قصفٌ سعوديّ يطالُ صعدةَ ويخلّف 7 جرحى وسط استمرار الخروقات الفاضحة بالحديدة
مركَزُ التعامل مع الألغام يوثّقُ استشهادَ وإصابةَ 64 امرأةً جراء المخلفات خلال 2022م:
المسيرة: خاص
رغم تصاعُدِ الجرائم وكثرةِ أعداد المدنيين المغدورين بمخلفات أمريكا وأدواتها، يواصلُ تحالُفُ العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي ارتكابَ الجرائم الوحشية اليومية بحق الأبرياء في صعدة والحديدة، بالتزامن مع تصعيد الخروقات الفاضحة لاتّفاق السويد، في تأكيدات تشير وبما لا يدع مجالاً للشك إلى أن العدوّ متمسِكٌ بالقتل ونسف جهود السلام، وسط صمت أممي تجاوز حَــدّ التواطؤ.
وفي السياق واصل جيش العدوّ المجرم خلال اليومين الماضيين جرائمه بحق المدنيين في محافظة صعدة، موقعاً عدد من الضحايا المدنيين.
وأوضحت مصادر محلية لصحيفة المسيرة، أن القصفَ الصاروخي والمدفعي العشوائي على المناطق الحدودية بصعدة خلال اليومين الماضيين؛ ما أَدَّى إلى سقوط 4 جرحى من المواطنين و3 مهاجرين أفارقة.
وبينت المصادر أن جميع الجرحى تعرضوا لإصابات خطيرة نُقلوا على إثرها إلى مستشفيات الطلح ورازح بمديريات المحافظة.
وأشَارَت المصادر إلى أن القصف المكثّـف طال مديريتَي شدا ومنبه الحدوديتين؛ ما أسفر عن وقوع أضرار مادية إضافة إلى الخسائر البشرية التي وصلت إلى 7 مدنيين.
واستكرت المصادر استمرار القصف العشوائي والجرائم في ظل الصمت الأممي الذي صار بمثابة الغطاء المحفز لدول العدوان لارتكاب المزيد من الجرائم، مطالبةً بوضع حَــدٍّ لهذه الجرائم التي لا تتوقف يوماً واحداً.
وفي سياق آخر جدد تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي التأكيد على مساعيه لتبديد جهود السلام وعرقلة الملفات الإنسانية، حَيثُ صعدت قوى العدوان من خروقاتها لاتّفاق الحديدة، بينها انتهاكاتٌ فاضحة بالطيران.
وسجلت غرفة عمليات ضباط الارتباط والتنسيق لرصد الخروقات، أن قوى العدوان ارتكبت خلال الـ48 ساعة الماضية أكثر من 120 خرقاً، بينها خروقات فاضحة.
وبيّن مصدر بغرفة عمليات رصد الخروقات، أن من بين الانتهاكات غاراتٍ وتحليقًا للطيران التجسسي القتالي في حيس.
وفي تأكيد على أن تحالف العدوان يعد العدة للتصعيد وتفجير المعركة، أكّـد المصدر أن من بين الخروقات استحداث تحصينات قتالية في ذات المديرية “حيس”.
ونوّه المصدر إلى أن عشرات الخروقات تمت بالأعيرة النارية المختلفة طالت مناطقَ مدنية ومناطقَ آهلة بالسكان، مؤكّـدة أن جميع الخرقات تمت وسطَ تواجد البعثات الأممية المشرفة على تنفيذ اتّفاق السويد، في تأكيد على أن الموقف الأممي بات متناغماً ومسانداً لتصعيد قوى العدوان.
وفي سياق متصل، وثّق المركَزُ التنفيذي لنزع الألغام استشهاد 10 نساء وإصابة 54 أخريات جراء انفجار وحوادث مخلفات العدوان الأمريكي السعوديّ خلال العام 2022م في مختلف المحافظات.
وأشَارَ المركز إلى أن المرأة في اليمن كانت الأكثرَ تضرُّرًا من مخاطر مخلفات الحرب، حَيثُ تواجه فئة النساء مخاطر جمة، في مقدمتها “مخلفات الحرب” أثناء عملهن في جمع الحطب وجلب المياه ورعي الماشية يتعرضن للانفجارات في المناطق الملوثة بتلك المخلفات.
وسرد تقريرٌ صادرٌ عن المركز قِصَصاً مأساوية في محافظة الحديدة لضحايا من النساء ناجيات من هذه المخلفات وأخريات غادرن الحياة وخلفّن أبناءهنَ يروون قصص أُمهاتهم اللاتي ذهبنَ لجّمع الحطب ولم يرجعنّ.
وبيّن تقريرُ المركز أن “الطفلة حميدة الحسيني (12) عاماً من مديرية الحوك -الحديدة تروي قصة أمها التي سقطت جراء جسم من مخلفات الحرب، فتقول: (أمي ذهبت لجمع الحطب ولم ترجع… تقطعت وماتت، كانت أمي تذهب لجمع الحطب بعد ما رجعنا من النزوح) تتعدد قصص ضحايا مخلفات الحرب من فئة النساء جراء الكارثة المهولة التي خلفتها الحرب لسبع سنوات على اليمن”.
أما “رقية سعد آدم (38) عاماً هي كذلك إحدى الناجيات من مخلفات الحرب فقدت رجلها اليسرى جراء انفجار قنبلة عنقودية أثناء جمعها للحطب، تعاني النساء في اليمن من صعوبة العيش، حَيثُ يقع على عواتقهنّ مسؤوليات لتوفير لقمة العيش لأطفالهن بفعل الأوضاع المعيشية”.
وأكّـد المركز أن شبح مخلفات الحرب لم يستثنِ الأطفال جراء التلوث الواسع بمخلفات الحرب، فالطفلة: أمينة قاسم شرف في الـ (14) من عمرها من أهالي مديرية التحيتا هي إحدى ضحايا مخلفات الحرب من فئة الأطفال، مُضيفاً “تتحدث أمينة عن معاناتها وهي تبتسم متغلبةً على آلام جسدها، حَيثُ فقدت بعض أطرافها أثناء رعي الأغنام في المديرية حسب حديثها”.
وفي ختام التقرير، أكّـد المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام أن مخلفات العدوان ستظل شبحاً قاتلاً يهدّد حياة السكان في المناطق الملوثة حتى تكاتف الجميع للانتصار للأطفال والنساء في اليمن وضمان حق العيش لهم بأمان.
يشار إلى أن الموقف الأممي حيال كُـلّ الانتهاكات المذكورة كان مرافقاً لكل الجرائم، منها منع دخول أجهزة نزع الألغام، فيما تؤكّـد المعطيات والوقائع أن الوسيط الأممي بات غير معول عليه للقيام بمسؤوليته.