بين محاولات التشويش عليه واحتياجات المنطقة إليه.. الاتّفاق السعوديّ الإيراني كصفعة بوجه “الاستغلال”.. الموقفُ الوطني ثابتٌ تجاه تلاحم أبناء الأُمَّــة وحازمٌ بوجه تمييع المِلف اليمني.. كُـلُّ الحقائق فوق الطاولة
المسيرة: محمد يحيى السياني
تضاربتِ التحليلاتُ، وتباينت الآراءُ، وتتابعت وتوالتِ التعليقاتُ والبيانات، حول الحَدَثِ الأهمِّ الذي فاجأ المنطقةَ والعالَمَ، وهو إعلانُ الاتّفاق السعوديّ الإيراني في الصين، الجمعة، ١٠/٣ /٢٠٢٣م، باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإعادةِ فتحِ السفاراتِ في غضونِ شهرَينِ، وكذلك التعاون الأمني بينهما، وذلك عقبَ مباحثاتٍ برعايةٍ صينيةٍ في بكين، وهذا الاتّفاقُ الذي تم التوصُّلُ إليه سبقته مباحثاتٌ بين طهرانَ والرياضِ خلالَ عامَي 21-2022م في سلطنة عُمان والعراق، بحسب ما جاء في البيانِ الثلاثي.
يرى محللون أن الاتّفاقَ ينعكسُ على القضايا العربية العالقة منذ سنوات، أبرزُها العدوانُ على اليمن، ويرى آخرون: أنَّ “هذا الاتّفاق الذي يؤدي لعودة العلاقات الإيرانية السعوديّة سيمهّد لإنهاء العدوان والحصار على اليمن الذي تقود تحالفه السعوديّة منذ ثَمَانِي سَنَوَاتٍ”، كما يرون “أنه سينعكسُ على لبنانَ؛ لتحسين اقتصاده، والاتّفاق على رئيس للبلاد”، كما أنه سيؤدِّي في سوريا إلى تهدئةِ والتوصلِ لحلولٍ دبلوماسية، وهذه ما هي إلا تحليلاتٌ قد كشفت مَدَى ثبوتها من عدمه، مجرياتُ الأيّام الماضية، عقبَ الاتّفاق السعوديّ الإيراني، وما رافقها من تصريحاتٍ إيرانيةٍ نسفت كُـلَّ محاولاتِ الاستغلالِ لهذا الاتّفاق، فضلاً عن بنودِه المعلَنة التي لم تتطرَّقْ إلى مِلَفٍّ إقليمي سِوى استئناف العلاقات، وإحياء الاتّفاقيات الموقَّعة بين البلدَينِ منذ عقود، والتي توقَّفت مع بدء العدوان على اليمن.
قلقٌ أمريكي صهيوني:
هذا الاتّفاقُ -الذي تم وصفُه بالتاريخي- رحّبت به عقبَ إعلانه أغلبُ الدول العربية والإسلامية والقوى والحركات التحرّرية المقاومة في المنطقة وأغلب دول العالم؛ لما لهذا الاتّفاقِ من أهميّة في استقرارِ المنطقة والتهيئة لترتيب أوضاعها؛ حتى يتسنى الوصولُ لسلام شامل وعادلٍ يحفظ لبلدانها وشعوبها الحريةَ والاستقلالَ والأمنَ والاستقرارَ والرخاء وبناءَ علاقات تحفظ لبلدانها السيادةَ والاحترامَ المتبادَلَ وعدمَ التدخُّلِ في شؤونها الداخلية.
