السيد نصر الله: سينتصرُ الشعبُ اليَمَني حتماً؛ لأنه يقاوم ويصمد
- المواقف المؤيّدة للمقاومة رسالة قوية لإسرائيل: أنتم الأعداء والإرْهَابيون وستبقون كذلك
- لن يستطيع آل سعود أو أي نظام عربي أن يطبّع مع إسرائيل، ومَن يريد أن يرفعهم سيسقط معهم
صدى المسيرة/ محمد الباشا
أكَّـدَ الأمين العام لحزب الله السَّـيِّدُ حسن نصر الله أنَّ “هناك فشلاً سعودياً ذريعاً جداً في اليَمَن“، موضّحاً أن “الأثمان التي تدفعُها السعوديةُ جراء حربها على اليَمَن كبيرةٌ وباهظة جداً“.
وخَلُصَ السيد نصر الله إلى نتيجة حتمية، مفادُها أنه “لا يمكنُ إلا أن ينتصرَ الشعبُ اليَمَني؛ لأنه شعبٌ يقاوم ويصمد“.
وفيما يتعلق بما أقدم عليه تنظيمُ “داعش” يوم الجمعة الفائت في عدن من قتل راهبات مسيحيات وممرضات ومسنين مسلمين ووغيرها من الجرائم التي تقوم بها الجماعات التكفيرية، أوضح أن هذه الجريمة ومثيلاتها تأتي بظلِّ القوات السعودية التي تقصف وتدمر في اليَمَن.
وإذ حذَّرَ السيدُ حسن، من الدعم والمساندة التي تتلقاها هذه الجماعات من قبل النظام السعودي، نَبَّـــهَ إلَى أن “السعوديةَ تُمَكِّنُ مَن أجمَعَ العالَمُ على تصنيفه إرْهَابياً بالسيطرة على المناطق الجنوبية في اليَمَن“.
ورَدَّ الأمينُ العام لحزب الله في كلمته بالاحتفال التكريمي للشهيد القائد علي فيّاض (الحاج علاء)، عصرَ أمس الأحد 6 مارس 2016، على قرار مجلسِ التعاون الخليجي الذي صنّف حزبَ الله بالإرْهَابي، مؤكداً أن من يواجه السعودية في سوريا هو المدافع الحقيقي عن المصالح الوطنية اللبنانية، ولافتاً في الوقت ذاته إلَى أن النظام السعودي يحتاج إلَى من يحمّله مسؤولية فشله الذريع في سوريا واليَمَن والبحرين، ومعرباً عن افتخاره بإفشال هذه المشاريع العدوانية والحروب في الدنيا والآخرة.
وأشار نصرُالله إلَى أن “ما يحصلُ اليوم من التآمر على المقاومة ليس جديداً بل هو تواصل للاستراتيجيات السابقة والقديمة”، متوجهاً لدول مجلس التعاون الخليجي بالقول: “من الذي استعاد الكرامة العربية وبعضاً من الحقوق والأرض والعزة العربية سوى المقاومة في لبنان التي تصفونها بالإرْهَاب”.
وعاهد أمينُ حزب الله اللبنانيين بأن المقاومة ستحفظ بلدها من الأخطار، وتحمي سلْمَه الأهلي، مشدداً على أنها ستبقى في الميادين التي يجب أن تكون فيها مهما تعاظمت الاتهامات والافتراءات والتضحيات، وأنها ستبقى كلمة الحق وصرخة الحق بوجه السلطان الجائر وشريكة في صناعة النصر في زمن الانتصارات.
وعبّر نصرُ الله عن شكره لكلِّ مَن تضامَنَ مع المقاومة ودافع عنها واستنكر القرار الخليجي بتوصيف حزب الله إرْهَابياً، ومؤكداً أن أهمية ردود الأفعال الشعبية والرسمية المؤدة للمقاومة التي حصلت تؤشر إلَى مكانة المقاومة لدى الشعوب العربية وتظهرُ أن المقاومةَ وفلسطين والصراع العربي الإسرائيلي ما زالوا حاضرين بقوة في وجدانهم، ومشيراً إلَى أن قيمتها لا تقاس بملايين التظاهرات وأنها صرخة بوجه سلطان متسلط ومهيمن بالمال والتكفير الديني والسياسي.
