السيد نصر الله: كُـلّ ما يجري في فلسطين له تأثير على أمن وسيادة وحاضر ومستقبل لبنان
المسيرة | متابعات
أكّـد الأمينُ العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، أن كُـلّ ما يجري في فلسطين له تأثيرٌ على أمن وسيادة وحاضر ومستقبل لبنان، وقال: “تصوروا اليوم فلسطين بجوار لبنان وبدون “إسرائيل”؟ هذا ليس حلماً وإنما حقيقة آتية إن شاء الله”.
كلامُ السيد نصر الله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله في ذكرى أسبوع القائد الحاج أسد محمود صغير “الحاج صالح”، حَيثُ أشار إلى أن الراحل التحق بمسيرة حزب الله منذ بدايات تأسيس الحزب وقد بلغ سن التكليف وهو ابن حزب الله، مضيفًا: “كل من بدأ بهذه المسيرة والتحق فيها منذ ايامها الأولى هو من الجيل المؤسّس والحاج صالح منهم، التحقوا في أَيَّـام المخاطر الكبرى والصعوبات وفي أَيَّـام من يتطلعون إلى النصر ولكن ما هو أمامهم الشهادة”.
في الشأن اللبناني الداخلي:
بالحديثِ عن آخر التطورات في الداخل اللبناني، أكّـد سماحة السيد حسن نصر الله أنّ “حزب الله لا يريد أن يفرِضَ رئيساً للجمهورية على أحد، ويريد أن يفتح الأبواب لإتمام هذا الاستحقاق”.
وتوجّـه السيدُ نصر الله إلى اللبنانيين بالقول: “لا تنتظروا الخارج، ولا يحق لأية دولة خارجية أن تفرض أي فيتو فيما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي”.
وأشَارَ إلى أنّ “لبنان يتأثّرُ جِـدًّا بكل ما يجري في المنطقة والعالم، وبشكل أَسَاسي في دول الجوار وعلى رأسها سوريا وفلسطين”، وأكّـد أنّ “الحديثَ عن حاضر ومستقبل سوريا وفلسطين، هو حديثٌ عن حاضر ومستقبل لبنان”.
وأضاف: أنّ “هناك مَن يتصوَّرُ أنّ لبنان هو جزيرةٌ في قلب محيط وليست له علاقة بكل ما له علاقة بالمنطقة. للأسف هناك بديهياتٌ تحتاج إلى نقاش”، متسائلاً: “لو سقطت سوريا بيد داعش أين كان لبنان الآن؟”.
وشدّد على أنّ “سوريا من المنطقة العربية، وكذلك فلسطين، ونحن معنيون بهذه الدول المجاورة بالمسؤولية الأخلاقية والقومية والدينية”.
وأشَارَ السيدُ نصر الله إلى أنّ “كل ما يجري في فلسطين، له تأثير على أمن وسيادة وحاضر ومستقبل لبنان”، مضيفاً: “تصوروا اليوم فلسطين بجوار لبنان وبدون إسرائيل؟، هذا ليس حلماً، وإنّما حقيقة آتية، إن شاء الله”.
سوريا والانفتاحُ العربي عليها هو اعترافٌ بانتصارها:
في السياق، بيّن سماحتهُ أنّ المنطقة أمام “إنجاز ضخم بعد فشل الحرب الكونية على سوريا”، مؤكّـداً أنّ “سوريا كانت أَسَاساً في الصراع مع العدوّ وفي قلب محور المقاومة، ولا زالت رغم الحرب الكونية”.
وتابع السيد نصر الله: “كُلُّنا يعرفُ موقعَ سوريا منذ بدء الصراع العربي الإسرائيلي وخُصُوصاً في الخمسين السنة الماضية، والحديث عن أنّ سوريا ستتم استعادتها إلى الحضن العربي، وبالتالي ستخرج من محور المقاومة هو غير صحيح”.
وأوضح أنّ “الصحيح هو عودة العرب إلى سوريا؛ فسوريا لم تغادر الجامعة العربية، بل هم أخرجوا أنفسهم والجامعة العربية معهم”.
وشدّد السيد نصر الله على أنّ “علاقةَ الثقة بين حزب الله وسوريا تعمدت بالدم حين قاتلنا في سوريا؛ فهذه المعركة عزّزت أواصر الثقة؛ لذلك لا تسمحوا لأي محلل سخيف أَو أي أحد آخر بأن يصدع هذه العلاقة”.
ولفت إلى أنّ “سوريا وهي في ثاني سنواتِ الحرب الكونية عليها، عُرض عليها أن تتخلَّى عن موقعها الأَسَاسي في محور المقاومة، ولكنّها رفضت”، مشدّدًا على أنّه “عندما تكون قوياً لا تخاف من الحوار ولا أي خطوات سياسية أَو دبلوماسية”.
وقال السيد نصر الله: “عندما نرى وفوداً عربيةً وغربية رسمية تزورُ سوريا نشعُرُ بالسعادة، ولا نقلق ولا نخاف”، مُشيراً إلى أنّ “الانفتاحَ على سوريا هو اعترافٌ بنصرها، وهو إعلان عن اليأس”.
