إعادةُ العلاقة مع إيران ليس الحل الكامل..بقلم/ مرتضى الجرموزي
باتّفاقية إعادة العلاقات مع إيران، هل عاد النظام السعوديّ إلى عقله وبدأ يستشعر خطورة ارتهانه للبيت الأبيض وتل أبيب؟ وهل بات يمتلك القرار أم أنها مجازفة قد تهوي به في دهاليز الأمريكان والصهاينة غضباً؟.
لا نصدّق جديّة وصدق نوايا النظام السعوديّ بإعادة العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية، في الوقت الذي تتحدث مصادر إعلامية واستخبارية بزيارات متبادلة يجريها صهاينة وسعوديّون ما بين الرياض وتل أبيب خلف الأضواء؛ تمهيداً لإعلان تطبيع العلاقات بين الكيانين اللذين أحدثا فجوةً كبيرةً بين شعوب وأنظمة المنطقة.
فكيف يُصدَّقُ بذلك وهو ما يزال تابعاً ومتولياً للبيت الأبيض ومنفتحاً مع الصهاينة ويطمع إلى تحسين العلاقات معهم أسوة بنظيره الإماراتي.
الأيام القادمة حبلى بمدى جدية ومصداقية وحسن نوايا النظام السعوديّ بهذا الخصوص وهي الكفيلة بتوضيح الصورة وكشف الحقيقة من هذا الاتّفاق، الذي جاء بعد مشاورات وحوارات مباشرة وغير مباشرة حتى أفضى إلى اتّفاقية إعادة العلاقة مع إيران.
ونحن من هنا نتطلع إلى اتّفاق ينهي الصراعات في المنطقة، والتي تغذيها أمريكا وإسرائيل عبر أدواتهم في السعوديّة والإمارات وبعض البلدان العربية، ونسأل الله أن ينجح الاتّفاق وتتحسَّنَ العلاقاتُ بين السعوديّة وإيران وكل بلدان وشعوب المنطقة، بعيدًا عن المماحكات والتدخلات الأمريكية والإسرائيلية في الشأن العربي والمسلم.
أمّا إذَا افترضنا أن نوايا النظام السعوديّ من تجديد وإعادة العلاقات مع إيران ذات دوافع تحشر فيه إيران في الشأن اليمني، فهذا لا يمكن ولن يتأتّى؛ فاليمن هو من يمتلك القرار، وإن كانت علاقتنا بجمهورية إيران الإسلامية جيدة، فليس معناه أن نسلم لهم القرار في الحرب أَو السلم فهذا غير وارد.
وإن أرادت السعوديّة إنهاء الحرب فهي تعرف أبواب صنعاء، فبأماكنها الذهاب إلى صنعاء معتذرة منفذة للشروط المعلنة مسبقًا من قبل الوفد الوطني المفاوض.
لأن صنعاء الجمهورية اليمنية هي من تمتلك القرار وهي تُملي الشروط وتضع الخيارات، وإن أرادتها السعوديّة سلماً نحن لها، وإن أرادتها مراوغةً وتنصُّلًا عن الحق اليمني فقد تذوّقت من سموم الحرب والدفاع اليمني المقدس شيئاً ما، ولن يكون القادمُ إلّا أشدَّ بأسًا وأقوى تنكيلاً، ولهم الخِيَرَةُ في أمرهم: حرباً أَو سلماً، ولن يجدوا شعبَ ومجاهدي اليمن والقيادة الثورية والرئاسية إلّا حَيثُ يريدون، وننصحُهم بسرعةِ إيقاف الحرب ورفع الحصار وفتح الموانئ والمطارات وصرف مرتبات الموظفين، ما لم فلينتظروا الطامة الكبرى عليهم.