الشهيد الرئيس الصماد وبقية الشهداء والمجاهدين المرابطين فيها.
وأيضا هناك جهود جبارة ومثمرة ساهمت في تنمية الحديدة بشكل كبير وملحوظ يشرف عليها فخامة المشير الركن الرئيس مهدي المشاط، شخصيًّا وأهمها هو مشروع الكهرباء المجانية التي يستفيد منها 7325 أسرة وهذا يعد إنجازاً عظيماً لا سِـيَّـما بالنسبة لتلك الأسر التي ظلت محرومة منها لعقود من الزمن وهي تعاني ويلات الحر المدقع تزامناً مع فصل الصيف وفي ظل أوضاع لا تطاق، حَيثُ يقول أحد المواطنين من جوف عشته هو وأسرته وهي عشة معروفة من إحدى العشش التهامية التي لا تقي من حر الصيف ولا من برد الشتاء: هذه ليست حياة التي نكابدها يوميًّا الأحرى أن تقولوا: إننا كُـلّ يوم نموت عشرات المرات والأسوأ أن أحدًا لا يكترث لوضعنا حتى يئسنا من أية مناشدات نوجهها سواء لجهات رسمية أَو للمنظمات.
ولكن معالي الرئيس المشاط استشعر قولَ الإمام علي -عليه السلام- في عهده لمالك الأشتر حينما ولاه على مصر: “وتفقدهم كما يتفقد الأب أولاده” أي الرعية، والرئيس المشاط، التاع لأهالي الحديدة وللأكثرِ فقراً منهم، حَيثُ يعلم أن درجةَ الحرارة تصل عندهم إلى (60) درجة فقام بتوجيه صندوق دعم الحديدة ومحافظ الحديدة بحصر الفئة الأشد فقراً والعمل على إنقاذهم من الاختناق بالإيصال الفوري والعاجل للكهرباء لهم مجاناً وقد تم بحمد الله واهتمام فخامة الرئيس المشاط -يحفظه الله- هذا المشروع واستفادت منه أكثر من 7325 أسرة منذ أكثر من عام ولا زال مُستمرّاً وسيظل بإذن الله ويظل معه الجو المعتدل والراحة لكل المستفيدين منه.
وأيضًا هناك مشروعٌ ثانٍ ساهم في استمرار العملية التعليمية التي توقفت في كَثير من المدارس في فصل الصيف نتيجة الحر الذي يفحم الأجساد، حَيثُ زود هذا المشروع أكثر من 66 مدرسة بالكهرباء يستفيد منها أكثر من 50 ألف طالب وطالبة بتكلفة إجمالية تفوق 420 مليون ريال.
ولا ننسَ المشروعَ الثالثَ: وهو يعد من أكبر المشاريع الطبية التي تفتقر إليها الحديدة منذ فترة ليست بوجيزة مشروع الشهيد الصماد للغسيل الكلوي الذي يعمل في ثلاث فترات وتم تأسيسه كمركز يكون الأكبر في مجاله وهو يعمل منذ أن افتتحه فخامة الرئيس المشاط في أغسطُس من العام الماضي بكادر يمني بحت، وهو مزود بمختبرات متطورة وبمحطة تحلية مياه حديثة والجدير بالذكر أن هذا المركز الإنساني يقدم خدماتِه مجاناً.
وما زالت السلطاتُ المحلية بقيادة محافظ المحافظة تتطلع وتسعى لتحويله إلى مركز لتفتيت الحَصَا وزراعة الكلى مستقبلاً، لا سِـيَّـما إن توقف العدوان والحصار ورحل المحتلّون فسيصبح أكيداً وستغدق الحديدة أبنائها بخيراتها ما داموا في ظل قيادة ثورية ربانية حكيمة وتولي المستضعفين جُلَّ اهتمامِها.