أبعادُ ودلالاتُ خطاب الصمود لقائد الثورة..بقلم/ منير الشامي

 

خطابُ السيد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله ويرعاه- حمل الوطني للصمود أبعادًا قويةً ودلالات هامة عكست حقائقَ مؤكدة عن قادم الأيّام، ولعل أول وأهم بُعد لهذه الحقائق هو أن قائد الثورة ألقى هذا الخطاب الهام بنفس أُسلُـوب إلقائه للدروس الرمضانية؛ الأمر الذي عكس ثقتَه الكاملةَ في كُـلّ ما تطرق إليه في محاور خطابه المتعددة، بما فيها مستقبل الأيّام القادمة، حَيثُ بدا في ثقته أن حقائقها باتت ماثلة أمام نظره وأن السعوديّ والإماراتي إن لم يستغلا هذه التهدئة ويجنحا للسلام الحقيقي فسيرون مفاجآتٍ قادمةً لم يتوقعوها ولم تخطر لهم ببال، وهو ما نوضحه من خلال تحليل المحاور الرئيسية لخطابه لكشف أبعاده ودلائله كما أوردها، وهي كما يلي:-

– احتلال اليمن هو الهدف الوحيد والحصري لتحالف العدوان، وهذا الهدف بات اليوم مكشوفاً أمام العالم، من خلال محاولاته، خلال العام الثامن، تعزيزَ وجوده العسكري في الجزر والسواحل والمحافظات المحتلّة، وقد فشل بتحقيق هذا الهدف رغم تلك المحاولات، ولن يجد مبرّراً بعد استنفاده لكل المبرّرات التي كذّبها بنفسه.

– الخيار الذي مضى عليه الشعب اليمني وتمسك به هو خيارُ المواجهة والصمود، وهو الخيارُ الأمثلُ والصائب، وهو خيار مشروع، ويعد حقًّا مكفولًا للشعب اليمني بكل الشرائع والقوانين؛ لولا هذا الخيار لما جنى الشعب اليمني أية ثمرة من الثمار التي نالها خلال سنوات العدوان الثماني، وفي ذلك دلالة على أن الشعب اليمني -قيادة وجمهورًا- يستحيل أن يحيد عن هذا الخيار الصائب والمشروع.

– العدوان أمريكي خالص، بخططه وترسانته وحشوده وأهدافه، وما السعوديّ والإماراتي إلا مُجَـرّد أدوات لتنفيذه وضروع مدرة يحتلبها الأمريكي طوال سنوات العدوان، ونشاطه خلال الشهور الماضية وتعزيز تواجد قواته أكبر وأوضح دليل على ذلك، ولا يستطع خداع الشعب اليمني مستقبلاً.

– الاستمرار في إبراز بشاعة وفظاعة جرائم تحالف العدوان التي لا حصر لها، ومجازره الكثيرة، ركن أَسَاسي من أركان صمود الشعب، ويجب أن يظل الجميع في إبرازها ونشرها وإظهارها للعالم بشكل مُستمرّ؛ فهي أبرز وأهم الثمار البشعة التي جنتها دول تحالف العدوان ولن تجني أية ثمرة غيرها، وفي ذلك دلالة على أن الشعب اليمني لن يتنازل عن قطرة دم واحدة سفكها العدوان ولن يقبل إلا بحقوقه كاملة لا متجزأة.

– تجلَّى صمودُ الشعب اليمني بمظاهره الكثيرة في شتى مناحي حياته، وعلى جميع قطاعاته كما بيّنها في خطابه، وأثبت بها وهو يجني اليوم ثمار صموده وثباته بكل فئاته.

– صوابية الخيار الذي مضى عليه وسيجني الثمرةَ النهائية لهذا الصمود انتصاراً عظيماً في قادم الأيّام، وفي ذلك دلالة على أن اليمن أصبح يمتلك جيشاً قوياً مجهزاً قادراً على انتزاع حرية الشعب واستقلاله، ولا ينتظر غير التوجيه من قائده.

– في خطابه كعادته قدّم نُصحَه للسعوديّ والإماراتي، وأعلن تحذيرَه لهما، ودعاهما للجنوح للسلام الحقيقي بهدوء ودون انفعال، وفي دلالة على أن اليمن اليوم أصبح بجيشه وقدراته قادراً على تحرير كُـلّ أراضيه المحتلّة وطرد الغزاة والمحتلّين منها ومن المياه الإقليمية بجدارة واقتدار، وفي أتم الجهوزية لتحقيق ذلك في أية لحظة؛ وهذا ما يجب على السعوديّ والإماراتي أن يعيه ويستوعبه، خُصُوصاً وقد أكّـد -يحفظه الله ويرعاه- في خطابٍ سابق، أن هذا الوضع ليس هُدنة وإنما يشهد حالةً من خفض التصعيد؛ تقديراً واحتراماً للوساطة العمانية؛ وبالتالي فركون السعوديّ على هذا الوضع واستغلاله له في محاولة إظهار نفسه وسيطًا، لن يجديَه نفعاً ولن يحقّق منه أية نتيجة.

– من خلال شكره لكل من وقف وساند ودعم الشعب اليمني في محنته دلالة على أن الشعب وقائدَه لا يجحدون صنائعَ المعروف، ويحفظون الجميلَ، وفي ذلك دلالة منه -يحفظه الله ويرعاه- على أمرَينِ:

الأول: أن محورَ المقاومة أصبح اليوم قوةً حقيقيةً وواقعاً مفروضاً في المنطقة، شاء من شاء وأبى من أبى، ويجب على أنظمة العمالة وأسيادها أن يدركوا هذه الحقيقة.

الثاني: رسالة إلى كُـلّ من ناصر العدوان، ولم يقف مع الشعب اليمني، ولم يناصره حتى بالكلمة، مفادُها: خسرتم إنسانيتكم، ولن تنجيكم صمتكم من بطش المستكبرين.

– أكّـد قائد الثورة من خلال فقرة قادمون أن الجيش اليمني أصبح -بفضل الله- قوةً فاعلة ورادعة في المنطقة، وأن هناك مفاجآتٍ كبيرةً لا يتوقعها تحالف العدوان في التصنيع الحربي، وخُصُوصاً في القوة الصاروخية والبحرية والدفاع الجوي والطيران المسيَّر، لم يكشف عنها وهي في أتم الجهوزية للاستخدام، وفي ذلك دلالة على أن العودة إلى مربع المواجهات ستنتج عنها نتائجُ كارثيةٌ على أدوات العدوان بالمنطقة، وستؤدي إلى تغيير خارطة الجزيرة العربية والمنطقة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com