ثمانٍ من العدوان والصمودُ يرجِّحُ الميزان.. بقلم/ فاطمة السراجي
وتنقضي ثَمَانِي سَنَوَاتٍ صاخبةً بسمفونيات القتل والدمار والتخويف والتجويع والحصار، مشبعةً بكل عنجهية وحشية العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن واليمنيين: أزهقت الأنفسَ البريئة، يتَّمت الأطفال، وأثكلت النساء، هَدَمَتِ المنازل على رؤوس ساكنيها من الأبرياء، الناجي منهم يقَذفُ في قلب موت بطيءٍ؛ بفعل المرض والتشرد والجوع.
ثَمَانِي سَنَوَاتٍ من خبث وحقد العدوان شهدت كُـلُّ ثوانيها ودقائقها وساعاتها وأيامها وشهورها على جرائمهم التي تسلسلت بين فظيعٍ وأفظع، حتى باتت يوماً بعد يوم تصطبغُ بصبغة الوحشية المسرفة؛ نستطيع القول غالبًا: إن كُـلّ جرائم العالم قد جمعت وأسقطها العدوان الإماراتي السعوديّ ومرتزِقته على اليمن دفعةً واحدةً!
حربٌ شعواء، قتل، تشريد، تخويف، تجويع، حصار، بكل دم بارد يفتكون بهذا الشعب من كُـلّ جانب دون ما رحمة؛ ليجعلوا اليمن لوحةً مرسومةً بالدم الأحمر القاني، يشار إليها بالبنان إذَا قيل: ما هي المأساة؟
ثمانية أعوام من التواطؤ الأممي والصمت العالمي، حيال كُـلّ ما حدث، ويحدث، صمتٌ يترجم حالةَ موت الضمير السريري، وآفة النفاق العلني، حَيثُ لا آمال فيهم تعلَّق، ولا فائدة منهم ترجى، حياديةٌ يتشدقون بها وظاهرها لم يكن إلَّا تواطؤًا واشتراكًا في الجرم!
ثَمَانِي سَنَوَاتٍ قاسى فيها الشعب أهوالًا عِظامًا، وهو يعاني ويلات الحرب والحصار؛ بيد أنه أبى الخضوع، رغم كُـلّ شيء: لم يستسلم، لم يرضخ، رغم الأوجاع تحيط به من كُـلّ جانب، والأعداء يتربصون به من كُـلّ حدبٍ وصوب؛ ولأنه شعب الإيمان والحكمة صاحبُ حق ومظلومية كان اللهُ معه؛ فتمخض الصمود.
الصمود الأُسطوري الذي لا نظير له ولا شبيه، صمود فولاذي، تشظت عليه كُـلُّ أطماع العدوان السعوديّ الإماراتي ومرتزِقته، وتناثرت أحلامهم أدراج الرياح.
من قلب الزوبعة خرج الشعب اليمني بدرعٍ من صمود؛ فقلب الموازين ورجّح كفَّتَي الميزان، صمودٌ لا نهاية لآخره مهما امتدت سنوات العدوان.
سنواصلُ الصمود، ولا بُـدَّ للحرب من نهاية، لكن الشعب لن ينسى دماءَ أبنائه المُراقة، لن تنسى الأرضُ الأجسادَ القابعة في جوفها، لن نساوم في أرواح شهدائنا، سيخرج اليمنُ من هذه الحرب أقوى، وبأذن الله، بنصرٍ مؤزَّرٍ وعِزٍّ ورفعةٍ لا مثيلَ لها.