ثابتون في المواجهة ولو لألف عام
مشاركون في مسيرة اليوم الوطني للصمود في ساحة باب اليمن بصنعاء:
المسيرة – منصور البكالي
يثبتُ الشعبُ اليمني من جديد أصالته وهو يواجِهُ العدوان الأمريكي السعوديّ للعام التاسع على التوالي؛ فخلال السنوات الماضية لم يفتر ولم يتكاسل في حضور أية فعالية مناهضة للعدوان ولا سيما مناسبة اليوم الوطني للصمود.
ويحمل أبو هاشم الشامي بندقيته، وهو في ساحة باب اليمن بالعاصمة صنعاء مشاركاً في مسيرة اليوم الوطني للصمود، وهو في قمة الحماس، ويقول إن حضوره ومشاركته في هذه المسيرة واجب وطني وديني، مجدّدًا استمراره في المواجهة وتقديم كُـلّ غالٍ ونفيس للعام التاسع والعاشر والمِئة والألف حسب قوله حتى يأذن الله بالنصر، ويتم تخليص العالم من الاستكبار الأمريكي.
ويتابع: “مبدؤنا ثابتٌ، ونحن صامدون لن نتزحزح في الدفاع عن أرضنا وكرامتنا وحريتنا واستقلالنا، حتى لو تحولنا إلى ذرات تبعثر في الهواء”.
ويؤكّـد الشامي (60) عاماً أنه يتشوق لمواصلة قتال أعداء الله والمرتزِقة للعام التاسع على التوالي حتى يتحقّق النصر المبين لشعبنا الأبي.
وفي وسط الحضور يقف الجريح مسعود علي محمد من أبناء الحديدة شامخاً، وفي يمينه علم الوحدة اليمنية يرفرف عاليًا، وهو شامخ الرأس كشموخ جبل نقم وعيبان، مؤكّـداً أن” اليمن بحضارته وتاريخه واحد لا يقبل التقسيم، وأنه لا يمكن لأية قوة في العالم أن تحتل جزء من ترابه الطاهر تحت أي ادِّعاءات زائفة وكاذبة”.
ويتابع مسعود في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “قادمون في العام التاسع بقوة الله ومعيته، وبما وصلت إليه قوتنا الصاروخية والجوية والبرية والبحرية لتلقين الأعداء شر هزيمة عرفها التاريخ العسكري في العالم، ومن لم يعرف اليمن وبأس رجاله المجاهدين أَو يتجاهل ذلك طيلة 8 سنوات من الصمود والثبات، سنرغمه على معرفة ذلك والإقرار بذلك وهو صاغر يجر أذيال الهزيمة والخيبة والخسران”.
ويدعو مسعود -ذو اللهجة التهامية العفوية- كُـلّ أبناء اليمن إلى توحيد الصف في مواجهة العدوان ورفع الحصار ودحر الغزاة والمحلتين وأدواتهم من كُـلّ الأرضي اليمنية، لافتاً إلى أن محافظة الحديدة من أهم المحافظات التي يركز العدوّ الأمريكي على احتلالها والسيطرة عليها، وأن دماءَ الشهيد الرئيس الصماد تجري اليوم في عروقهم وأوردتهم، وأنهم على دربه ماضون ولأمانته محافظون، مهما بلغت حجم التضحيات.
ثابتون ثبوت الجبال:
وعلى صعيدٍ متصل، يقول رضوان محمد صالح ناصر مزلام، من أبناء محافظة صعدة وهو يرفع صورة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي على كتفَيه المحملة بالبندقية والجعبة: “نحن في بداية العام التاسع نؤكّـد للعدو الأمريكي السعوديّ أننا ثابتون ثبوت الجبال الرواسي، لن نتزحزح، ونحن بعد توجيهات سيدي ومولاي عبدالملك، لو يخوض بنا البحار لخضناها معه، وسنكون له طائعين، ولعدوه محاربين، ولن يجدنا إلا حَيثُ يجب أن نكون”.
ويتابع مزلام في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “من عامٍ إلى آخر نزداد قوة وخبرة وصلابة وصمودًا في مواجهة أمريكا وإسرائيل، ولن يوهن طول الوقت من عزائمنا ولا من قوتنا وإرادتنا في مواجهة العدوان”.
الجريح الآخر حسين محمد سعيد وهو يرفع علم اليمن خفاقاً من عاصمة الصمود يبعث للغزاة المحتلّين رسالة حارة يقول فيها: “لن تتمكّنوا من احتلال شعبنا ودمائنا تجري في عروقنا وأنفسنا مُستمرّة في البقاء، فسوف نواجهكم ونفشل مخطّطاتكم، ونحن بعون الله وتأييده أقوى من أي عام مضى، ولن تجدونا إلا حَيثُ تكرهون”.
