الحديدة.. عقودٌ من الحرمان لأبسط مقومات الحياة..بقلم/ فضل فارس
محافظةُ الحديدة وعروسُ البحر الأحمر (قديماً) بلدُ العلم والحضارة بلد السياحة والزراعة.
لكم أن تتخيلوا أن بلداً بهذه الأوصاف قد هُمِّشت وأُهملت وحُرمت من أبسط المقومات في الحياة، عقوداً قد خلت.
لم تنل الحديدة وأبناؤها في كُـلّ تلك الفترة من حقوقها في التنمية الحضارية ولا حتى المشاريع البسيطة.
الحديدة تطلعت وناشدت طوال تلك الفترة إلى سلطة أَو منظمات خيرية تعطيها جُرعةً من الحياة المستحقة لها والمكفولة قانونياً وإنسانياً، وما من مجيب لكل تلك المناشدات!؛ فالسلطة آنذاك أقفلت أُذُنَيها، غيرَ آبهةٍ بما يعانيه أبناءُ المحافظة، ولم يكن للسلطة في حينها عجزٌ مالي أَو حصارٌ اقتصادي، بل كانت بكل قياداتها تتسابقُ على البطش والنهب للأراضي، وعلى بناء الفلل، دون مراعاة لأبناء الحديدة الذين يسكنون في العشش وتحت رحمت الحر الشديد.
كُـلّ ما نالته الحديدةُ من مشاريعِ الأنظمة السابقة هو فقط نهب الأراضي وبناء المشاريع الخَاصَّة واقتطاع المَزارع، لم يكن المسؤولون في النظام السابق يذهبون إلى الحديدة ليعطوا أهلها شيئاً، بل كانوا يذهبون ليسلبوا أهلَها الأرضَ قسراً، ويُقدر البعضُ منها بآلاف الكيلو مترات، ولا زالت تشهد وتنطق بالحق مؤكّـدة ذلك.
استضعف فراعنةُ النظام السابق الحديدة أرضاً وإنساناً، لكن الله عوّض الحديدة ما فات؛ فهو القائل جل وعلا: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرض وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامان وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ}.
فقد زال اليومَ البؤسُ ورحل كُـلُّ أولئك الظالمين على يد أهل البأس، وآن الأوان؛ ليرجعَ الحق إلى أهله؛ ولتنعم محافظة الحديدة بالأمن والطمأنينة والتنمية الحقيقية الملموسة.
وهذا ما يحصل بفضل الله سبحانه وجهود المخلصين في المسيرة القرآنية بقيادتها الحكيمة والرحيمة.
محافظة الحديدة اليوم أحسن حالاً مما كانت عليه رغم العدوان الذي طالها والحصار ونقص الموارد وقصف تحالف العدوان لمحطات الكهرباء فيها، إلَّا أن ما تم إنجازُه شيءٌ عظيمٌ وملموسٌ في الحديدة، كمشروع توصيل الكهرباء المجاني لعدد 7325 أسرة فقيرة، وكذلك تزويد 66 مدرسة يتعلّم فيها أكثرَ من خمسين ألف طالب بالكهرباء المجاني، بلغت قيمته 420 مليون ريال، وكل ذلك خيرُ شاهد على الاهتمام الملفت والصادق من قبل القيادة، فكما أن الرئيس الشهيد صالح الصماد ضحّى بنفسه في محافظة الحديدة؛ ومن أجل الحفاظ على كرامة وحرية أبنائها، يعقبه اليوم الرئيس مهدي المشاط الذي وجّه صندوق تمويل الحديدة وتابع المشروع حتى تم إنجازُه أولاً بأول.
كلّ تلك المشاريع وغيرها تصُبُّ في قالب التنمية الصادقة لمحافظة الحديدة، وليست هذه المشاريع الوحيدة، إنما هناك الكثير من المشاريع الخدمية التي تسعى القيادة جاهدةً لإنجازها وتقديمها على أبهى حلة لخدمة أبناء الحديدة بشكل عام.