مشاريعُ عملاقةٌ في الحديدة رغم الحصار ..بقلم/ عدنان علي الكبسي
في ظل عدوان وحصار على الشعب اليمني منذ ثماني سنوات، إلا أن الحكومةَ في صنعاء استطاعت أن تقدِّمَ من المشاريع العملاقة لأبناء محافظة الحديدة ما لم تقدمْه الأنظمةُ السابقة، حينما كانت الأنظمةُ السابقةُ في أَوْجِ قوتها، وثروات البلد تدر خيراتها، كانت تجبى إليها عائدات النفط من كُـلّ المحافظات، والضرائب والجمارك من كُـلّ المحافظات، والجبايات والنصب والاحتيال من كُـلّ المحافظات، ومن كُـلّ الموارد، في الوقت الذي تضاف فيه مبالغُ هائلة من القروض، والمنح، والمساعدات، وغير ذلك، ولم تكن حينها لا حربٌ دولية ولا إقليمية، ولا صراع ولا تحديات، ولا عدوان ولا حصار، ولم تقدم تلك الأنظمة ما يخفف من معاناة أبناء تهامة، والذين كانوا يعيشون الفقر المدقع، وفي الحر الشديد وخَاصَّة أَيَّـام الصيف.
صحيحٌ أن الأنظمةَ السابقة لربما كانت تشكّل لجانًا للمسح الميداني، وتسجل بيوت ومساكن المواطنين وتعدهم وتمنيهم بإيصال الكهرباء إلى منازلهم ليس حتى مجانًا، وكان ذلك الذي يتمناه المواطن في الحديدة أن يصله الكهرباء التي لا تنقطع، ومستعد أن يسدد الاشتراك الشهري، وكان يسدد الفقراء الاشتراك الشهري رغم الانقطاع المُستمرّ للكهرباء، لعل ذلك يخفف عنهم حر الصيف، ثم ترحل اللجان ولم يفوا بما وعدوهم حتى يئس الناس من أية لجان تنزل إلى أوساطهم، ولقد تركت الأنظمة السابقة لأبناء تهامة إرث الكهرباء المتقطعة، والإهمال، وعدم المبالاة بالمواطنين.
حكومة صنعاء تنفذ ثلاثةَ مشاريع عملاقة في الحديدة، والتي هي من المشاريع التي ظلت محافظة الحديدة محرومة منها لعقود، وأشرف على تنفيذ هذه المشاريع الرئيس مهدي المشَّاط بنفسه.
المشروع الأول: تم حصر الفئة الأشد فقرًا وإيصال الكهرباء لهم مجانًا، بحيث تم ربط الكهرباء لأكثر من 7325 أسرة منذ أكثر من عام، ولا زال ربط الكهرباء مُستمرّاً حتى استكمال بقية المنازل.
المشروع الثاني: تزويد أكثر من 66 مدرسة بمحافظة الحديدة بالكهرباء، يستفيد منها أكثر من خمسين ألف طالب وطالبة، ليتلقى الطلاب التعليم بدون أن يعانوا من الحر الذي يشوي الأجساد.
المشروع الثالث: مركز الشهيد الصماد للغسيل الكلوي الذي افتتحه في أغسطُس 2022 فخامة الرئيس مهدي المشاط، والذي كادره المتكامل يمني، وتم تزويد هذا المركز بمختبرات متطورة، ومحطة تحلية مياه، وإنتاج الماء المقطَّر، وأجهزة حديثة، ومع ذلك يقدم هذا المركز خدماته مجانًا.
وليس أن كُـلّ ما قد قدمته حكومة صنعاء لأبناء الحديدة هذه الثلاثة المشاريع فقط، هذه المشاريع إلى جانب إنجاز الكثير من المشاريع الخدمية وغيرها، كذلك الهيئة العامة للزكاة تؤهل 1000 مستفيد من مشاريع التمكين الاقتصادي ليصبحوا شريحة منتجة داخل المجتمع.
وهذا التوجّـه الإيجابي في الاهتمام بأبناء الحديدة يختلف تماماً عن التوجّـه السلبي للأنظمة السابقة التي سعت للسطو على أراضي تهامة، وتقسيمها إلى قطاعات، كُـلّ قطاع يتبع المسؤول الفلاني، دون أدنى التفاتة إلى أبسط ما يحتاجه المواطن في هذه المحافظة العزيزة.