ولفت السَّـيِّد نصر الله إلَى أن ردود الأفعال التي حصلت هي رسالة قوية لـ”إسرائيل” بأنه لا يمكن أن يأتي يوماً يصبح فيه وجودها طبيعياً في هذا العالم العربي والإسْـلَامي، أَوْ أن يقبل أحد بوجودها وبقائها وأن تصبحَ حليفةً لهم، متوجهاً لهم بالقول: “أنتم أعداء وستبقون وأنتم إرْهَابيون وستبقون إرْهَابيين”، خالصاً إلَى التأكيد بأنه “لن يستطيع أي نظام عربي أن يطبع مع إسرائيل لا آل سعود ولا غيرهم ومن يريد أن يرفعهم سيسقط معهم”.
وشرح حيثيات إرسال المقاومة لكوادرها إلَى البوسنة وسوريا والعراق، فأشار إلَى أنه لولا شهادة الشهيد علي القائد فياض الذي يعرف بـ”علاء البوسنة” لما كان ليتحدث بهذا الأمر، مؤكداً أننا ارسلنا قادة ومقاتلين إلَى البوسنة وسقط لنا هناك الشهيد رمزي مهدي، وأمضى الإخوة هناك فترة طويلة، وقاتلوا إلَى جانب البوسنيين الذين كانوا يذبحون كُلّ يوم، حيث ذهبوا لمساعدتهم كيف يدافعون عن انفسهم سائلاً “هل هذا ما تعبرونه إرْهَاباً؟!”.
وأكد نصر الله: “نحن نقاتل التنظيم الإرْهَابي الذي أجمع العالم على وصفه بالإرْهَاب، فهل هكذا نكون إرْهَابيين؟”، وتوجه للنظام السعودي بالقول: “اجتمعتم في السعودية وأطلقتم بقيادة اميركا تحالف دولي لمقاتلة “داعش” فهل تستطيعون أن تقولوا ماذا قدمتم منذ أكثر من سنة إلَى الآن في قتال “داعش” بالعراق؟”، وقال “لو كنا نقاتل تحت قيادة أميركية لم يصفونا بالإرْهَاب”، كما أبدى استغرابَه واستهجانَه كيف “أنهم أطلقوا تحالفاً إسْـلَامياً يقاتل بقيادة الولايات المتحدة الأميركية”، لافتاً في المقابل إلَى أننا “كنا يقاتل في العراق تحت قيادة الحشد الشعبي قيادة عراقية شريفة مخلصة وطنية وما زلنا”.
وتوجه للجهابدة السعوديين بالقول “انه لولا الحشد الشعبي في العراق لكانت داعش الآن في بيوتكم وقصوركم تسبي نساؤكم”، مؤكداً أن “الشهامة العربية هي أن يذهب كُلّ عربي إلَى العراق ليدافع عن الشعب العراقي، سُنة وشيعة وكرداً وتركمان، لا أن يصف من يدافع عن العراق بأنه إرْهَابي”.
وكان الأمينُ العامُّ لحزبِ الله، السيدُ حسن نصر الله، في كلمة متلفزة، مسَاءَ الثلاثاء الآنف، كشف عن أن أشرَفَ وأعظمَ ما فعلَه في حياتِهِ هو خطابُه في ثاني يوم من العدوان الأمريكي السعودي على اليَـمَـن، قائلاً: إذا سُئلتُ أنا وعُمري الآن 56 أو 57 سنة عن أفضلِ موقف عملته بحياتي، فلن أتردَّدَ لأقول إن أعظمَ موقف في حياتي هو موقفي من العدوان على اليَـمَـن؛ كون هذه كلمة حق، مردفاً أن “من يريد أن يسكت هذا شأنه نحن لن نسكُتَ عما يجري في اليَـمَـن وسنظل مكمّلين”.
خطابُ الثلاثاء الشهير والذي تفاعل معه اليمنيون بكل مكوناتهم، سيظلُّ دامغاً في الذاكرة الجمعية لليمنيين؛ لما حواه من مضامينَ توضِّحُ مدى التضامُن الكبير من قبل حزب الله مع اليمنيين ضد العدوان الأمريكي السعودي الذي يُشن عليهم منذ الـ 26 من مارس 2015، وما زالت جرائمه تُقترف حتى اليوم.
وفي ذَلك الخطاب التأريخي قال نصرُ الله إنه لا توجدُ مظلوميةٌ على وجهِ الكرة الأرضية توازي مظلومية الشعب اليَـمَـني نتيجة العدوان الأمريكي السعودي. مشدداً على أنه “لا مصلحة وطنية لأي بلد بأن يأذن للسعودية في شن حرب على بلد آخر”، معتبراً أنه “عندما يسكُتُ العالم العربي عن حرب السعودية على اليَـمَـن فهذا يعطيها شرعية لشن هجوم على بلد آخر”.