“القسَّام” وقّع بالدم في “تل أبيب”! الذئب المنفرد.. مَن؟ بقلم/ سنا كجك*
ليست بالرسالة الأولى ولن تكون الأخيرة؛ فليعلم الإسرائيلي ذلك، ما دام يسرح ويمرح ويقتل أبناء الشعب الفلسطيني بدمٍ بارد.
أرسلت قيادةُ القسام إلى ضباط ووزراء الكيان الغاصب رسالتَها الثانية ونفذت تهديدها؛ فلطالما قدمت “حماس” كوكبةً من الشهداء القادة والعلماء والنخب السياسية والفكرية منهم المهندس، ومنهم العالم التكنولوجي، والمثقف المشتبك، ورجال الدين، وضحت لأجل شعبها وما زالت تضحي وتزف خيرة شبانها في مناطق الاحتلال وغزة العزة.
وها هي اليوم تعتمد تكتيكَ عمليات “الذئب المنفرد”، وَتطلق هذه التسمية عندما يقوم شخص واحد بتنفيذ عملية بطولية، فكما هناك مصطلح “الخلايا النائمة” أَيْـضاً هناك “الذئب المنفرد”.
عملية “حوارة” التي نفذها بطل من أبطال القسام ومضى بعيداً؛ كي لا تنال منه الأنظار الحاقدة، ثم عانق الشهادة بعد الحصار والاقتحام مذلاً عدوه الذي قدم ليغتاله بمواكبٍ عسكرية!
ليأتي الرد الثاني الموقع بالدم الطاهر في عمق تل أبيب وشارعها الحيوي (ديزنغوف)، الذي سبق أن عُمد بدماء الشهداء الذين ارتقوا قبل أن يلتحق بهم وبعرس الشهادة “معتز الخواجا”، “المعتز” الشامخ شاهدناه قبل ٣ ساعات من تنفيذ العملية البطولية يجلس في مقهى بشارعهم “الارستقراطي” ويشرب قهوته بهدوء، ويتأملهم بعين الأسد والطمأنينة “تُزين” محياه.. وكيف لا؛ وهو شهيد الله سيرتقي بعد ساعات؟
تقدم الفارس المغوار ولاحق قطعان مستوطنين الذين هربوا والخوف يتملكهم من بطلٍ واحد فقط، أصاب ٥ منهم بين قتيل وجريح؛ فما بالكم بمجموعات من الأبطال إن انتشرت في “تل أبيبهم”؟!
عرضت المحطات العبرية مقابلات عدة مع قطعان المستوطنين الذين عبروا عن خوفهم: “إنهم يشعرون بالرعب أثناء مرورهم من شارع ديزنغوف؛ بسَببِ كثرة العمليات التي نفذت فيه”.
حسناً هذا هدفنا أن نرعبكم، ومن ينسى العملية الثورية لوسيم الشهداء “رعد الخازم”، الذي أرعبهم داخل المقهى وقتل العديد منهم وجرح، مشى واثق الخطوات كالنمر بعد أداء واجبه الوطني والجهادي، وضع جيش العدوّ آنذاك في حالة إرباك ومنع التجول في “تل أبيب” كما منعها بالأمس الأول “المعتز”!
“كتائب القسام” تطور قدراتها العسكرية الهجومية منها والدفاعية والصاروخية، واهمٌ من يظن أن المقاومة تهدأ أَو تستريح استراحة المحارب، ولكن لكل مرحلة تكتيكها العسكري الخاص؛ إذ ليس من مقتضيات الحرب أن “تزغرد” أصوات الصواريخ دائماً” وتتأهب المنصات كما يعتقد البعض، فهناك مرحلة إعداد تستغل فيها المقاومة كُـلّ دقيقة للتجهيز وعنوانها الهجوم وليس الدفاع، وستشاهدون نخبة جيش القسام في شوارع “تل أبيب” وفي بث تلفزيوني مباشر!
جيش الاحتلال الغاصب بات يخشى من اقتحام أي مخيم أَو بلدة فلسطينية؛ لأَنَّ الأبطال سيتصدون له بإطلاق النار وبزخمٍ كبير.
والمشهد الذي يفتخر به كُـلّ فلسطيني وعربي لا تنساه الذاكرة عندما أطل فدائي في مخيم جنين من الشباك ونصفه للخارج يمسك به زميله في “البطولة” ليصوب ويطلق النار على الجنود الصهاينة الذين اقتحموا “مخيمه” ذا التراب الطاهر، نعم، كُـلّ حبة من تراب فلسطين التي تحتضن الأقصى الشريف هي مطهرة؛ ولذا وُجب دينيًّا ووطنيًّا وعربيًّا تحريرها!
وقد عبر ضابطٌ من ضباط العدوّ في قيادة المنطقة الوسطى: “إن ما يجري هو حرب بكل ما للكلمة من معنى، وقدرة الفلسطينيين على القتال والاشتباكات تتحسن بشكلٍ ملموس”.
وبعدُ… مَن سيكونُ الذئبَ المنفردَ التالي؟
أعتقدُ أن انتظارَنا لن يطولَ يا سادة.
* كاتبة لبنانية