حصارُ مطار صنعاء تاريخٌ أسودُ للأمم المتحدة..بقلم/ منصور البكالي

 

لماذا يمعن تحالف العدوان في فرض الحصار على مطار صنعاء الدولي، وتحويله إلى مطار تابع لخدمة ما يسمى “بمنظمة الأمم المتحدة” ذات الأدوار المشبوهة منذ 8 سنوات؟ وكم عدد الرحلات التي تنطلق منه في اليوم الواحد لخدمة الشعب اليمني الذي هو بالملايين، مقابل عدد الرحلات التي تنطلق لخدمة موظفي المنظمات التابعة لها؟ وما هي الأعمال والمشاريع الإنسانية التي تنفذها تلك المنظمات وتتطلب لكل هذه الرحلات اليومية، فيما آلاف المرضى والدارسين ورجال المال والأعمال اليمنيين لا يستجاب لهم، ولا يحتاجون في نظر الأمم المتحدة وقوى العدوان لمئات الرحلات اليومية، كما هو في كُـلّ دول العالم، وفي الدول التي تعاني من الحروب والغزو الخارجي أيضاً؟ وهل يُعقل أن عشرات الموظفين يحتاجون لذلك العدد من الرحلات اليومية، فيما ملايينُ من أبناء الشعب لا يساوون ذلك العدد وعشرات أضاعفه من الرحلات؟

وما مستوى الرقابة على رحلات الأمم المتحدة من قبل الجهات المختصة في صنعاء؟ وما حجم وأثر الفائدة لمشاريعها المنفذة؟ وهل سيتغير تعامل الجهات المسؤولة مع مسؤولي الأمم المتحدة ومنظماتها؟ وما هي الضوابط والمعايير المعتمدة من قبل إدارة المطار على موظفي وسماسرة المنظمات، لقبول رحلاتهم اليومية وعددها وأسبابها ودوافعها؟ وهل يوجد لدى إدارة المطار تحليل أمني وإداري يضبط عدد هذه الرحلات؟ أم أن العدوان ومعه الأمم المتحدة استطاعوا اليوم نزع السيادة الوطنية لصنعاء على مطارها، وباتوا هم من يتحكمون به ويديرونه حسب أهوائهم وأجندتهم ومخطّطاتهم! يا للعجب كم هو حجم الازدواجية في المعايير، وكيف يتعامل العالم الأصم والأخرس والمنظمات الدولية مع هذا الشعب، الذي يموت أطفاله ومرضاه كُـلّ دقيقة وكل ساعة؛ بسَببِ الحصار المفروض عليه!

كلّ هذه الأسئلة وأكثر تتطلب اليوم إجابات صادقة ومنصفة، وإعادة قراءة وتصحيح للمفاهيم والمعايير ومراجعة سريعة من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ودول العدوان ومن مختلف الأطراف المعنية، بالدرجة الأولى، كما هي بالدرجة الثانية مظلومية تتطلب من صنعاء وقيادتها السياسية والثورية مراجعة خططها وبرامجها خلال المرحلة الراهنة، وتغييرها بالشكل الذي يكفل لشعبنا اليمني كامل حقوقه الإنسانية والسيادية، ويوقف دول العدوان والأمم المتحدة عند حدهم، وإن تطلب الأمر اتِّخاذ قرارات عسكرية وأمنية وسياسية ودبلوماسية وإدارية أكثر جرأةً، وأشد صرامة، وإعادة التفعيل للخيارات الاستراتيجية مهما كان ثمنها.

استمرار حصار مطار صنعاء الدولي مظلومية لن تنتهيَ دواعيها بحق أبناء الشعب اليمني، وتاريخ أسود تكتبه الأمم المتحدة بحبر الدم اليمني المسفوك ظلماً وعدواناً وغطرسةً منذ 8 أعوام، بيد دول العدوان الأمريكي السعوديّ، ومأساة إنسانية، لا مثيلَ لها في التاريخ، وظلم لا أشد منه ظلم في العالم، وانتهاك صارخ لكل المواثيق والمعاهدات والاتّفاقيات الدولية، والقيم الإنسانية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com