8 أعوام من العدوان والتحالف ما بين الخيبة والخسران..بقلم/ صدام حسين عمير
في العادة كانت قوى الهيمنة والاستكبار العالمي، وَالمتمثل في الشيطان الأكبر أمريكا تعتمد في حروبها لاحتلال الدول والشعوب الأُخرى على قوتها العسكرية، وبشكل مباشر، لكن عقب خسارتها الأعدادَ كبيرة من جنودها إبان غزوها للعراق عام 2003م قدم خبراؤها العسكريون مشروعًا جديدًا أَو شكلًا جديدًا من أشكال الحروب يسمى الحرب بالوكالة، أَو ما يُطلَقُ عليه “الجيل الرابع من الحروب”.
اليمن السعيد كانت إحدى الدول في هذا العالم الفسيح، من شنت عليه قوى الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا عدواناً غاشماً ما زال مُستمرًّا وللعام التاسع على التوالي، مستخدمةً في عدوانها الحرب بالوكالة أَو ما يسمى الجيل الرابع من الحروب.
فمن المعروف أن أمريكا كانت مسيطرة على القرار السياسي والأمني في اليمن، إما بشكل مباشر عن طريق سفيرها، أَو عن طريق أداتها الإقليمية السعوديّة، وعندما انتفض وثار الشعب اليمني في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م ضد أدوات أمريكا والسعوديّة في الداخل اليمني، رافضاً الوصاية والتبعية للخارج كان لقوى الشر والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا رأي آخر مخالف لرغبة اليمنيين في الحرية وعدم التبعية والارتهان للخارج، فبدأت بتنفيذ تكتيكات الجيل الرابع من الحروب لعلها تعيقُ السبتمبريين الجدد وقائدهم، عن الإمساك بزمام الأمور في اليمن، والسير به نحو الحرية والاستقلال في القرار، وبناء دولة يمنية قوية، فبعد أن فشلت عملية سحب السفراء وإغلاق السفارات لبعض الدول من عزل السبتمبريين الجدد سياسيًّا عن العالم، كونت أمريكا تحالُفًا من 17 دولة بقيادة السعوديّة لشن حرب وعدوان على اليمن أعلن عن بدء تنفيذه من عاصمة الشيطان الأكبر واشنطن في 26 من مارس 2015م، وقد رافق ذلك العدوان تنفيذ أمريكا للعديد من طرق وتكتيكات الجيل الرابع من الحروب على اليمن وكان من أهمها:
– تحريك بعض الأدوات المحلية لتأييد العدوان، والانضمام تحت قيادة التحالف، والوقوف ضد بلدهم كما فعل إخوان اليمن وبعض التيارات السياسية الأُخرى، ومنذ الأيّام الأولى للعدوان مع إبقاء البعض من تلك الأدوات ضمن الجبهة الداخلية المواجهة للعدوان، وتحريكها في الوقت المناسب كفتنة 2 ديسمبر 2017م التي قادها عفاش وانتهت بمصرعه، ناهيك عن تحريك الجماعات الإرهابية المنتجة أمريكياً كالقاعدة وداعش للاشتراك مع الأدوات المحلية في قتال أحرار اليمن.
– شن حرب اقتصادية شاملة، وَفرض حصار بحري وجوي وبري لمنع وصول الاحتياجات الضرورية اللازمة للمواطن اليمني.
– شن حرب إعلامية واسعة لتشويه اليمنيين الأحرار المدافعين عن بلدهم، مع منع وصول أصواتهم للعالم ليعرف مدى مظلوميتهم.
– قيام أمريكا عن طريق أدواتها من السعوديّين والإماراتيين والمرتزِقة الأجانب والمحليين بارتكاب أبشع الجرائم والمجازر الوحشية، وتدمير ممنهج، وحرب إبادة جماعية، وانتهاك لكرامة اليمنيين، كاغتصاب النساء، وقتل وسحل الأسرى، وتهجير للأبرياء من أماكن نفوذ أدواتها، وغيرها من الأساليب الصلبة والناعمة التي استهدفت بها أمريكا اليمنيين لثنيهم عن مشروعهم المفعم بالحرية والكرامة وعدم الخضوع.
منذ اليوم الأول للعدوان عليه وقف الشعب اليمني العزيز وعلى مدى ثمانية أعوام صفاً واحداً خلف السبتمبريين الجدد وقائدهم الواثقين بالله والمتوكلين عليه، وَالحاملين لمشروع العزة والكرامة والحرية، فعلى مدى ثمانية أعوام من حرب أمريكا عليهم، والمنفذة بواسطة أدواتها الإقليمية ولفيف من المرتزِقة المحليين والدوليين، جسّد اليمنيون ملحمة أُسطورية في الصبر والصمود في مواجهة الصعاب تسجل بأحرفٍ من نور في عبق التاريخ، فبقوة الله وتمكينه لعباده المؤمنين تمكّن اليمنيون من إفشال معظم أساليب الجيل الرابع من الحروب، والتي تحاول أمريكا تنفيذها في اليمن، فأفشلوها سياسيًّا وعسكريًّا وأمنيًّا، لتظهر سوأتها وسقوطها الأخلاقي المرير، لتصبح في نهاية المطاف غير قادرة على حماية أدواتها الإقليمية (السعوديّة والإمارات) من بأس أولي القوة والبأس، حَيثُ أصبحت عواصمُهم وجميعُ منشآتهم العسكرية والحيوية تحت رحمة صواريخهم الباليستية وطيرانهم المسيَّر؛ لتجنِّيَ أمريكا وحلفُها وعلى مدى ثمانية أعوام من عدوانهم على اليمن الخيبة والخسران، والقادم أعظم بمشيئة الله في العام التاسع.