ويتابع الجريح حسين في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “جراحاتنا في جبهات المواجهة تحتم علينا الاستمرار في العطاء والتضحية؛ فالجراح يعطينا دفعة أقوى لاكتمال البيعة من الله وتمني القبول منه ونحن نواجه أعداءَه وأعداء دينه وأعداء أنبيائه وعباده وأوليائه على مر العصور، ولو علم العدوّ ما بداخل كُـلّ جريح من أبناء الشعب اليمني تجاه العدوّ لبادر في إعلان الهزيمة، والانسحاب من الأراضي اليمنية، لكنه لا يدرك الحقيقة وسيستمر في ضلاله حتى يأذن لنا الله بأن نهزمه شر هزيمة، وأن نخلص الأُمَّــة الإسلامية من ظلمه، وطغيانه وجبروته”.
بدوره يقول وليد العامري: إن العدوانَ فشل ولن يزداد إلا خسراناً، وإن نصر الله للشعب اليمني الصامد والثابت في المواجهة والتصدي قريب بالرغم من المعاناة والتحديات التي خلفها العدوان والحصار طيلة 8 أعوام مضت.
ويتابع: “لن يحقّق أي غازٍ أَو محتلّ في أي بلدٍ من بلدان العالم مقاصده وأهدافه وأمامه شعب مُستمرّ في المقاومة والتضحية والعطاء، وشعبنا اليمني قدم لكل شعوب العالم المحتلّة نموذجاً متميزاً في ميدان المواجهة والتضحية والصمود، ولن يسبق لشعب غيره تحقيق هذا الإنجاز العظيم في وجه أقوى دول العالم وأكبر تحالف عسكري يشن على دولة من الدول”.
ويقول العامري: “هنا شعب يمتلك الإرادَة الحرة والوعي المستنير، هنا شعب يقوده عَلَمُ الهدى ومصباح الهداية، من أرعب قوى الغرب والشرق بخططه وشجاعته وحنكته وتواضعه وحب الشعب له، هنا شعب يستقي من كتاب الله هدايته وبصيرته، هنا شعب يمتلك جيشاً مؤمناً بالله وبنصره، وذا عقيدة قتالية راسخة على المبادئ والقيم الدينية الصافية، هنا شعب عشق الشهادة والتضحية في سبيل الله، فوجد ثمارها نصراً وعزاً ورفعةً وقوةً في ميدان المواجهة، هنا شعب يصنع سلاحه ويزرع قوته ودواءَه، هنا شعب عرف نفسيات اليهود من خير كتاب منزل، وعبر خير شهيد في هذا العصر استطاع إعادة الأُمَّــة إلى الله وربطها بكتابه وأنبياءه، إنه شعب الحسين، وشعب نفس الرحمن، والحكمة والإيمان”.
بروفاتٌ تأهيلية:
أما أحمد حسن قايد الحرازي، وَهو رافع شعار الصرخة “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام” يقول: إن هذا شعارنا الذي نرفعه في كُـلّ مسيرة وفي كُـلّ وقفه ونردّده بعد كُـلّ موقف واضح، وعدونا واضح ومسؤوليتنا في مواجهته والتصدي له باقية ومُستمرّة، كما هو مشروعنا القرآني مُستمرّ في حركته وانتشاره وانتصاراته، مُشيراً إلى أن أمريكا التي تحتل شعوب المنطقة لا بد لها من أن تتجرع الموت على سواعدنا ومن أفواه بنادقنا كما يتجرعه مرتزِقتها وأدواتها الذين حشدتهم للعدوان على شعبنا وعلى مشروعنا ومسيرتنا.
ويتابع الحرازي في حديثه لصحيفة “المسيرة” بالقول: إنَّ استمرارَ العدوان على شعبنا والاحتلال لمقدساتنا في فلسطين وبلاد الحرمين يحتمُّ علينا الاستمرار في المواجهة والبناء والتطوير والتحديث حتى يأذنَ اللهُ بالنصر والتحرير لكامل الشعوب العربية والإسلامية من الهيمنة والوصاية “الصهيوأمريكية”، لافتاً إلى أن ثَمَانِي سَنَوَاتٍ من العدوان والحصار على الشعب اليمني والمشروع القرآني، وما سبقها من الحروب على محافظة صعدة، ما هي إلا بروفات تأهيلية وتدريبية حوّلت الشعب اليمني وجيشه إلى قوة عسكرية لا يستهان بها، وأصبحت اليمن تمتلك جيشًا بمهارات وقدرات عسكرية هزم بها أكثر من 75دولة شاركت في العدوان على شعبنا اليمني، وهذه نعمة من نعم الله علينا.
ويضيف: “نحمد الله أننا صامدون ومصنعون، ونشكر القوة الصاروخية على ما قامت به من إنتاج قوي كان له أثره وفاعليته في قلب موازين المعركة العسكرية، وإحباط سلاح الجو الذي كان يتبجح به العدوان في سنواته الأولى من العدوان على اليمن، منوِّهًا إلى أهميّة الثبات على الموقف والاستمرار في رفد الجبهات، وعدم التصديق لأية ترويجات عن الحلول السلمية”.