الرئيسُ التنفيذي لمؤسّسة بُنيان محمد المداني في حوار لـ “المسيرة”: نسعى لتقديم أكثر من ٦٠٠ ألف وجبة رمضانية لأكثر من ٤٠ ألف أسرة في رمضان
المسيرة – حاوره: إبراهيم العنسي
إلى نص الحوار:
– مشروع الوجبة الرمضانية.. كيف سيكون هذا العام إذَا ما أكّـدنا على أن المستهدفين هم نفس عدد المستهدفين العام الماضي فيما هناك زيادة في تكلفة المشروع هذا العام؟
بحمد الله سبحانه وتعالى، تمكّنا هذا العام من إطلاق مشروع الوجبة الرمضانية للعام السابع على التوالي، من خلال تقديم 615 ألف وجبة رمضانية لعدد 41 ألف أسرة في أمانة العاصمة، وجزء من محافظة صنعاء خلال شهر رمضان المبارك 1444هـ.
تصل التكلفة التقديرية للمشروع هذا العام قرابة المليار ونصف المليار، فيما تتكون الوجبة من: (زبادي وخبز ودجاجة كاملة لكل أسرة)، وأريد التأكيد هنا على أن المشروع قد توسع خلال السنوات الماضية ليرتفع من قرابة 18 ألف أسرة إلى عدد 41 ألف أسرة، ويتميز هذا العام أن الدجاج سيقدم كُـلّ يومين لهذه الأسر بدلاً عن ثلاثة أَيَّـام كما في العام الماضي، بينما يقدم الزبادي وأرغفة الخبز بشكل يومي لكل الأسر.
– تكلفةُ المشروع هل تم جمعُها كاملة؟
الحمد لله تمكّنا إلى الآن من حشد قرابة نصف المبلغ من الهيئة العامة للزكاة وبعض المحسنين والجهات الحكومية، ونتحَرّك حَـاليًّا في حملة تحشيد؛ مِن أجل جمع بقية المبلغ.
– لماذا لم يكن هناك توسُّعٌ في عدد الأسر المستهدفة؟
في الحقيقة هناك احتياج، ودائماً تصلنا طلباتٍ من المستحقين، ونحاول جاهدين أن نحشد بشكل أكبر لهذا المشروع، وسنتوسع بقدر ما نحصل عليه من تمويلات من المحسنين.. وهنا أقدم دعوة لكل الخيِّرين بأن يشاركوا في هذا الخير من خلال حسابات المشروع التي ستكون في آخر هذا المقال إن شاء الله.
– ضمن برنامج إطعام.. كيف ستعمل المخابزُ الخيرية في رمضان؟
مشروع الأفران الخيرية يتكون من ثلاثة أفران آلية في الأمانة، وفرنين حجريين في عمران والمحويت.
ينتج هذا المشروع ويوزع الخبز بشكل يومي خلال أَيَّـام العام، بمعدل 410 آلاف رغيف يوميًّا، وفي رمضان يستمر في العمل، ويوزع الخبز من خلال 153 نقطة توزيع منتشرة في كُـلّ مديريات الأمانة وجزء من محافظة صنعاء.
يشارك في توزيع الخبز محسنين متطوعين من أبناء المناطق التي تتواجد فيها النقاط، ويتراوح عددهم بين 500 إلى ألف متطوع حسب الاحتياج.
– هل من جديد هذا العام فيما يخص مشاريع رمضان لدى مؤسّسة بنيان وداعميها؟
في هذا العام سيكون للمؤسّسة دورٌ أقوى بعون الله، وبالشراكة مع أمانة العاصمة وبقية الشركاء، سيكون لها دور في تفعيل الإحسان التنموي في المديريات وأحياءها وفي بقية مديريات اليمن، من خلال تحَرّك فرسان التنمية من أبناء المناطق للمشاركة في الأمسيات والفعاليات والمحاضرات الرمضانية، ودعوة الناس إلى التكافل والإحسان وتفعيل التعاون في المبادرات المجتمعية، والتهيئة للمراكز الصيفية، كما سيتم التركيز على تنفيذ موجهات السيد القائد في مجال الحواجز والتشجير والمبادرات بأنواعها بعون الله.
