ثمانيةُ أعوام من الفشل..بقلم/ فضل فارس
في حربٍ عدوانية عالمية امتدت -وما زالت- ثمانية أعوام، تَأَلَّبَ فيها كُـلّ قوى النفاق الداخلية، وقوى والاستكبار العربية والغربية، في حرب وحشية ظالمة وغير متكافئة القوى والعتاد.
إنها حرب سعت فيها تلك القوى بكل ما تملك من إمْكَانيات لإنهاء وتدمير الإنسان اليمني، ليس فيما يملك من بنية تحتية فقط، بل كانت العملية مدروسة وبدقة في تدميره ثقافيًّا واجتماعياً وسياسيًّا واقتصاديًّا، ليشمل ذلك كُـلّ مناحي الحياة، وقد عمل على تحقيق ذلك بشتى السبل، ومختلف الوسائل، كان نتاجها القتل والتدمير.
حتى أن من لم يمت بآلات ومعدات الحرب الوحشية، مات بالحصار الجائر والمميت والتضييق الخانق عليه.
وعلى الرغم من عدوانهم الوحشي فقد مرت تلك السنوات على أبناء شعبنا وهم على درجةٍ عالية من الصبر والعطاء والتضحية والألفة والتراحم والتماسك الشعبي والقبلي، التي راهنت تلك القوى عليها، في الوقت الذي تحالف فيه العدوّ مع الشيطان وأحزابه بغية احتلال واستعمار هذا الشعب، ونهب ثرواته، والوصاية الكاملة عليه، وقد باءت تلك المحاولات جميعاً بالفشل، وتبخرت أحلامهم، أمام ثبات اليماني عبر تاريخه الأصيل والحافل بالجهاد وطرد المستعمرين، لكنهم لم يستفيدوا من ذلك؛ فكان عاقبة أمرهم نكراً.
وبهذه المناسبة المؤلمة على أبناء الشعب اليمني، والتي ذبحت فيها الطفولة من الوريد إلى الوريد، وعلى مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، من يدعي بأنه يرعى حقوق الإنسان، فَـإنَّنا ننتهزها فرصة لنبعث رسالة نارية إلى قوى الاستكبار والتسلط والاحتلال أن ما بعد الثمانية الأعوام، ليس كما قبلها -والعدوّ يعي تماماً ما معنى قبلها- إنها وبتأييد الله ونصره ستقابل بثمانية أَيَّـام حسوماً، لا تكون فيها قوى الاستكبار إلا صرعى، وما ذلك على الله ببعيد.
وبعد كُـلّ تلك المحاولات -وعلى رأسها العسكرية- إن فكرت تلك القوى في مواصلة عدوانها فَـإنَّها سوف تلقى ضربات موجعة ومنكلة، لم تكن تتوقعها، ولم تكن لها في الحسبان، وأن عليها -وقبل فوات الأوان- أن تتوقف عن الانتهاكات والتحَرّكات الاستعمارية في البلاد، فضلاً عن فك الحصار الظالم والجائر بحق هذا الشعب ومقدراته، والخضوع الفعلي لدواعي السلام، والاستفادة من فشل مراهناتهم السابقة، وألا ينجروا نحو أوهامهم في الاستعمار ومواصلة العدوان، حينها لا ينفع الندم، ولات حين مناص.