تحت الخبر.. بقلم/ محمد منصور
لأَنَّ معظمَ الإعلام في المنطقة عبارةٌ عن ضجيج يومي، بتمويل سعوديّ وإماراتي وقَطري، يبدو الاتّفاقُ السعوديُّ الإيراني خبرًا عاديًّا جرى تناولُه خبريًّا وتحليليًّا ليوم واحد فقط من على هذه المنابر الخليجية، والسببُ، في تقديري المتواضع، أَنَّ هذا الخبر لم يكن سارًّا لواشنطن وتل أبيب؛ لذلك أدخل الإعلامُ الخليجي هذا الاتّفاق في خانة الاعتيادِ، انظُرْ للمساحات التي يفردُها هذا الإعلام لأخبارِ القيادة الأوكرانية على حساب مساحة خبرية عادية لأخبار القيادة الروسية، والسبب ذاته أمريكا سياسيًّا تربح طهران والرياض من هذا الاتّفاق بمقدارٍ نسبي، لكن ماذا عن قائمة الخاسرين؟
الخاسرون أوَّلًا: المرتزِقةُ العربُ، وفي المقدمة قُطعان الدنبوع وعلي محسن والعليمي،.
الخاسرُ الثاني: الكيانُ الصهيوني الذي كانت الرياضُ لعقودٍ جسرًا ماليًّا وإعلاميًّا لاستهداف إيران وتشويهها ا
أَمَّا ثالثُ الخاسرين؛ فهي: أمريكا، يكفي أن الاتّفاقَ وُقِّعَ في بكين.
والذين يقولون: إن أمريكا تقفُ وراء هذا الاتّفاق، يتجاهلون حيثيةَ الصين كراعي وحيدٍ لهذا الاتّفاق.
هناك من يسأل: أين صنعاء من هذا الموضوع؟، للتذكير فقط، قبلَ فترة كان هناك تقارُبٌ إماراتي إيراني بعدها بساعات كانت طائراتُنا المسيَّرةُ تقصفُ أهدافًا مهمةً في دبي وابوظبي، يومها هرع الإماراتيون إلى مسقط، ومنها فهموا أن قرارَ اليمن في صنعاء وليس في مكانٍ آخر.
الرياضُ تعرفُ هذه الحقيقةَ من الناحية النظرية، وقد تعيشُها بشكل عملي إذَا استمر التسويفُ في المِلف الإنساني.
لا تتوقَّفْ عند الرابحين من الاتّفاق النووي الإيراني؛ فهم قلةٌ، تأمَّلِ الخاسرين من العليمي، لنتنياهو، لبايدن، لماكرون، للندن، لأُورُوبا الغربية، للمرتزِقة العرب، الذين ظلوا لعقودٍ يشتمون طهران ومحورَ المقاومة وفجأةً ضاعت ألسنتُهم، وارتبكت دواخلُهم مثلما هو حالُ قناةِ “الحدث” السعوديّة.