– هل تتم المراجعة والتدقيقُ حول الأسر الفقيرة المستحقة للدعم؟
يوجد فريقٌ إداري وفريقٌ ميداني يدير العمل، وتوجد غرفةُ عمليات تتلقى الشكاوى من المستفيدين ومن غيرهم، كما أن العمل يتم بالشراكة الكاملة مع أمانة العاصمة ومدراء المديريات والجهات المساندة لهم، ولدينا قاعدة بيانات إلكترونية كاملة للمستفيدين، وَمن خلال ما ذكر سابقًا يتم التحقّق باستمرار من المستفيدين، ويتم تغيير من لم يعد محتاجاً واستبداله بمستحقين بالتنسيق مع السلطات المحلية والإشرافية.
– ما حجمُ وشكل الدعم الذي تقدمه المؤسّسات والجهات الحكومية كالزكاة والأوقاف وغيرها من الجهات الداعمة للمشاريع الرمضانية تفصيلاً؟
الهيئة العامة للزكاة شريكٌ أَسَاسي هذا العام والأعوام السابقة، وهي تقدم قرابة ثلث التكلفة التقديرية للمشروع لهذا العام والأعوام الماضية، ولدينا مع الزكاة مشاريع مشتركة أُخرى نتعاون ونتشارك في تنفيذها.
بالنسبة للهيئة العامة للأوقاف هناك تعاوُنٌ وشراكةٌ تزدادُ تدريجيًّا، وآخر عمل مشترك بيننا كان في مجال مبادرة “وأن طهّرا بيتي” الخَاصَّة بتنظيف المساجد في كُـلّ اليمن، ونطمحُ أن يكونوا شركاءَ في الوجبة الرمضانية والأفران الخيرية، كما أن هناك جهاتٍ حكوميةً تشارك معنا، حسب قدرتها، مثل: مؤسّسات وزارة الاتصالات وبالذات يمن موبايل وعدد من الشركات الحكومية مثل مصنع أسمنت عمران وشركة كمران، إضافة لبعض التجار الخيرين وشركات القطاع الخاص، وهناك مجال واسع لأبناء المجتمع للمشاركة عبر إرسال رسالة “إطعام” على الرقم 5076 وعبر حساباتنا البنكية والبريد.
– التوجّـه نحو توفير متطلبات المشاريع الرمضانية من السوق المحلية.. ما حجم الاعتماد على المنتج المحلي اليوم؟ ومدى استفادة المجتمع المحلي من هذا؟
نقوم بتشجيع المنتج المحلي في هذا المشروع من خلال ما يلي:
استخدام الطحين المركب المكون من قمح مستورد وذرة محلية، كما يتم شراء الدجاج كاملاً من منتجات المزارع اليمنية، ويتم شراء الزبادي من منتجات المصانع اليمنية، كما يتم شراء كُـلّ ما نستطيع جمعه من الحقين المنتج عبر الأسر المنتجة ومعاملها الصغيرة.
– ما حجمُ الفريق العامل لإنجاز مشروع الإفطار لهذا العام وما طبيعة عمل هذا الفريق الكبير وكيف يدير عمله الخيري؟
يتكوَّنُ فريقُ العمل من ثلاثِ فرق فرعية، فريق للإنتاج ويهتم بتشغيل الأفران، وفريق خاص بالتوزيع إلى نقاط التوزيع التي تصل إلى 153 نقطة، وفريق متطوع يساند الفريقين السابقين، ويعمل على توزيع الخبز والوجبات من النقاط إلى المنازل للأسر التي لا تستطيع أن تحضر، كما أن هناك فريقاً إدارياً مركزياً داخلَ المؤسّسة يعمل على رصد ومتابعة الإنتاج والتوزيع وإدارة قاعدة بيانات المستفيدين وتحديثها، ويصل الفريق الإداري والميداني والمتطوعين إلى قرابة الألف شخص.
