التقارُبُ السعوديّ الإيراني وتأثيرُه على صنعاء..بقلم/ عبدالواحد الشرفي*

 

يحاول بعض المحللين السياسيين في العديد من القنوات الفضائية الإخبارية ربط قضية العدوان على اليمن وَإيقاف الحرب عليه بمسار التحسن الطارئ في العلاقات بين العربية السعوديّة وجمهورية إيران الإسلامية، وعودة تلك العلاقات إلى سياقها الطبيعي في غضون شهرين بحسب اتّفاقات البلدين بهذا الشأن، والذي فاجأ الجميع بما فيهم الجانب الأمريكي، متناسين أن قضية الشعب اليمني والعدوان عليه ليست له أية علاقة بالصراع السعوديّ الإيراني إن جاز تسميته بهذا المسمى.

العدوان على اليمن استهدف بالمقام الأول استقلالية وطننا الحبيب وحريته وكرامته، وخروجه من كنف الهيمنة الأمريكية والوصاية السعوديّة التي استمرت لعقود انتهت بعد ثورة 21 سبتمبر الخالدة، التي خلّصت الوطن من طغيان الهيمنة والوصاية الأجنبية التي تسببت في تخلفه، وقضت على مقومات نهوضه وتطوره، وسلبت حريته وعزته وكرامته، وأثناء العدوان عليه حاولت تلك الشخصيات السياسية والإعلامية المأجورة أن تقلل من التحول الإيجابي في تاريخ اليمن السياسي المعاصر، وتحريره من الهيمنة الخارجية، بالترويج مرة أُخرى لأكاذيبهم الإعلامية بارتباط القضية اليمنية بالأجندات السياسية الإيرانية، بالرغم من تأكيدات السياسيين اليمنيين باستقلالية القرار السياسي اليمني، وَأَيْـضاً تصريحات المسؤولين الإيرانيين بأن اليمنيين هم أصحاب القرار في شؤونهم، وأن إيران لا تفاوض عن الآخرين.

وتحاول بذلك قوى العدوان ومن يسير في فلكهم الالتفاف على القضايا العادلة للشعب اليمني، وما تعرض له من عدوان استمر لأكثر من ثَمَانِي سَنَوَاتٍ، استهدف كُـلّ مقدرات وإمْكَانيات الوطن وبنيته الخدمية، ومحاولة التنصل عن مسؤولية قوى العدوان عن تلك الجرائم بحق الشعب اليمني، واستحقاقات ما بعد إيقاف الحرب من إعادة الإعمار والتعويضات..

وتؤكّـد صنعاء مجدّدًا عبر تصريحات قادتها، أن المدخل الرئيسي للسلام هو في إيقاف العدوان والحصار ورحيل قوى الاحتلال الأمريكي والصهيوني والسعوديّ والإماراتي من الأراضي اليمنية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

* عضو مجلس الشورى

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com