الاتّفاقُ السعوديُّ الإيراني المعلَنُ أثار قلقاً إسرائيلياً، عبّرت عنه التصريحاتُ التي أطلقها قادةُ الكيان، والتي كشفت عن امتعاضٍ وقلقٍ واضح؛ جَرَّاءَ هذا الاتّفاقِ المفاجِئ لهم، والذي قد يؤثّر على نجاحِ المخطّطات والسياسات الصهيونية التي سعت من خلالها إلى خلق هُوةٍ واسعةٍ للتبايُنات والصراعاتِ والفتن والحروب بين الدول الإسلامية، وحَرْفِ بُوصلة عِدائِها في اتّجاه بعضِها البعض (سُنة / شِيعة)، والتي مكّنت الكيانَ الصهيوني من التوسُّع والتغلغل في جسد الأُمَّــة وفي بلدانها، بدعم أمريكي غربي مطلَق، وبمساعدةٍ من بعض أنظمة التبعية والتطبيع المحسوبة على المنطقة العربية، والتي على رأسها الدولُ التي تتولى كِبَرَ العدوانِ على اليمن، وفي مقدمتها النظامُ السعوديّ، الذي يستغلُّ المكانةَ الدينيةَ لدى العالم الإسلامي؛ لوجودِ المقدسات الإسلامية داخلَ الرقعة الجغرافية التي يسيطرُ عليها هذا النظام، وفي نطاق حكمه، والتي أعطت السعوديّةَ مكانةَ الاعتلاء لقيادة العالم الإسلامي، وفقَ اعتباراتٍ متعدِّدةٍ مسانِدةٍ، أهمُّها تحالُفُها مع أمريكا وتماهيها مع سياستِها وتوجُّـهاتِها في المنطقة والعالم الإسلامي.
هذا القلقُ الإسرائيليُّ عَبَّرَ عنه بوضوح رئيسُ حكومة كيان العدوّ السابق، نفتالي بينيت، أظهر فيه المخاوفَ الحقيقية التي انتابت الكيان من أي تقارب أَو تفاهم أَو علاقة بين الدول الإسلامية قد تهدّد –إن نجحت- جهودَ إسرائيل ومخطّطاتها في المنطقة، التي تسعى من خلالها للسيطرة عليها، وإخضاع شعوبها، حَيثُ قال: “إِنَّ تجديدَ العلاقات بين إيران والسعوديّة يشكّل ضربةً قاضيةً لجهود بناء تحالف إقليمي ضد إيران”، كما عبّر الكثيرُ من قادة الكيان اللقيط بتصريحاتٍ تحملُ الكثيرَ من المخاوف والتحذيرات، التي قد تنعكسُ -إن نجح هذا الاتّفاق- على مستقبل دولة الكيان.
الأمريكيون بدورهم عبّروا عن موقفهم تجاه هذا الاتّفاق بلُغةٍ وعباراتٍ خبيثة ومصطلحاتٍ سياسية لا تخلو من المغالطات والكذب المعهود عليهم، خَاصَّة حول موقفهم تجاه العدوان والحصار في اليمن، حَيثُ قال المتحدثُ باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي: إن “السعوديّين أبلغوا واشنطن باتصالاتهم مع الإيرانيين، لكن لم يكن لأمريكا دورٌ في الاتّفاقية”، وحاول كيربي زرعَ المغالطات بزعمه أن: “ما يهم واشنطن هو إنهاءُ الحرب في اليمن، ووقفُ الهجمات على السعوديّة”، وهذه تصريحاتٌ تسعى لإرباك المشهد بشأن الاتّفاق السعوديّ الإيراني، وما يؤكّـد ذلك هو إصرار واشنطن على استمرار العدوان والحصار، وعرقلة كُـلّ جهود السلام، وآخرها زرع الأشواك أمام الوفود العُمانية التي زارت صنعاء مؤخّراً، من خلال إحاطات وبيانات مغلوطة تسعى لإعادة مسار إلى السلام إلى ما قبل نقطة الصفر.
وفي قول كيربي: “إنَّ أمريكا سترى إذَا ما كانت إيران ستفي بالتزاماتها تجاه الاتّفاقية” إلا أنه تناسى أن بلادَه هي من انقلبت على كُـلّ الاتّفاقات الموقَّعة في المنطقة، وآخرها الاتّفاق النووي، في حين حاول كيربي إرباكَ المشهد، من خلال إعادة عنوان التطبيع مع كيان العدوّ إلى الواجهة وربطِه بالاتّفاق السعوديّ الإيراني.
