بالرؤية والبصيرة.. الإعلامُ ميدانٌ ومهام..بقلم/ محمد يحيى السياني
أمام الإعلام اليمني اليوم مهامٌّ واسعةٌ وطرق متفرقة في غاية الأهميّة، في مواجهة الأعداء والتصدي لإعلامهم المعادي الموجه لاستهداف وعي شعبنا وبلدنا وأمتنا، ومناصرة الحق وإظهار الحقيقة والدفاع عن الأُمَّــة وقضاياها المحقة.
هذا الميدان الواسع والمهم والذي بات سلاحاً مؤثراً يستخدمه العالم في ميادين الصراع العالمي وتقوم الدول الكبرى بتوظيفه، لاستهداف الدول والشعوب المستضعفة أَو المقاومة لمشاريعها؛ خدمةً لأهدافها وأطماعها ومصالحها السياسية والاقتصادية وتوسعاتها الاستعمارية لنهب الثروات وتطبيع العقول بالثقافات والأفكار والمعتقدات المغلوطة.
ولأن هذه الدول كأمريكا والغرب والكيان الصهيوني تملك إمْكَانيات إعلامية مهولة ووسائل مختلفة سيطرت بها على العالم، فَـإنَّها اليوم تجعل منه ركيزة رئيسية وقاعدة مهمة للانطلاق في صراعاتها وحروبها على بقية دول وشعوب العالم، وأدَاة سهلة لتمرير مشاريعها والهيمنة على بقية دول وشعوب العالم وبديل غير مكلف كما هو الميدان العسكري وَأَيْـضاً هو سلاح خطير يهيئ لقواتها العسكرية طريقاً ممهداً في احتلال وغزو البلدان بأقل الخسائر والتكلفة.
وبلدنا اليوم يواجه العدوان والحصار الذي يقودُه الأمريكي وينفذه السعوديّ والإماراتي ومن خلفهم الإسرائيلي والبريطاني ودول الأذيال والتبعية للصهيو أمريكية، كان الميدان الإعلامي وما زال -برغم إمْكَانياته المحدودة جِـدًّا أمام ما يمتلكه الأعداء من إمْكَانيات مهولة ووسائل مختلفة- ميداناً مؤثراً استند على الصدق والحقيقة وعدالة القضية وعمق وكبر المظلومية واستطاع رغم المصاعب الكبيرة والإمْكَانيات الشحيحة جِـدًّا جداً أن يكون إعلامًا ملفتًا، نقل من خلاله الحقائق وفند الكثير من الأكاذيب والافتراءات والتضليل الذي تشنه وسائل إعلام العدوّ.
وعبر ثماني سنوات من العدوان والحصار هذا الميدان اليوم وفي هذه المرحلة من تاريخ بلدنا وشعبنا يحتاج إلى أن يرسخ ويتجسد في وسائله المختلفة وكوادره التي تقوده أيديولوجية منهجية وفق المشروع القرآني والرؤية القرآنية، التي أشار إليها السيد القائد، وشدّد عليها في خطابه بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد وفي أغلب خطاباته السابقة؛ فالسيد القائد عندما قال: «إن الميدان الإعلامي يجب أن يكون ميداناً لمواجهة الأعداء وفق الرؤية القرآنية بوعي وروح عملية متحَرّكة ومؤثرة ومتصدية لمؤامرات الأعداء»؛ فعلينا كوسط إعلامي وطني يحمل قضية بلده ومظلومية شعبه وقضايا أمته وكل ما يخص شؤون بلده وحياة شعبه علينا أن ندرك ونستحضر، ونعي أن المشروع القرآني يقدم لنا رؤية متكاملة في الميدان الإعلامي.
هذا الميدان الواسع والمهم والعالم المفخخ والملغوم الذي يحمل الكم الكبير من أضاليل العدوّ وأكاذيبه وافتراءاته وتزييفه للحقائق.
كما أن الرؤيةَ القرآنية -بحسب المشروع القرآني والثقافة القرآنية- تحصِّنُ الكادرَ الإعلامي من التعاطي مع ما ينقله ويروج له الإعلام المعادي من أكاذيب وتضليل وتزييف من الوقوع في شراك الغفلة والسذاجة والتأثير وتنقله إلى موقع التأثير من خلال حمل روحية المجاهد وثقافة القرآن والتي ستحقّق الفاعلية العالية والمؤثرة.
ومع هذه المنهجية القرآنية ووفق رؤيتها الثاقبة نستطيع الارتقاء والتطور ومعالجة الأخطاء وتصحيح السير في كُـلّ مسارات الميدان الإعلامي بل نستطيع الذهاب إلى آفاق واسعة والتميز عن طريق الابتكار وحمل روحية الوعي والبصيرة والمثابرة والطموح وإلى أبعد مدى بإذن الله وتوفيقه.