في ثمانِي سنوات خيباتُ الظالم وانتصارُ المظلوم.. بقلم د/ شعفل علي عمير
قال تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ الله عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) عندما يكونُ الإنسان متوكِّلًا على الله، مؤمنًا كُـلَّ الإيمان بوعد الله للمظلومين ووعيده للظالمين، جديرٌ بأن تتجلَّى وعودُ الله -سبحانه وتعالى- في واقع الحياة؛ فيكون المستحيلُ ممكنًا والصعبُ هَيِّنًا.
إن كُـلَّ ما حدث خلال ثَمَـانِي سَنَوَاتٍ من العدوان يعد آياتٍ ومعجزاتٍ ينبغي على كُـلّ إنسان أن يستفيدَ منها في واقع حياته؛ ليعرف أن تأييد الله ونصره للمظلومين حتميٌّ.
لم يكن يتصوَّرُ المعتدون أن تؤولَ نتائجُ عدوانهم على اليمن إلى ما الت إليه من ضعف وهزائمَ مخزية لهم، في مقابل القوة والانتصار للشعب اليمن.
لم يفقه العدوّ أَو يستوعب سِرَّ هذه المعادلة، التي جعلت من تكبرهم سببًا لضعفهم ومن قوتهم سببًا لهزيمتهم؛ بينما الشعبُ اليمني وقيادة الحكيمة مدركون تماماً كيف يمكن أن تنعكسَ المعادلةُ وكيف يمكن أن يكونَ المستحيل ممكنًا.
كانت هناك مقارنةٌ بسيطةٌ بين قوة الظالم وضعف المظلوم، مقارنةٌ اعتمدت على قياسات البشر المادية؛ ونتيجة هذه القياسات أصدر الظالِمُ حكمَه، وقبل البدء في عدوانه صرّح بنتيجة عدوانه؛ بينما الشعبُ اليمني كان يمتلكُ من القوة ما يمكِّنُه من هزيمةِ جحافلِ تحالف العدوان الغربي العربي الأمريكي، قوةٌ لا تستطيع أيةُ قوة في العالم أن تهزِمَها، قوةٌ يجهلُها الأعداءُ ويعرفُها الأصدقاءُ. إنها قوة التوكل على الله، قوة الثقة بالله العلي العظيم، قوة الإيمان بوعد الله للمظلومين بالنصر والتمكين؛ فكان هذا هو السلاح الذي واجَهَ به الشعبُ اليمني وجيشُه كُـلَّ قوى الاستكبار وجحافلِ النفاق.
كان المجاهدُ اليمني ينطلقُ إلى جبهات القتال وهو واثقٌ بالله، مؤمنٌ بنصره للمتقين؛ فكان الله -سبحانه وتعالى- مؤيِّدًا بنصره من وثق به، لم يكن تأييدُ الله للمجاهدين في الجبهات فحسب، بل كان تأييده -سبحانه وتعالى- في ميادين الجهاد المختلفة: ميادين التصنيع العسكري، وميادين الجهاد الأمني، وميادين التمكين الاقتصادي، وميادين الإعلام؛ حتى أصبح العدوان سببًا في التفوُّق الصناعي العسكري والتلاحم الشعبي، إلى الحد الذي لم يتوقعه المعتدون.
وهكذا تتجلَّى ألطافُ الله عندما نكونُ جديرين بهذا اللطف.