تساؤلاتٌ أجابتها الأحداث:
حقيقةً أن توقيعَ هذا الاتّفاق قد طرح الكثيرَ من التساؤلات التي لا تزالُ تبحَثُ عن إجاباتٍ منطقيةٍ، وتضعُ رؤًى واضحةً قبل أن يتجسَّدَ هذا الاتّفاق إلى واقعٍ عملي وتحَرّكٍ فعلي يترجم صدقَ النوايا، ويستشعر أهميّة مثل هكذا علاقات أمام ما يحاك لهذه الأُمَّــة من مخطّطات تآمرية ومشاريعَ تدميرية لا تستثني أحداً من قبل المَوْجَةِ الصهيوأمريكية.
هذه التساؤلاتُ التي يتم طرحُها اليوم هي: “هل تم هذا الاتّفاق بإرادَةٍ سعوديّة بمنأًى عن الإدارة الأمريكية؟ أم بدعم منها؟ وهل سيصمد هذا الاتّفاقُ، وتلتزم الأطراف بتنفيذه على الواقع؟ ومن هي الأطراف الخاسرة والرابحة؟ وما انعكاساته على اتّفاقيات التطبيع مع كيان العدوّ، ومِلَفَّي العدوان والحصار على اليمن؟ وهل يعكس الاتّفاق تراجعًا للهيمنة الأمريكية في المنطقة وتعزيز النفوذ الصيني؟”.
لكن المثيرَ للأمر في هذا الاتّفاق، ومن خلال الاطلاع على الكثير من ردود الأفعال والتصريحات الرسمية للدول والتحليلات التي كتبها وأطلقها المحللون والمختصون والمفكرون والسياسيون… إلخ، التي حملت بعضُها مواقفَ الترحيب والمباركة، وعبّر البعض الآخر عن المخاوف والقلق، وأظهر المخادعةَ والنفاقَ، كما هو في التصريحات الإسرائيلية والأمريكية، كما أظهرَ البعضُ عن حالة الصدمة والحرج الذي انتابهم كما هو حال خونة اليمن تجاه هذا الاتّفاق، والمخاوف التي انتابتهم حول مصيرهم ومستقبلهم بعد هذه التطورات التي طرأت على المشهد السياسي؛ فلم يعد أمامهم اليوم أي أفق واضح يحدّد مصيرَهم البائسَ ومستقبلهم الغامض، ولم تعد لهم مساحةٌ في إطلاق وترديد تُرهاتهم وهُراءاتهم ومسمياتهم الجَوفاء التي ظلوا يردِّدُونها على مَدَى ثَمَانِي سَنَوَاتٍ من العدوان والحصار على بلدهم، لا سيما أن الذريعتَين اللتينِ روَّجَ لهما المرتزِقةُ ورعاتُهم طيلةَ ثَمَانِي سَنَوَاتٍ كانتا: “شرعية هادي، ومحاربة النفوذ الإيراني في اليمن”، لكن مع هذه التغيرات ذابت كُـلُّ العناوين، وتلاشت كُـلّ المبرّرات الخادعة، حَيثُ قبل عام تقريبًا تم خلع هادي واليوم تمت إعادة العلاقات مع إيران؛ وبهذا نسف النظام السعوديّ كُـلّ العناوين التي كان يستثمرها هو ومرتزِقته طيلة سنوات العدوان والحصار.
كما أن هذا الاتّفاقَ، ومن خلال ردودِ الفعل الصهيوأمريكية، يؤكّـد أن أمريكا كانت حريصةً على إبقاء المنطقة داخل دائرة النار وإشعال الصراعات، لا إخمادها.
