ثمانِي سنواتٍ من الاستهداف الممنهج لليمن.. بقلم د/ فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
ونحن على وشك الدخول في السنة التاسعة من العدوان على اليمن ما زال الاستهدافُ للشعب اليمني متواصلًا.
وَإذَا استعدنا ما حدث لهذا الشعب الصابر خلال السنوات الماضية فسوف نجدُ أن ما حدث لا تمكنُ مقارنته بأي عدوان أَو حرب على أي شعب آخر، فمنذ بدايةِ العدوان كان الشعب اليمني يقف وحيدًا في مواجهة ثمانِيَ عشرةَ دولةً استهدفت كُـلَّ شيء في البلاد: الأحياء والأموات، المدنيين وغيرهم، المرافق المدنية والعسكرية، الطرق والجسور، المزارع والمصانع، المطارات والموانئ.
بمعنى أن دولَ العدوان استهدفت كُـلَّ مقدرات ومكتسبات الشعب اليمني بشكل ممنهج دون رادع قانوني أَو ديني أَو عُرفي أَو مراعاة لحق الأُخوّة الإسلامية أَو حق الجوار.
والمساحةُ التي كانت تتحَرّك فيها دول العدوان لم يسبق أن حصلت عليها أية دولة معتدية من بعد الحرب العالمية الثانية، وقد ظنت هذه الدولُ بأن اليمن سوف ينهارُ تحت ضغط الاستهداف الممنهج من قبل آلتها الحربية الهائلة، ولكن ظنها خاب.
وقد رافق هذا العدوان الغاشم والهمجي حصارٌ جائرٌ استهدف معظمَ احتياجات البلاد، وأغلق أمام الشعب كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، فلا مريض يستطيع أن يغادرَ للعلاج، ولا طالب يتمكّنُ من العودة إلى بلده أَو يغادر إلى مكان دراسته، ولا منقطع خارج البلاد يستطيع العودة إلى أسرته؛ فتقطعت السبل أمام اليمنيين، وأصبح معظم اليمنيين لاجئين في مختلف دول العالم، بعد أن كان اليمني معزَّزًا مكرَّمًا في أي بلد يذهب اليها، وأصبح اليمني في بلده ينتظرُ للمساعدة الضئيلة التي تقدّمُها الأممُ المتحدة للنازحين والمحتاجين.
إنَّ ما ذكرناه يوضح المظلوميةَ الكبيرةَ التي تعرّض لها الشعب اليمني من دول العدوان في مختلف جوانب حياته، ولكنه لم ييأس، وصمد في وجه تلك المخاطر، وتمكّن من تعديل موازين القوة، وفرض قواعدَ اشتباك جديدة في الحرب الدائرة ضده، وذلك من خلال التفافِه حول قيادة الثورية والسياسية وقراراتها الصائبة التي اتخذتها في مواجهة هذا العدوان، وعزّز ذلك صموده في مختلف الميادين؛ حتى تمكّنَ من تجاوُزِ معظم المؤامرات التي كانت تحيكها دولُ العدوان ضده، وتعملُ على أن يقعَ فيها.
والهدفُ الرئيسي من تلك الجهود العدائية أن يعلنَ الشعبُ اليمني استسلامَه، وهذا الذي لا يمكنُ أن يكونَ ولن يكونَ بفضل الله سبحانه وتعالى.