التقارُبُ الإيراني السعوديّ.. وأفولُ ذرائع الحرب على اليمن.. بقلم / نايف حيدان*
كنتُ ولا زلت أردّد وأقولُ: إن الصين هي سيدة العالم مقارنة بأمريكا.
واليوم الصين تظهر كعملاق كبير بالسياسة والاقتصاد.. استطاعت أن تضرب ضربتها في المكان والوقت المناسبين..
أجل؛ فقد أصابت أمريكا بالدوار، وخلقت الذعرَ والهلوسةَ للصهاينة، وأضعفت سياسة القطب الواحد، وشكَّلت عاملًا قويًّا لتوازُنِ القطبَين، وأعادت ثقتَها للدول العربية.
بهذا الاتّفاق التاريخي والمهم، استطاعت الصين أن تشجّعَ السعوديّةَ على التمرُّدِ على أمريكا باتِّخاذ هذا القرار الجريء، وبتطبيع السعوديّة مع إيران نستطيع القولَ: إن التطبيعَ مع العدوّ الصهيوني قد بدأ يتآكَلُ، وإن مصيرَه الانحسارُ؛ لتصبحَ الكفَّةَ لصالح محور المقاومة؛ كون العدوِّ واحدًا مع كُـلّ الدول العربية والإسلامية، حتى وإن مدت يدها للتطبيع؛ فالمشكلة الفلسطينية قائمة وتعاليم الدين الحنيف وتوجيهات القرآن الكريم باقية..
باختصارٍ: كُلُّ ما دمّـرته السعوديّة بالمنطقة العربية والعالم الإسلامي بهذه الخطوات وهذه المستجدات يعتبر اعترافًا صريحًا واعتذارًا عن سياسات ماضية كانت كُـلّ خطواتها خاطئة..
وبالنسبة لليمن وتأثير هذا الاتّفاق على مجريات الأحداث، لا نستطيع التأكيدَ بأن هذا الاتّفاق سينتجُ عنه وقفَ العدوان ورفع الحصار ومعالجة أضرار الحرب؛ فالاتّفاق يخُصُّ دولتين: هما إيران والسعوديّة، ولكن تأثيرَه على المنطقة بشكل عام إيجابي؛ كون التقارُبِ يُبعِدُ الشكوكَ، ويزيل التآمراتِ، ويذيب جليدَ القطيعة، وبنفس الوقت يعرّي ويكشفُ الذريعةَ التي كانت تحاربُنا السعوديّة بها.
قرارُ وقف المعارك قد اتُّخِذ قبل هذا الاتّفاق، وما إعلان الهدن المتجددة والمتلاحقة إلا مقدمة لإنهاء المواجهات، وبالأخير يتوقف هذا القرار -أي إنهاء المواجهات بين اليمن ومرتزِقة السعوديّة- على جدية السعوديّة؛ لأَنَّ ذرائع العدوان على اليمن عديدة وكثيرة، بدأت باستعادة الجمهورية، وإنقاذ الشعب اليمني، وانتهت محاربة إيران في اليمن بالتوقيع على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وفتح صفحة جديدة.
موقفُ اليمن ثابت وواضح منذ بداية شن العدوان، موقف دفاع لا مهاجم؛ حرصًا على وحدة الأُمَّــة العربية والإسلامية وحقنًا للدماء.
* عضو مجلس الشورى