– ٤١ ألف أسرة رقمٌ كبير.. كيف تقومون بتغطية وجبة إفطار هذا العدد الكبير.. ألا يكون هناك شيء من القصور في توفير وجبة الإفطار لهذا العدد الهائل بوقت واحد؟
نستطيعُ التغلُّبُ على التحديات، من خلال تعاون الجميع في السلطة المحلية بأمانة العاصمة والمديريات، وكذلك بمساعدة المشرفين والعقال والمتطوعين، كما أن هناك تعاوناً حتى من الشركاء والموردين؛ فالكلُّ يعمل بروحية رائعة؛ بسَببِ نوعية هذا العمل الخيري، وعند وجود أي قصور يتم التنبه له من خلال رقم الشكاوى ومن خلال التواصل مع الشركاء في الميدان، ويقوم الجميع ببذل قصارى جهدهم لحل مثل تلك الإشكاليات.
– ماذا عن الزيادة في عددِ أفراد الأسرة الواحدة من عامٍ لآخر.. هل تتم مراعاةُ هذا عند توزيع الوجبات كوجود مواليد جدد مثلاً؟
في الحقيقة وفي رؤيتنا التنموية نحن لا نفضّل التوسعَ في الإغاثة بشكلٍ مُستمرّ، بل نطمح أن نمكِّنَ الأسر لتصبحَ منتجةً، لكن من الواضح أن للعدوان والحصار تأثيراً كبيراً على معيشة الناس، وهذا يدفعنا لمحاولة توسعة المشروع بحسب نمو الأسر.
لدينا قدرةٌ على زيادة إنتاجية الأفران بمقدار 30 % عندما تتوفر المواد الأَسَاسية، ونتوسع أحياناً في رمضان عند توفر تلك المواد، ونحن جاهزون بعون الله وتوفيقه للتوسع إذَا ما توفرت المساهمات الحكومية والمجتمعية؛ بسَببِ قدرتنا التشغيلية العالية وخبرتنا السابقة ووجود بناء مؤسّسي قوي لهذا المشروع وبقية مشاريع برنامج إطعام.
– أخيراً، هناك تشبيكٌ واسعٌ لعمل بنيان الخيري والتنموي يمكّنها من التوسع في هذه الجوانب، هل هذا يخلق فرصًا أكبرَ للإنجاز التنموي والخيري؟
المؤسّسةُ تعملُ في المجالين الإغاثي والتنموي، وبرنامج إطعام بمشاريعه الثلاثة يُعتبر جزءًا من العمل الإغاثي للمؤسّسة، والمؤسّسة في المجال التنموي تعمل في المجالات الاجتماعية مثل توفير الخدمات بمشاركة مجتمعية واسعة من الجمعيات وفرسانها التنمويين، كما تعمل في المجالات الاقتصادية مثل الزراعة والصيد والتصنيع من خلال تقديم خدمات الإرشاد والتدريب والإقراض والتسويق والجوانب الإبداعية، وبواسطة العمل مع عدد كبير من الشركاء مثل اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الإدارة المحلية ووزارة الزراعة والري ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وعدد من الصناديق الحكومية من أهمها: صندوق النشء والشباب، وصندوق المعاقين، وعدد آخر من الشركاء: الحكوميين والمجتمعيين والقطاع الخاص، ومؤخّراً هناك شراكةٌ قوية مع وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة بوزارة المالية، الكُلُّ يعملُ بروحية عالية من العطاء والتعاون، وشراكة مالية ومادية وبشرية؛ مِن أجل الوصول إلى خدمات مناسبة للناس واكتفاء ذاتي في الغذاء والدواء والملبس.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفِّقَنا جميعاً، ونشكُرُ لكم إتاحةَ هذه الفرصة للتحدث عن هذا المشروع الخيري السنوي.