فبأيِّ شيءٍ منها تكذِّبون؟! ولأيٍّ منها تبرِّرون؟! بقلم/ عبدالله عمر الهلالي
بات من المعروف اليوم في كُـلّ العالم أن تحالُفَ العدوان ارتكب أفظعَ الجرائم في حق الشعب اليمني، ولشدة هَولِ تلك الجرائم، وفظاعتها، وكثرتها، وصلت إلى درجة استحال إنكارها، أَو التغطية عليها، واضطر العالمُ للاعتراف بفظاعتها، على الرغم مما قُدِّم من أموال هائلة جِـدًّا؛ للتغطية على تلك الجرائم والتبرير لها، لكن لأيِّ شيءٍ منها يكذِّبون؟! ولأيٍّ منها سيبرّرون؟!
هل لجرائم الإبادة الجماعية، والقتل الجماعي للشعب اليمني، والاستهداف المباشر بالقنابل، ووسائل الفتك والقتل والتدمير للأحياء السكنية، والمنازل، والأسواق، والمناسبات الاجتماعية، والمدارس، والمساجد، والمستشفيات، والطرقات والتي كلها موثَّقة، وفيها مشاهد مؤلمة، تستثير العواطف الإنسانية لمن بقي فيه ذرةٌ من الشعور الإنساني، والوجدان الإنساني، والكرامة الإنسانية، وتستفزُّ الضمائر الحية؟!
أم أن لديكم ما يبرّرُ جرائمَ الحرب الاقتصادية ضد هذا الشعب بالحصار والتجويع ونهب الثروة وعرقلة وصول الغذاء لهذا الشعب إلَّا بالعناء والغلاء الشديد واستهداف كُـلّ مقومات ومنشآت البلد الاقتصادية وحرمان الشعب من ثرواته الوطنية وتجفيف إيراداته وحرمان الموظفين فيه من مرتابتهم؟!
أم تُكذِّبون جرائمَ منع المواطنين من السفر والتنقل للعلاج، ولشؤون حياتهم، جوًّا وبرًّا؛ مما تسبب ذلك في معاناة كبيرة، منها: الوفيات للآلاف من المرضى؛ نتيجة:
عجزهم عن السفر، بل منعكم إياهم من السفر.
وعدم توفر المستلزمات الطبية في البلدِ؟!
ومن جرائمكم التي لا تخفى استهداف الصحة والتعليم، في تدمير وقصف المدارس والجامعات وكذا المستشفيات وتجفيف التمويل لها، عبر الاستهداف الاقتصادي للصحة والتعليم فبأيٍّ منها تكذِّبون؟! ولأيٍّ منها تبرّرون؟!
وصلت جرائمُكم إلى استهداف خدمات المياه من خزانات التوزيع والآبار!.. وغير ذلك بل وصلت جرائمكم لاستهداف كُـلّ مظاهر الحياة، حتى مراكز إيواء المكفوفين، ومدارس الأطفال، ومدارس تعليم القرآن، وأماكن الآثار، والمعالم الإسلامية، والمقابر، والمساجد التي هي بيوت الله المقدسة، وكل ما ذُكر آنفاً ليس إلا عناوين فقط، وتحتها إحصائيات كبيرة بالآلاف والأرقام المأهولة، وكل تلك الاستهدافات ضد شعبنا هي واضحة وثابتة وموثقة بالفيديو، وقد نُشرت وشاهدها العالم؛ فبأيِّ منها تكذِّبون؟! ولأيٍّ منها تبرّرون؟!
كُلُّ تلك الجرائم التي لا مبرّر لها طوال الثَّمَانِي السنوات على شعبنا، جرائم رهيبة جِـدًّا، جرائم هي شاهدة -بكل وضوح- على مظلومية شعبنا، وعلى ظلم وباطل تحالف العدوان، بأنه الظالِمُ، والمعتدي، والمجرم، وأن شعبَنا هو المظلوم، الذي يقفُ موقفَ الحق، في الدفاع عن نفسه، والدفاع عن أرضه، والدفاع عن كرامته، والدفاع عن حريته واستقلاله، والدفاع عن حقوقه المشروعة. ”
{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْـمُكَذِّبِينَ، فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} {وَسَيَعْلَـمُ الَّذِينَ ظَلَـمُوا أي مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}.