في كُـلّ عامٍ جديد يتجلى أكثر بأن القرار كان الأصوب..بقلم/ غازي منير
ونحن ندخلُ العامَ التاسعَ للعدوان الغاشم والحصار الجائر الذي شهدنا فيه معارك ضارية، بدأت تدريجيًّا بالإمْكَانيات المتاحة البسيطة والمتواضعة التي يمتلكها اليمن وشعبه، والإمْكَانيات الكبيرة لدول العدوان التي تضم جيوشاً جياشة مدربة وخبيرة وتمتلك أسلحة حديثة ومتطورة، كلها تحالفت ضد اليمن وشعبه.
ولكن في خضم المعركة وأوج الحصار تنامت القدرات العسكرية للجيش اليمني واللجان الشعبيّة بعد إرادَة قوية وجهود جبارة وأعمال حثيثة تنامت القدرات شيئاً فشيئاً، حتى أصبحت القوات المسلحة للجمهورية اليمنية تمتلك أسلحة ردعٍ حديثةً صُنعت وطُوِّرت بأيدٍ يمنية، كالصواريخ الباليستية بعيدة المدى ودقيقة الإصابة وصواريخ الدفاع الجوي والصواريخ والزوارق والألغام البحرية، وحتى التقنية التي انتهى الآخرون عند تصنيعها صنعتها وامتلكتها القوات المسلحة اليمنية وهي الطائرات المسيَّرة.
وبعد معاركَ ضاريةٍ في أكثر من 45 محوراً قتالياً مشتعلًا، وبعد ضربات حساسة وموجعة طالت عمق عواصم دول العدوان ودكت قواعده العسكرية ومطاراته ومنشآته النفطية والحيوية والاقتصادية، أدركت قوى الشر والطغيان والمتمثلة بتحالف العدوان أنها أخطأت بظنها أن اليمن لقمة سائغة ستفرض هيمنتها عليها في أَيَّـامٍ معدودة، لا سِـيَّـما أن عدوانها جاء بعد تخطيط مدروس منذ مطلع القرن الحالي، حَيثُ قامت القوات الأمريكية بالتجهيز له ودمّـرت ما يمتلكه اليمن من صواريخ دفاع جوي، وفجرتها في الصحاري وعطلت الصواريخ الباليستية عندما أسموه بهيكلة الجيش اليمني.
ولكن إرادَة الله فوق كُـلّ إرادَة، وقوته التي هي مع من يسيرون في الطريق التي رسمها في كتابه الكريم، وقد حظي بها الشعب اليمني بعد استجابته لداعي الله ولأعلام الهدى -عليهم السلام-، ولقائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-.
سطر الشعب اليمني أروع الملاحم البطولية في وجه أعتى جيوش الشر والطغيان على مدى ثمانية أعوام متتالية، وبفضلٍ من الله وبصمود واستبسال وصبر وتضحية الشعب العظيم، وبما أصبحت له من قوات مسلحة وبما يمتلكه من قيادة ثورية وسياسية حكيمة وقرآنية في ما تعطيه من إرشادات ستزيد من جهاد وصبر وقوة وصلابة وإرادَة وشجاعة واستبسال وتكافل وشجاعة شعبها، وستصل به إلى أرقى المستويات في ميدان مواجهة الأعداء المختلفة، وجريئة في ما تتخذه من قرارات ستؤلم الأعداء وتحد من طغيانهم وتضعف قواهم وتوهن عزائمهم وتحبط معنوياتهم وستردعهم ليكفوا عن إجرامهم ونهبهم لثروات الشعب ويوقفوا عدوانهم ويرفعوا حصارهم ويسحبوا قواتهم المحتلّة.
ولا يخفى على أحد ما حَـلّ بجيوش الأعداء ومرتزِقتهم من تنكيلٍ في جبهات القتال، وما طال عمق عواصم دول تحالف العدوان وكيف دكت قواعده العسكرية ومنشآته الحيوية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة للجيش اليمني، وكيف عجت سماء تلك الدول بالسحب الدخانية المنبعثة من ألسنة اللهب التي سببتها هذه الصواريخ والطائرات، التي لم تستطع منظومات الدفاع الجوي وصواريخ الباتريوت إيقافها؛ لأَنَّها تحظى بقوة الله وبشدة وبأس اليمن وتحمل أوجاع ومعاناة ودمع وانتقام ثكالاه وأطفاله وشيوخه، وركعت دول العدوان وأصبحت تبحث عن منجد لها يخرجها بماء وجهها من هذه الورطة التي وقعت فيها.
ولا شك بأن كُـلّ ما جاء من عامٍ جديد كُـلّ ما تبين أكثر وأكثر بأن قرار القيادة الثورية والحكيمة ومعها الشعب اليمني العزيز الصابر المجاهد بضرورة وحتمية الصمود والمواجه هو القرار الأصوب والأصح، وكل ما اتضح بأن التضحية والمعاناة التي بذلت في سبيل الله عند القيام بهذا القرار هي أقل بكثير من الخسائر والمعاناة التي كانت ستسوم هذا الشعب فيما لو اختار خيار الذل والرضوخ والجمود والاستسلام لقوى الشر والطغيان، ولا يخفى على أحد ما تقوم به هذه القوى الإجرامية من جرائم قتل وسحل واغتصاب وإذلال وهتك للأعراض وسلب للحقوق والحريات ونهب للأموال والثروات في المناطق التي استطاعت السيطرة عليها بعد تواطؤ وتقصير أهلها.