وفيما يتعلّق بالمحاولات لإيجاد التباسات داخل جبهة المقاومة، أوضح السيد نصر الله أنّ هناك محاولاتٍ للترويج أنّ إيران جاءت لتسيطر وتهيمنَ على سوريا”، لكنّ “سوريا وقيادتها تمارسُ كاملَ سيادتها وحريتها وتأخذ كُـلّ القرارات التي تريدها”.
وأكّـد أنّ “إيران لا تمارِسُ سلوكَ الدول الاستعمارية في سوريا، وتساعد دمشق؛ مِن أجل الحفاظ عليها ومنع سقوطها”.
وأشَارَ الأمينُ العام لحزب الله إلى أنّ “بعضَ الأنظمة العربية تخوضُ معركةً وهمية وخيالية مع سوريا”، كما لفت إلى أنّ “سوريا خارج دائرة الخضوع لأميركا، وهي دائماً كانت محط أنظار المشاريع الأميركية في المنطقة”.
وأوضح أنّه “لولا صمودُ سوريا، التسوية لكانت انتهت منذ زمن، ودعم سوريا لحركات المقاومة غيّر كُـلّ المعادلات في المنطقة”.
أمريكا تُكمِلُ الحصارَ والحربَ على سوريا في أشكال مختلفة:
بيّن السيد نصرالله في السياق، أنّه “عندما رأت واشنطن العودة العربية إلى سوريا، وضعت أَسَاساً بأنّ المسموحَ هو فقط التقارب فيما يتعلق بالزلزال الكارث الذي ضربها”.
ووفقاً لسماحتهُ، فَـإنَّ “الولايات المتحدة تُكمل الحصار والحرب على سوريا في أشكال مختلفة، ومنها القوات العسكرية في شرق الفرات التي تمنع التحرير”، مُشيراً إلى أنّ “القاعدة الأميركية في منطقة التنف هدفها حماية داعش والعناصر الإرهابية التي تعتدي على المدنيين في البادية”.
وأضاف: أنّ “الخصم الحقيقي لسوريا هو الأمريكي، وسوريا وشعبها يحتاجون لكل التعاون من كُـلّ صديق وحليف”، مبينًا أنّ “المعطيات الدولية والإقليمية تؤشر إلى أنّ الحصار والعقوبات على سوريا واليمن ودول المنطقة لن تستمر وستكسر”.
وفيما يتعلّق بالأزمة بين سوريا وتركيا في شمال شرقي تركيا، أشار السيد نصر الله إلى أنّ “معالجةَ ما يجري في هذه المنطقة، إذَا أمكن من خلال التفاوض الروسي السوري الإيراني التركي فهو أفضل”.
فلسطين تشهدُ تحوُّلاً تاريخاً مهماً جداً:
حول القضية الفلسطينية، تطرَّقَ السيد نصر الله إلى ما يجري في فلسطين المحتلّة، واصفاً ما تشهدُه الساحةُ الفلسطينية بـ “التاريخي والمهم جداً”.
وقال: إنّ “هناك إجماعًا داخل كيان الاحتلال على أنّ الانقسام الداخلي والعامل الخارجي سيؤدي إلى الزوال”، لافتاً إلى أنّه “في إسرائيل لديهم عُقدةُ نبوخذ نصر، ويتخوَّفون من الخراب الثالث للكيان”.
وأوضح في هذا الخصوص، أنّ “أحدَ الأسباب الرئيسية للوفود الأمريكية إلى إسرائيل تهدفُ إلى معالجة الشرخ الداخلي الذي يمكن أن يوصل إلى صدام دموي”.
وأكّـد السيد نصر الله أنّ “ما يجري في الداخل الإسرائيلي يفتحُ آمالاً كبيرةً، وما وصل إليه الكيان اليوم يعود أَيْـضاً للصمود والمقاومة في المنطقة”، مشدّدًا على أنّ “التطبيعَ مع الدول لا يحمي الكيان، ولا يمكن أن يوقف العمليات”.
وشدّد على أنّ “ما يجري اليوم في الضفة وفي أجزاءٍ من الـ 48 على درجة عالية من الأهميّة في مشروع المقاومة”، مبينًا أنّ “التحول المهم اليوم في الكيان، أنّه باتت هناك ثقافة شبيهة بما جرى خلال اندحار 25 أيار/ مايو من جنوب لبنان”.
وَأَضَـافَ السيد نصر الله: أنّ “الأولويةَ اليومَ يجبُ أن تكونَ كيفية مد يد العون لهذا الفلسطيني المقاوم والمجاهد الذي يدفع هذا الكيان إلى الهاوية”.
التقارُبُ الإيراني السعوديّ جيد ولمصلحةِ شعوب المنطقة:
في السياق، علّق السيد نصر الله على الاتّفاق الإيراني السعوديّ على استئناف العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات، مؤكّـداً أنّ “التحوُّلَ المتعلِّقَ بالتقارب السعوديّ الإيراني جيِّدٌ، ولن يكونَ على حساب شعوب المنطقة، وإنّما لمصلحتها”.
وذكر أنّه “في حال سار التقارُبُ السعوديّ الإيراني في المسار الطبيعي؛ فيمكن أن يفتحَ آفاقًا في المنطقة وفي لبنان أيضاً”.