موسمُ حصاد القمح.. ماذا أعددنا له؟..بقلم/ محمد صالح حاتم
يستعدُّ المزارعون في الجوف لحصاد محصول القمح الذي بدأ موسمُ زراعتِه نهايةَ العام الماضي.
الموسمُ الحالي مبشِّرٌ بالخير، وهناك مساحاتٌ شاسعةٌ من الأراضي الزراعية في محافظة الجوف تمت زراعتُها بالقمح البلدي.
تمتلك محافظة الجوف مقوماتٍ زراعيةً كبيرة، وتتناسبُ بيئتُها مع زراعة القمح، هذا المحصول الذي أصبح أحد الأسلحة التي تستخدمُه دول الاستكبار العالمي للهيمنة على شعوب العالم، نحن في اليمن نستورد أكثر من ثلاثة ملايين طن سنوياً؛ وهذا يجعل أمننا الغذائي مهدّداً ويجعلنا مستعمرين غذائياً، لا نمتلك حريتنا ولا قرارنا السياسي.
وهو ما جعل القيادة الثورية والسياسية تسعى للتوسع في زراعة القمح لتقليص الفجوة من هذا المحصول تدريجيًّا حتى الوصول للاكتفاء الذاتي منه.
خلال هذا الموسم كان هناك استعداد مبكر لموسم زراعة القمح في الجوف؛ استجابة لدعوة السيد القائد عبدالملك الحوثي، الذي وجّه الاستعداد الجيد لاستقبال موسم زراعة القمح، واستغلال كُـلّ المقومات التي تمتلكها هذه المحافظة.
الآن بعد أن وصل القمحُ إلى مرحلة الحصاد، ماذا يتوجَّبُ على الجهات المعنية القيام به استعداداً لموسم الحصاد؟
كما نعلم أن زراعةَ القمح ما زالت بطريقة تقليدية، وهذا يعني أن تكاليفه مرتفعة جِـدًّا، وأن مرحلة الحصاد تعد إحدى العمليات الزراعية وتحتاج إلى تظافر الجهود من الجميع لتوفير حصادات وكامبيانات لحصاد القمح.
المزارعون بعد طول انتظار وتعب متواصل بداية من الحراثة والبذار والري والتسميد ومكافحة الآفات والأمراض حتى موعد الحصاد؛ فقد حان الوقت ليحصد ثمارَ تعبه، وينتظر من يشتري منه القمح، وبأسعار مدعومة ومشجعة، تعوضه عن تعبه وما خسره خلال الموسم.
وهذا مسؤولية الجميع حكومة وقطاعاً خاصاً ومؤسّسات، وكذلك المواطن؛ فالكُلُّ معنيٌّ وكُلٌّ مطالَبٌ، وعلى الحكومة رصد مبالغ لشراء القمح، وعلى التجار التوجّـه لشراء القمح، وعلى المؤسّسات والهيئات التي تقوم بتوزيع سلال غذائية عليها أن تشتري القمح البلدي وتوزيعه على الفقراء والمساكين وخَاصَّة هيئة الزكاة والأوقاف وبنيان ويمن ثبات وغيرها.
فالمزارع إذَا لم يجد من يشتري منه القمح وبأسعار مشجعة فقد لا يزرع العام القادم.
فليس المهم أن نزرع بل الأهم من سيشتري ما زرعنا.
وعلينا الاستفادة من تجارب دول استطاعت الاكتفاء الذاتي من القمح ومنها سوريا.