تسأل عن الحال؟ هذا هو الحال!.. بقلم/ الشيخ عبدالمنان السنبلي.
في مؤسّساتنا الحكومية وحدها،
لا شيء يسير وحده (ذاتياً) أَو يتحَرّك بمفرده (اتوماتيكياً)!
كل شيء يحتاج إلى محرك أَو (مُعجِّل) يدوي،
ما لم فستظل العجلة ثابتةً وواقفةً في مكانها!
ربما وحدها الجهات الإيرادية فقط من نستطيع أن نقول أنها تواكب العصر والتكنولوجيا وتعمل بأنظمة التشغيل الذاتي والأوتوماتيكي الفوري والسريع!
لذلك لا تستغرب أن باغتك مرةً متحصل (الضرائب) مثلاً أَو داهمك متعهد (الواجبات) أَو الأوقاف أَو أو… قبل موعده المقرّر بأشهر ومراحل عديدة!
فهم وحدهم فقط من المسؤولين من لا يعوزك افتقادهم أَو يرهقك طول انتظارهم.
وحدهم فقط من يأتون إليك ولا تذهب إليهم،
يشتاقون لرؤيتك ولا تشتاق لرؤيتهم…!
عدا ذلك، فلا..!
لايزال الكل يعمل ويتحَرّك وفق أنظمة وبرامج وآليات تشغيل بدائية جِـدًّا جداً قد تعود إلى ما قبل اكتشاف المحرك البخاري بكثير!
لا يمكن أن يتحَرّك لك مسؤولٌ من هؤلاء ذاتياً أَو من تلقاء نفسه، لا يمكن أن ينزل إليك أَو يستمع لشكواك أنت كمواطن مالم تجد لنفسك طريقةً أَو حيلةً توصلك إليه أولاً..، لتبدأ بعد ذلك رحلة البحث عن طرقٍ وحيلٍ أُخرى تحَرّكه وتدفعه بها!
ولا أحد يستطيع أن يتصور كم من الوقت قد تحتاجه لكي تصل إليه وتخبره أنك وأبناء منطقتك أَو حيِّك تعانون مثلاً من انعدام أَو ضعف خدمة المياه، وأن ابنتك (أروى) لم يعد بمقدورها الوقوف طويلاً أمام خزانات السبيل، فقد أقعدها -ومثلها أخريات- عن القيام بذلك انزلاق في العمود الفقري جرَّاء هذا العمل القسري الشاق والمرهق…
عندها لن تكون بحاجةٍ لتخبره أن جهاز هاتفه الأحدث الأنيق -الذي يتأنَّق به طوال الوقت- يجبن دائماً عن الرد على مكالمةٍ واحدةٍ منك أَو من مواطنٍ بسيطٍ آخر مثلك، وأن وعوده لك، ولأبناء منطقتك، قبل سنتين أَو يزيد قد ذهبت أدراج الرياح!
فما أنت عليه من (هَمٍّ) يُحَتِّم عليك -في الحقيقة- أن لا تبوح له بكل ما يؤرقك ويتعبك منه ومن سوء تعامله، لا لشيءٍ طبعاً سوى فقط طمعاً وأملاً في أن يرق قلبه ويستريح لك جانبه،
ولن يرِّق أَو يستريح لك أبداً!
فقد أضحى لدية من (الجمود) وَ(الركود) ما لا يقوى على زحزحته وتحريكه محركٌ (نفَّاث)، فما بالك بمحركٍ أَو (مُعَجِّلٍ) بدائيٍ بسيط!
وهكذا -بطبيعة الحال- هو (حال) الكثير من مسؤولينا دائماً، وخَاصَّة معظم أُولئك القائمين على أمر المؤسّسات والمرافق الخدمية وعلى رأسها -بكل تأكيد- مؤسّسة المياه والصرف الصحي.
فعن أي حالٍ تسأل يا صديقي؟!