الصمودُ.. هُــوِيَّةٌ وانتصار..بقلم/ إلــهـام الأبيض
26 مارس اليوم الوطني للصمود ليس احتفالاً، بل اعتزاز بصمود الشعب اليمني.
كانت غاية تحالف الشر بشن عدوانه على أرض اليمن لإبقائها في حزن دائم، لإيصالها إلى مرحلة الخنوع والاستسلام، ليسلب حرية أهلها وسلب كرامتهم وجعلهم تحت أقدام أمريكا وإسرائيل كـغيرهم من العرب.
لقد عقد التحالف على اليمن بأبشع وأخبث الطُّرق والوسائل القاتلة والمحرَّمة دوليًّا، بدايةً من عاصفة الحزم ومن ثم إعادة الأمل والفشل يلتهم كُـلّ الأهداف.
ما زالت تلك الأصوات في مسمعي، وما زالت تلك اللحظات تحت ناظري، وما زال ذَلك الوقت وتلك الدقائق في خاطري وبين أضلعي، ما زلنا نعيش تلك المشاعر التي داهمتنا في تلك الليلة؛ ليلة 26 مارس التي أصبحنا فيها على مسرح من الجرائم التي لم تكن في الحسبان.
في منتصف الليل؛ أصوات ضجيج، صوت مزعج ومخيف، رحل النوم ورحل سكون الليل، توالت الأسئلة؟؟؟
هل هي أمطار ورعد وبرق؟ أم عرسٌ في الجوار يطلقون فيه الألعاب النارية؟
في ظل هذا التساؤل لم تتأخر الشمس في الشروق، وظهور الحقيقة مع طلوع الشمس، ضحايا: أطفال ونساء، صغار وكبار ثكالى وشيبان، جثث وأشلاء مبعثرة، هنا وهناك، ودماء تملأ الأحياء مختلطة بتراب وركام المنازل، ليست أمطاراً، أَو عرساً في الجوار، إنها طائرات تحالف العدوان حلقت في سماء اليمن لتخترق سكون الليل، لتسفك دماء الآمنين في منازلهم، التحالف الذي سعى وما زال يسعى لتحقيق مطامعه في أرض اليمن ويعيث في أرضها فساداً، بقيادة الأعراب المطبعين والمتواليين مع الغدة السرطانية إسرائيل وأمريكا اللعينة.
قتل، وحصار، وهدم، وخراب، وحرق، وسفك لدماء الأبرياء، حرب وحشية باغية ظالمة على اليمن أرضاً وإنساناً.
ثمانية أعوام لقد ارتكب تحالف العدوان في أرض اليمن أبشع الجرائم وبأفتك الأسلحة الدامية والمحرمة شرعاً وإسلاماً ودوليًّا، لقد حارب الهُــوِيَّة الإيمانية اليمانية بكل أنواع الحروب الباردة والناعمة والإعلامية، ثمانية أعوام وتحالف العدوان يدمّـر المدارس، يستهدف المستشفيات، ومؤسّسات ومنازل وسجون وأسواق، وكلّ تلك الأهداف التي قصفها تحالف العدوان مكتظة بالمواطنين أبناء الشعب الأبرياء، لقد دمّـر كُـلّ المنشآت الحيوية في اليمن.
الكل حاضر وشاهد على كُـلّ جرائم التحالف في حق اليمن والشعب اليمني، ليلاً ونهاراً جرائم تلو جرائم، مع شروق الشمس وعند الغروب وطائراتهم في سماء اليمن تحلق على الدوام تقصف بصواريخها، طلاب المدارس، المزارعين، والمصلين في المساجد، حتى الخيول لم تسلم من شرهم.
على مدار هذه الأعوام الثمانية ما زلنا نواجه هذا العدوان بصمود وثبات، ولم تعد ترعبنا أصوات ضجيجهم وطائراتهم ولا ضربات صواريخهم، ومثلما بدأنا أول عام في العدوان بصمود وصبر وتمسك بالهُــوِيَّة والإيمان ما زلنا على هذا الخط خط الصمود منذ أول تحليق لطائراتهم اللعينة.
ثمانية أعوام لقد أثبت اليمن وأبنائه صمودهم وثباتهم وتمسكهم بالمبادئ والقيم الإيمانية الأصيلة، لقد شكل اليمن أبرز وأعظم صور للصمود أمام تحالف الشر بقيادة أمريكا وإسرائيل.
لقد انتقل في أعوامه الأولى من مرحلة الدفاع إلى مراحل الهجوم، والكل حاضر وشاهد، كُـلّ الأحداث والمتغيرات في أرجاء اليمن من منجزات وانتصارات وتقدمات استراتيجية تقلق العدوّ وتبعث الفزع في جوارحه، وانتصارات عظيمة، لقد نهض اليمن من جديد، صنع وأبدع، وابتكر على مستوى كُـلّ المجالات، العسكرية، والاقتصادية، والزراعية، والتعليمية، والثقافية، والمنشآت الحيوية، وتم إعادة بناء اليمن من جديد، وكلّ ما دمّـر تحالف العدوان في أرض اليمن أعيد صناعتُه وبناؤه من جديد، ابتداءً من التصنيع الغذائي والاكتفاء الذاتي إلى صناعة الأسلحة والصواريخ والطائرات في الاكتفاء العسكري.
اليوم على مدار ثمانية أعوام، لقد تجلى صمود الشعب اليمني وثباته على مبدأ الولاء والانتماء لله ورسوله وأهل البيت -عليهم السلام-، لم يتخلَّ الشعب اليمني عن هُــوِيَّته الإيمانية ولا عن مبادئه وقيمه، بل تمسك أكثر وارتبط بالله أكثر وقوى عزائمه وصبر وثبت وصمد صموداً أُسطورياً يتخلد في التاريخ عبر الأزمان، لقد تصدى الشعب اليمني للعدوان ودول التحالف ووحد الصفوف وأصبح كُـلّ اليمن صفاً واحداً شعباً وقادةً، جيشاً ولجاناً تحت ظل قيادة ربانية محمدية الولاء وعلوية الهوى؛ وهذا ما جعل اليمن أكثرَ قوةً وجعل شعبَها ذا قوة وبأسٍ شديد.
وما زالت اليمن مقبرة الغزاة.