الطريقُ إلى مكة!..بقلم/ أمة الملك قوارة
فيه يتحدث عن خطوات الوصول إلى الأرض الموعودة لهم بحد زعمه، ومنها الجزيرة العربية ويخصُّ المنطقة الشمالية من السعوديّة كالجزء الأبرز والمهم! ويتفصل في شرح الطريق عبر البحر الأحمر وذلك لسهولة وقرب الوصول إليها! كما حدّد فيه خريطة إسرائيل العظمى التي لن تتحقّق إلا بعد التهام الدول المجاورة ودول المنطقة جميعها، لقد كان بين طيات ذلك الكتاب جماحٌ مبالغ فيه كَثيراً! إنه كتاب “الطريقة إلى مكة” ولماذا كان هذا اسمه؟ ذلك أن المقدسات في الأرض هي ملك لليهود بزعمهم وأن أرض الجزيرة موعودة لهم!؛ لذا أسماه بهذا.. عن المؤلف الإسرائيلي “أفي لبكن” نتحدث!
شرعت في حياكة العداوات والحروب بين الدول المجاورة لها وعززت من تواجد داعش والقاعدة ووفرت لهم الدعم المناسب وفتحت لهم أبواب احتوائها، وعل المستشفيات الإسرائيلية التي تداوي عناصر داعش والقاعدة أبرز مثال على ذلك، ولقد أبعدت الكثير من الدول عن القضية إثر التطبيع! بل حصل ما يفوق ذلك لقد اتجهت بالعداء نحو فلسطين حين محت فكرهم وحقّقت علاقات سياسية وثقافية قضت معها على معنى العروبة فيهم واستخدمتهم كأيد لها تضرب بهم حَيثُ تشاء في عمق العروبة والإسلام! إنها إسرائيل واليد الأُخرى أمريكا اللتان تلتقيان بالتصفيق على انهيار الإسلام وتبدد ثقافة المسلمين، وهي الآن لا تحلم بإعادة هيكلها في المسجد الأقصى، بل تهفو لبناء هيكل آخر على أنقاض الكعبة المشرفة! وكلّ تلك التغيرات التي حصلت ولا زالت تحصل والتي تصب كلها لصالحها علها تنتظر فقط أن يتم تسليمها مكة والأماكن المحرمة طواعية! وعن دخول اليهود برجسهم إلى الحرم المدني والمكي في تعدٍ واضح وتمهيد الطريق إلى الكثير من الأحداث التي ستنتهك معها أقدس مقدسات المسلمين وفي استهانة بقوله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْـمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْـمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} ما يثبت جدية تحَرّكهم.
إن ما يحدث في السعوديّة من تغيرات في العقيدة وانسلاخ عن الدين وانهيار للأخلاق ومحو للمبادئ الإسلامية، وتبني للمشروع الحضاري الذي يُرى من على أطرافه السقوط إلى هاوية من الضياع؛ كان نتيجة طبيعية للتطبيع مع إسرائيل وهذا ما يحدث أَيْـضاً في دول عربية أُخرى، مما يؤكّـد أن إسرائيل تسعى بجدية تامة إلى تحقيق مشروعها المنتظر “دولة إسرائيل العظمى” وهَـا هي الآن تسيطر على أهم عامل لتحقيق هدفها، عامل تغيير الفكر ومحو مجد الإسلام كما يقولون! وهنا يبرز السؤال، هل ستقيم حرباً للاستيلاء على المنطقة؟!
إن الحرب الازدواجية، العسكرية بالوكالة والثقافية قد قامت مسبقًا؛ وذلك لاستنفاد طاقة الدول وتشرذمها وبالتالي سهولة القضاء عليها في أي وقت وإبعادهم عن عوامل القوة الإيمانية عندها سيكون انتصارها سهل وبأقل تكلفة ممكنة! إن ما يدعو للاستغراب هو وقوع أغلبية الدول العربية في شراكها وبحماقة لا يمكن تصور تبعاتها المضيعة للأسس الدينية والعقيدة والسيادة والحرية وحتى الكرامة، ولا مناص من تقديم الكثير من التنازلات إذَا لم تعِ الشعوب أن ما تقوم به الحكومات هو تفريغ شعوبهم من ثقافة الإسلام وسحب داء الغرب المنفلت والمميت إليهم! فالوعي هو العامل الأَسَاسي الآن للخروج من المستنقع الذي يمكث فيه المسلمون، وبالنسبة للتغيرات السياسية في المنطقة وبروز حركات المقاومة وعودة مصطلح الجهاد إلى مسار عمله الحقيقي هذا ما كان يجب على الكاتب الإسرائيلي أَيْـضاً صياغته ضمن أُسطورة الوصول إلى مكة! وعن تساوي كفة الميزان بين قوى الشر والخير في العالم أصبح قاب قوسين أَو أدنى، وعن مجد الإسلام سيعود حتى يشرق من على تل أبيب، وهذا ما يجب على إسرائيل أن تضعه من ضمن احتمالاتها، وعن الجزء الشمالي من السعوديّة لا خوف عليه وسيأتي الوقت الذي سيتحرر معه من سيطرة آل سعود وسيُصبح ملكًا للمسلمين عامة وبأيدٍ أمينة.