اليمنُ في ذكرى الصمود الثامنة.. فشلُ المخطّطات الأمريكية..بقلم/ محمد علي الحريشي

 

العدوان تم التخطيط والإعداد له من داخل مكاتب وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون».

الهدف الرئيسي من العدوان هو السيطرة على اليمن في إطار مخطّطاتها لخلق شرق أوسط جديد.

المحور الأمريكي الأطلسي باشر وضع خطط السيطرة على العالم عقب انهيار المنظومة الاشتراكية.

خطط أمريكا لشن الحروب على العالم الإسلامي بدءاً من أفغانستان ثم العراق وليبيا وسوريا واليمن.

هي مسلسلات ومسرحيات أمريكية وعناوين خادعة تحت مسمى مكافحة الإرهاب، وتحت مسميات حماية الديمقراطية وحقوق الإنسان، والقضاء على الأنظمة الديكتاتورية، كما حدث للعراق وليبيا، وَتحت مسمى عودة الشرعية ومواجهة النفوذ الإيراني كما حدث لليمن، كلها عناوين خادعة.

تدخلت أمريكا بشكل مباشر في اليمن قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م؛ لفرض أجندتها وتنفيذ أطماعها بطرق ناعمة، تدخلت في مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد في صنعاء عام 2013م، الذي انعقد بين القوى السياسية اليمنية.

في الأيّام الأخيرة من مؤتمر الحوار اتضح التدخل الأمريكي في جانبين من جوانب مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، هما كتابة نصوص مسودة الدستور الجديد، والتقسيم الإداري لليمن (نظام الأقاليم).

أدرك مكون أنصار الله داخل مؤتمر الحوار وبعض المندوبين المؤامرات التي تحاك ضد اليمن من خلال مؤتمر الحوار، رفض مكون أنصار الله والقوى الوطنية الشريفة مسودة الدستور الجديد، التي تمت صياغته في أبو ظبي بوجود ضباط الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، كما تم رفض مسودة التقسيم الإداري لليمن الذي تم صياغته خارج مؤتمر الحوار الوطني.

هنا أدركت أمريكا أن مشروع تقسيمها لليمن إلى ست دويلات مناطقية ومذهبية، وفرض دستور يمني جديد تنتزع من اليمن مظاهر السيادة والاستقلال، هنا لجأت أمريكا إلى الخطة (ب) بعد فشل الخطة (أ).

وجدت أمريكا ضالتها في عبدربه منصور هادي، الذي أصبح رجلها وعميلها الأول، الذي كان يسير أمور الدولة وفق توجيهات السفير الأمريكي.

الخطة الأمريكية الجديدة (ب) للسيطرة على اليمن تقتضي شن الحرب ودخول الجيوش الأمريكية والمتحالفة معها إلى اليمن، وهي تكرار لما حدث في العراق، وفرض حاكم عسكري أمريكي على صنعاء مثل برايمر في بغداد مهمته القضاء على الجيش اليمني، ونزع سلاحه وتنفيذ مخطّط اغتيالات يطال الكوادر اليمنية، ونشر الفوضى والاقتتال بين اليمنيين، وتقسيم اليمن على أسس مناطقية ومذهبية وحزبية.

بدأت أمريكا بتنفيذ مخطّطها الجديد بعد إعلان الخائن عبد ربه منصور هادي تقديم استقالته، الهدف التكتيكي الأمريكي من استقالة عميلها هادي خلط الأوراق، وخلق مزيد من الخلافات الداخلية ونشر الفوضى.

أمريكا طورت نسخة المخطّط العملياتي الذي طبق على العراق، ففي العراق سميت العملية العسكرية (عاصفة الصحراء)، وفي اليمن سموها (عاصفة الحزم)، نفس المخطّط والسيناريو في بداية العدوان، نشرت الدعايات الإعلامية الأمريكية أن المسمى العملياتي (عاصفة الحزم) هو مسمى سعوديّ نسبوه للملك عبد العزيز (الحزم ثم العزم) كلها مسميات خادعة وألاعيب أمريكية.

لقد فات جنرالات الجيش الأمريكي نقطة هامة عند وضعهم مخطّطات العدوان على اليمن، النقطة التي لم يحسب لها المخطّطون الأمريكيون حساباً، هي نفسيات الشعب اليمني وروح الاعتزاز والشجاعة التي ميزت اليمن على مر التاريخ، النفسية اليمنية هي التي حمت اليمن من أطماع الغزاة والمستعمرين.

النفسية اليمنية التي أضفت عليها مدرسة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- قوة وصلابة وربت فيها الروح الجهادية والثقة بالله والتوكل عليه، هي التي وقفت حجر عثرة أمام المخطّطات الأمريكية.

لا نستهين بهول المخطّطات الأمريكية التي وجهتها ضد اليمن، إذ كانت مخطّطات إجرامية ضخمة، لكن الله سبحانه وتعالى ألهم القيادة الثورية والشعب والجيش واللجان الشعبيّة اليمنية الوقوف بثبات أمام أعتى قوة شهدتها الأرض، هل ما تم إنزاله من قنابل محرمة دوليًّا على العاصمة صنعاء أمراً سهلاً؟ كُـلّ التوقعات العسكرية الأمريكية كانت تترقب انهياراً سريعاً للجبهة الداخلية لكن ذلك لم يحدث.

أصبح لليمن قوتان، هما قوة النفس والروح اليمانية، وقوة السلاح الصاروخي والطيران المسيَّر.

انهزمت أمريكا في اليمن وانهزم الجيل الخامس من الحروب التي فاخرت بها بأنها القوة التي لا تهزم.

اليمن هو الذي قهر فخر الصناعات العسكرية الأمريكية، قهر دبابات الإبرامز بالولاعة وعطل مفعولها في ميدان المعركة، قهر أُسطورة الدفاع الجوي الأمريكي (الباتريوت وثاد) وعطل مفعولهما وسبب لهما البوار والخسارة، اليمن قهر أحدث وسائل التجسس الأمريكي من الأقمار الصناعية وطيران التجسس، لم تستطع كُـلّ تلك التكنولوجيا رصد تقدم المجاهدين في مختلف الجبهات.

أمريكا هُزمت في اليمن، وحلفها العدواني انهار وتبعثر أشلاء ممزقة، السعوديّة اليوم في موقع ضعف.

فَلنرفع رؤوسنا عالية على ما أنعم الله به علينا من نعمة النصر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com