نوايا الأمريكي في مواصلة العدوان والحصار..بقلم/ فضل فارس
ما يجري الآن في الوضع الحالي من حشدٍ مُستمرّ وتجنيد متواصل للمرتزِقة في المحافظات الجنوبية، يُظهر بجلاء نوايا قوى العدوان في استمرار عدوانهم، وما تلك الزيارات واللقاءات المكثّـفة من قبل السفير الأمريكي (ستيفن فاجن) وقيادات عسكرية أمريكية للمحافظات المحتلّة وخُصُوصاً حضرموت والمهرة، إلا خير شاهد على نوايا تلك القوى الاستعمارية في مواصلة عدوانهم وحصارهم، وهذا يأتي في إطار مسار التصعيد العدواني الذي تتبناه أمريكا في هذه الفترة لإعاقة جهود السلام التي تسعى إليها الأطراف.
ويأتي هذا التحَرّك في سياق توسيع النفوذ العسكري للقوات الأمريكية في السواحل والمياه الإقليمية اليمنية، ساعين بذلك لتنفيذ خُططهم الاستعمارية المتركزة على نهب الثروات والسيطرة على المواقع المهمة والحساسة في المناطق المحتلّة، وهذا بلا شك يجعل الأمريكي -بتحَرّكاته الاستفزازية تلك- يقطع الطريق أمام أي حلول قد تخرج بها المفاوضات القائمة، وتخفف من معاناة أبناء الشعب، على الرغم من أن النوايا الأمريكية والسعوديّة وحسب ما يُفهم من تحَرّكاتهم وسياساتهم الأخيرة في جنوب البلاد تكمن في رغبتهم الشيطانية في أن يبقى اليمن ساحة صراعات وأزمات دائمة، وحروب داخلية متواصلة، ولهم في كُـلّ ذلك مآرب ونوايا خبيثة، لا تخدم إلا مصالحهم الخَاصَّة، بالإضافة إلى وجود مخاوف كبيرة تنتابهم في حالة حصل العكس من ذلك، ومنها على سبيل المثال ما نُشر في بعض الصحف العبرية على ألسنة بعض الكُتاب الصهاينة: “من أن الحل القطعي وانتهاء الحرب بالكامل في اليمن مع رفع الحصار، يجعلهم يتركون الساحة كاملة لأنصار الله الذين يشكلون خطراً حقيقيًّا على إسرائيل، وكذلك يلعبون دوراً هاماً في محور المقاومة”.
وفي هذه المرحلة -وكسابق عهد الأمريكي في اختلاق الذرائع والمبرّرات- تأتي تلك التحَرّكات الأمريكية، هذه المرة بحلة ليست بالجديدة على شعبنا الواعي، إنها كما اعتاد البعض سماعها بـ (تأمين الملاحة البحرية وضبط أسلحة مهربة).
وهم بالتأكيد مفضوحون في هذا، كما فُضحوا في غيره من قبل، ويظهر للجميع أن تلك المساعي واللقاءات المكثّـفة والصراع القائم والاختلاف الملحوظ بين الأدوات في المحافظات الجنوبية المحتلّة فقط ذرائع وخطط مدروسة مبيَّتة، وببساطة يمكن حتى لأصحاب الفهم السطحي والبسيط -من خلال الاطلاع والمتابعة- أن يعرف مدى خبث الأعداء في تقمص الدور المسرحي بوجهين في هذه المرحلة.
وما إصرار دول العدوان جميعها على إغلاق الأجواء اليمنية -وخُصُوصاً في هذه الفترة التي تسعى الأطراف للتفاوض والوصول إلى حل- إلا معبِّرٌ عن نياتهم المبيَّتة في استمرار فرض الحصار والحرب على الشعب اليمني.
ولأن الله غالب على أمره، ولثقتنا المطلقة بنصره وتأييده؛ فَـإنَّ مكرَهم سيبورُ أمام الوعي المجتمعي الموجود في الساحة اليمنية ككل، وبالتأكيد؛ ولأن ذلك بات مكشوفاً فَـإنَّ الشعب كعادته سيلتف حول قيادته القرآنية، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.