طهران توجِّـهُ صفعةً بوجه الاستغلال.. صنعاءُ ثابتةٌ وقرارتُها راسخة:
أَمَّا الموقفُ الوطني الرسمي والشعبي لبلدنا؛ فقد عبّر عنه وصرّح به رئيسُ الوفد الوطني، محمد عبدالسلام، بقوله معلقاً على هذا الاتّفاق: “إن المنطقةَ بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها”، كما أن التصريحاتِ الرسميةَ لبلدنا وتعليقات النُّخَبِ السياسية والثقافية والفكرية الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي كانت في أغلبها تعبّر عن الموقف المبدئي المتوافِقِ مع مبدئية ومواقفِ القيادة الثورية والسياسية، التي تتحلى بمنهجية قرآنية، وتحملُ هُــوِيَّةً إيمَـانيةً تعطي أهميّةً وأولويةً لسلام دول المنطقة والعالم على الحرب والصراعات التي يغذّيها ويؤجِّجُها أعداءُ الأُمَّــة، وتدعو للوَحدةِ على التمزُّق والتشرذم، وترجو الخيرَ والوئامَ لكل الدول والشعوب الإسلامية، كما أنه ومن خلال تلك التصريحات الرسمية المحسوبة على الصف الوطني لم يتغيّرْ أيُّ شيء في الموقف اليمني تجاه العدوانِ والحصار والقائمَينِ عليه.
وشعبُنا وبلدُنا اليوم -وفي ظل استمرار العدوان والحصار عليه من قبل التحالف السعوديّ الأمريكي، وأمام هذه المتغيرات السياسية- يعي مجريات الأحداث جيِّدًا، ولا يعوِّلُ على المستجدات إلَّا في إطار المساعي الجادة التي توقف العدوان والحصار عليه، وتفضي إلى استقلاله وحريته.
ومن الغباء والحماقة أن يحاولَ البعضُ ربطَ مصير شعبنا ورهنَ قراره السياسي بالخارج أَو بيد الآخرين، كما يظن البعض ويروج له الأمريكي والسعوديّ، ويحاول فرضه سياسيًّا والتضليل به إعلاميًّا؛ فالمتناقضات التي سار عليها تحالُفُ العدوان والحصار على اليمن على مدى ثَمَانِي سَنَوَاتٍ لا يمكن أن تمُرَّ هكذا، أَو تستمر إلى ما لا نهاية، إذ إنَّ المعادلات التي حقّقها شعبُنا وجيشُنا وقيادتُنا اليوم لا يمكنُ القفزُ عليها أَو تجاهلها، وقد تعززت اليوم بمتغيراتٍ عالمية ومستجدات إقليمية حملت معها مرادفاتٍ لكُـلّ معاني الصمود والتحدي والقضايا العادلة والمحقة، والتي تفسخت معها اليوم كُـلُّ التناقُضاتِ والادِّعاءات والفبركات التي كان يطلقها ساسةُ التحالف وأبواقهم الإعلامية وأدواتهم الرخيصة، حول التبعية لإيران وارتهان قرارنا السياسي لها، في حين أن الحقيقة يعرفُها تحالفُ العدوان جيِّدًا، ويعرفها الجميعُ، أن تربطنا علاقاتٌ ندية أخوية مع الجمهورية الإسلامية مبنيةٌ على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الداخلية لكليهما، وقد عبّرت عن هذا المبدأ الكثيرُ من المواقف والتصريحات التي أطلقها البلدان الشقيقان في المحطات السياسية التي تستوجبُ معها التوضيحُ، وقد قالتها طهران عدة مرات وبوضوح وآخرها، الثلاثاء الماضي، خلال زيارة قام بها المبعوثُ الأممي، غرودنبرغ، إلى طهران، كمحاولةٍ لتشويش المشهد، لكن الرد كان صاعقاً بتأكيد الخارجية الإيرانية التي ردت على المبعوث بقولها: “إن أردتم الحلَّ؛ فعليكم الذهاب إلى صنعاء؛ فالحل في