لمن يتساءلون: أين أمريكا؟.. أمريكا أقرب..بقلم/ عدنان القحم
في ظل ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة وتحت راية مسيرتها القرآنية وأعلام الهدى الذين بهديهم وتعاليمهم استفاضت الأرواحُ بالإيمان وتشبعت بالعزة والكرامة والقوة؛ تحقّق لليمنيين النصرُ على الأعداء، وعرف العالَمُ عظمةَ هذا الشعب وصموده وبسالته في كُـلّ ميدان ومحفل وجبهة، كما لم يشهد له من قبل.
كُـلّ تلك المزايا وغيرها قد تبدو للأعداء ومرتزِقتهم مسلوبي الكرامة والإرادَة غيرُ مجدية مقابل ما يحصلون عليه من فتات الأموال والعطايا المادية إلا أنهم لم يذوقوا معنى الإيمان ولم يعرفوا معنى الكرامة والعزة والإباء.
ونحن -بفضل الله- إذَن ننعم بتلك النعم يتبادر إلى الأذهان حالة الرضوخ والإذلال التي يعيشها المرتزِقةُ في الجانب الآخر من الوطن الحبيب، حَيثُ يقبعُون تحت رحمة المحتلّ ويبذلون أنفسهم الدنيئة والرخيصة في سبيل كسب رضا المحتلّ وإشباع ملاذهم الدنيوية الشيطانية.
نتابع بأسى بالغ التحَرّكات المشبوهة للسفير الأمريكي وقائد الأسطول الخامس للمحتلّ الأمريكي في محافظة المهرة، ولقاءات أُخرى لضابطٍ سعوديّ يرأس اجتماعاً لعدد من قيادة المرتزِقة في محافظة أُخرى.
كُـلّ هذه التحَرّكات الحثيثة والمتسارعة تؤكّـد بما لا يدع مجالاً للشك ما أشار إليه السيد القائد في خطابه السنوي في ذكرى استشهاد الرئيس الصماد وضرورة استلهام الدروس والعبر من معطيات ذلك الخطاب الذي نرى براهينُه تظهرُ جليًّا أكثر من أي وقت مضى؛ وهو أمر ليس بمستبعد أَو غريب؛ كوننا نعلم بالوجود الأمريكي من عدة قرون إلا أن ظهوره الآن وبهذه التوقيت وبتلك الكثافة يجعلنا أكثرَ يقيناً وإدراكاً لما حذر منه الشهيد القائد في بداية مسيرته، وأكّـده سماحة السيد في أكثر من محاضرة وخطاب؛ الأمر الذي يجعلنا نحمد الله مراراً وتكراراً في كُـلّ حين على نعمة هذه القيادة القرآنية الحكيمة.
إن الرغبة الأمريكية الشديدة في تثبيت موضع قدم لها في المحافظات الشرقية والاستحواذ على منابع النفط في تلك المناطق وتسخير موارد ومقدرات الوطن لصالح مشاريعها الخَاصَّة يتطلب منا وقفة حازمة والتفافاً صادقاً خلف قيادتنا الحكيمة والعمل على توعية المجتمع بمخاطر تلك التحديات التي حذر منها السيد القائد ونراها اليوم بأم أعيننا حتى نكون أكثر وعياً وإدراكاً ومعرفة بهذا العدوّ الذي يتربص بنا ووحدتنا واستقرارنا ويسعى جاهداً لفرض تواجده المستفز لمشاعر اليمنيين.
إن الأطماعَ الخارجيةَ نحو اليمن لا تقف عند مستوى معين من المصالح التي يحاول المحتلّ اغتنامَها، بل من المخاطر والأهداف الخفية التي قد يجهلها البعضُ من خطورة التواجد الأجنبي البغيض في الأراضي اليمنية، لا سيَّما أن تلك المناطق قد باتت تحت سيطرته كليًّا؛ ما يجعل منها أرضًا خصبةً يسرح ويمرح بكامل حريته وإرادته؛ فيستبيح الأرض والعرض ويدنس الشرف والكرامة دون أن يرف له جفن، وما حصل في العراق وأفغانستان وفيتنام ومناطق أُخرى خيرُ دليل على تلك المخاطر الكبيرة التي قد تهدّد وطنَنا الحبيب، ما لم يتم ردع تلك المخاطر ورفضها من قبل أبناء تلك المحافظات.
إن الشعاراتِ الزائفةَ للإرهاب الأمريكي التي من خلالها تمكّنت أمريكا من التغلغل في بلدان العالم ونهب ثرواتها وبسط نفوذها على مختلف منافذ ومفاصل تلك الدول ليست سوى واحدة من عشرات الذرائع والأوهام التي تستخدمها أمريكا في شرعنة تواجدها على أراضي وسيادة البلدان الأُخرى، وما نشهده اليوم من تدفق كثيف وعلني للقوات الأمريكية المحتلّة إلى بعض المحافظات الجنوبية الشرقية المحتلّة والعمل على توسيع نفوذها وتعزيز تواجدها في تلك المناطق يعد تعدياً واضحاً وَصريحاً وَاحتلالاً علنياً لأراضٍ يمنية وتجاوزاً لكل القوانين والمواثيق الدولية.
ومن هنا نؤكّـد للمحتلّ أن مصيره المحتوم لا بُـدَّ أن يكون قد دنا منه ويلاقيه أمامه وعلى أيادي أبناء اليمن الشرفاء الذين لن يقبلوا أن تدوسَ أقدام الغزاة أراضيهم وهم ينظرون إليهم دون أن يمارسوا طقوسَهم المعتادة وَجهادهم المقدس ضد المحتلّ وأذنابه.
* مدير مديرية خراب المراشي