لأنه ليس كغيره..بقلم/ هنادي محمد
قائدٌ ربانيٌّ وعَلَمٌ من أعلام الهدى، يحرِصُ في شهر رمضان المبارك من كُـلّ عام على أن يقدّمَ لشعبهِ وأمتهِ من معين ما علّمهُ وفهّمه الله من هدى كتابه العظيم، يعطيهم جرعاتٍ إيمانيةً قرآنيةً يوميّة، هدفُها الأَسَاسُ توثيقُ الصلة بالله، من خلال تعزيز حالة التقوى التي جعلها اللهُ الغايةَ الكبرى من وراء الصيام.
في وقت ينشغل من يعتبرون أنفسهم في مواقع مسؤولية وزعامة وقيادة بأمورٍ بعيدة عَمَّا يجب أن يقدّموْه من مواقعهم تلك، يجسّد السيدُ القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله ويرعاه- المعنى الحقيقيَّ لمفهوم المسؤولية والقيادة من جانبَيها الإيماني والإنسانيّ؛ فكانت مسألةُ هداية الأُمَّــة من أولوياته التي لم يسمحْ بأن تؤجَّلَ، بالرغم مما لديه من الأعمال والمهام؛ ما تجعلُه معفيًّا عن تقديمها وما ترخّص له الاعتذارُ؛ ولكن (لأَنَّه ليس كغيره) يأبى إلا أن يعتليَ منبرَه ويدلي بتذكرته وبيانه وتبيانه.
من يستمعْ للمحاضرات الرمضانية بوعي سيدركْ بأن ثمراتها كفيلةٌ بإصلاح الواقع النفسي والإيماني والعملي والجهادي والحياتي بشكلٍ عام، ولن يجني ثمرتَها كُـلُّ سامعٍ، بل كُـلُّ عاملٍ بما جاء فيها من منطلق الحرص على أن يهتديَ ويستقيم، ومن شعوره العميقِ بحالة التقصير التي تدفعُه للانتفاع للتذكّر والانتفاع.
إطلالةُ ابن البدر باتت أهم ما يميّز الشهر المبارك لدى الشعب اليمني، ومما يشعرُهم بروحانيته، مع ترقُّبٍ واشتياق مسبق؛ فبعد أن خيّمت الغفلة عن مقتضى شهر رمضان، وما يستوجبُ علينا القيام فيه، واستغلاله كمحطة سنوية، أتى السيدُ القائدُ كمِنَّةٍ من الله علينا؛ ليُعيدَنا إلى صحوتنا، ويُحييَ مسبَّباتِ السنن الإلهية في نزول البركات والرحمات من الله سبحانه.
فأمامَ مقامِ السيِّد القائد -يحفظُه الله ويرعاه- لا يسعُني إلا أن أشكُرَ اللهَ كَثيراً على نعمتِه المُهداة، وأسألَه من عظيم فضلهِ وكرمه، أن يديمَ نعمتَه المتمثلةَ بسيدي ومولاي أبي جبريل، وأن يُطيلَ في عمره، ويجعلَنا له خيرَ أنصار.
والعاقبةُ للمتقيّن.