صنعاء وليس في طهران، والقرار هو في صنعاء، ولا يحق لنا تبنِّي أية قرارات للدول والشعوب الشقيقة”؛ ليكون هذا الردُّ هو المسمارَ الأخيرَ في نعش الدعايات التي روّجت لها السعوديّةُ ومرتزِقتُها منذ ثَمَانِي سَنَوَاتٍ، وهناك تصريحاتٌ مماثلة قالها عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي على قناة الميادين: “أنصح النظام السعوديّ أَلَّا يبحَثَ عن السلام في أية عاصمة أُخرى غير صنعاء؛ لأَنَّ القرار في صنعاء، ويعلم هذا القاصي والداني”، ومع ذلك فَـإنَّ النظام السعوديّ اليوم قد أدرك بأنه لا يستطيعُ الاستمرارَ في الحرب على بلدنا، ويدرك أَيْـضاً أن ثَمَانِي سَنَوَاتٍ من عدوانه وحصاره قد كبّد بلده الخسائر الفادحة، وقضم من رصيده الإقليمي والعالمي، ومكانته الأخلاقية والسياسية، وراكمت فوق كاهله مِلفات مثخنة بالجرائم الإنسانية والبشعة التي ارتكبها ضد الشعب اليمني وشعوب المنطقة، والتي لن تسقُطَ في بلدنا بالتقادم والتسويات والالتفافات السياسية التي يحاول بها النظامُ السعوديّ أن يوهمَ نفسَه والهروبَ من مأزقه.
ورغمَ المحاولات الأمريكية الأممية للتشويش على المشهد، إلا أَنَّ الأيّامَ القادمةَ ستكشفُ عن مدى زيف الادِّعاءات التي يطلقُها السعوديّ والأمريكي تجاهَ عدوانه وحصاره على الشعب اليمني ومدى تأثير المشهد السياسي الدولي والمتغيرات على الساحة الإقليمية والدولية، من خلال هذا الاتّفاق والجدية التي يحملُها السعوديُّ والأمريكي، حول معالجة المِلفات التي تسبب بها عبر مراحلَ من الزمان، وكانت هي النتاج الطبيعي الذي يتجرعه النظام السعوديّ الذي طوّع نفسه للتبعية والارتهان لأمريكا ومآلات ما يصير إليه من ورطات ومآزِقَ كبيرة؛ فالنظامان السعوديّ والإماراتي عليهما اليوم أن يسعيا بجديةٍ في المرحلة المقبلة، وفي إطار المقاربة العقلانية التي تصب في مصلحة بلديهما، والتي تستدعي معها مراجعةَ الحسابات وفرزَ الحصاد المُر الذي جنياه؛ بفعل جرائمهما وعدوانهما وحصارهما للشعب اليمني، وتبنيهما تنفيذ أجندة أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا في اليمن.
كما أن على النظامين السعوديّ الإماراتي النظرَ إلى عواقب استمرارهما في العدوان والحصار، ومدى قدرة تحملهما للضربات القاصمة التي قد يوجِّهها الجيش اليمني إلى عُمقَي بلديهما الاستراتيجيين والحيويين، في حال نفاد صبر شعبنا وقيادتنا، وبلوغِ الحُجّـة مداها، حينها فقط ستجدُ السعوديّة والإمارات أن النصائحَ التي كان يسديها إليهم السيدُ القائدُ كانت صادقةً ومسؤوله، وأن طهران كانت جادةً عندما نصحتهم بالذهابِ إلى صنعاءَ لإيجاد حَـلٍّ لمأزقهم الكبير، حينها فقط سيدركون بأنها مجديةٌ لو تم التجاوُبُ معها، في المقابل سيدركون كم سيكونُ التعنُّتُ والتجاهُلُ والاستهتارُ مكلِفاً وفادِحاً، إن طال وقتُ المماطلة والمراوغة والقفز على كُـلّ الاستحقاقات المشروعة للشعب اليمني، والتي لا تقبَلُ المساومةَ ولا المقايضةَ بمِلَفَّاتٍ إقليمية، أَو ما شابهها.