وبشِّرِ المعتدين بالخسارةِ ولو بعد حين..بقلم/ كوثر العزي

 

قال تعالى: “وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا”، لكن السعوديّة بات ليلُها نهاراً قاتلاً، بقرار حرب همجية بحق الشعب اليمني، وسلبَ الإرادَة، وجعلهُ صريع الذُل وَالهوان، وإبقاء الليل الدامس يعاصرُ سماء حُريته، ويعبث بقراراتِ سياداتنا اليمنية، والتمكّن من سرقة الثروات ونهِب الآثار التاريخية، بات ليلُ العاصمة يُقارع سِرباً من الطائرات القاتلة بأوامر غربيةِ صهيونية، دوت صافرة الحروب الطاغية، وفُتحَ ملفٌ آخر في أرشيف مجلس الأمم، باتت صنعاء دماراً، والأجساد أشلاءً، وأضحى السُّكان مشتتين عن أرضهم، نازحين يبحثون عن المأوى والأمان الضائع بفعل وطأة الصواريخ وعبثِ الاستهدافات الهمجية بحق المواطنين العُزّل والأماكن المكتظة بالسكان، بات المطارُ مُغلقًا، والميناءُ محاصَرًا، والبحر مستعمرًا، وسماؤُنا مُستبَاحَة، وأمسينا محط تجبر وتطاول العدوان، وساحة حربٍ وقتال، بقرارٍ أمريكي وتنفيذٍ خليجي، حينها أصبح العالم آنذاك حبيس الصمت وجليس الانحياز والمحايدة، بات يُشاهد بصمتٍ قاتل، ويجـعلُ أصابعهُ في آذنه خشية السماع لأنين الصغار، واستغشى ثيابهُ ليكفَ نظره عن الأوجاع والدمار.

رُسمت اليمن في أنظار الكثير بريشةِ مجرم متفنن في إحراق الشعوب، ونقضِ العهود، والجلوس على إمبراطورية تتوارث سفك الدماء، وكومة الخيرات المسروقة من الدول العربية، وجعلها ساحة صراع مستدام، ومرحبة بسلام مع اللوبي الصهيوني، والارتماء في حضن التطبيع والعمالة، وتقبيل الأيادي المُلطخَة بدماء الكثير من الشعوب، وبيع المقدسات، وتكبيلها بكلبشات البيع، والرِّهان لا بُـدَّ خاسر.

باتوا للغدةِ السرطانية عَبَدَةً، ولأعدائها أَعْدَاءً أَلِدَّاء، على طاولات البيع العِبري ما بين العرب والغرب، تزوّدوا زاد العداء للإسلام والمسلمين.

بتخطيط العدوّ الأكبر أمريكا فُرِض على السعوديّة شن العدوان على اليمن، ومن واشنطن بُعث الخبر، ومن البيت الأبيض أُحرِقت عروبة المدعين بالعروبة والإسلام، وغفت الإنسانية بسوداوية الأفعال الجائرة الظالمة، وأصبحت السعوديّة دميةِ تحَرّكها أمريكا كيفما تشاء، كيف لا وهي التي قالت عنها بأنها البقرةُ الحلوبِ؛ فهي تحلب خيراتها لفعل الشر ونشر الفتن في أرجاء المعمورة حتى يجف ضرعها شيئاً فشيئاً؛ فتصبح من مملكة لمهلَكَة على رؤوس حُكّامها، وبحسرةٍ تُترك وحيدة دون الالتفات لها.

كان العام 2015م بداية حربٍ عبثيةٍ على اليمن، وكان المواطن هو الضحية، فقد شنوا عـدوانهم تحت مسميات عديدة لكنها زائفة، منها بما سُمي بمحاربةِ إيران في اليمن! وَأَيْـضاً مسمى الميلشيات الحوثية! قصفت قاعات عزاءٍ وأفراح، ومدراسَ ومستشفياتِ حكومية، حتى المساجد لم تسلم من عِدوَانِهم الخبيث، وما بين إعلامهم الكاذب والحقيقة في أرض الواقع كانوا أضعفَ من نقل الحقيقة حتى، لكنهم ما وراء الحدود يلهَثون، فقد انقلب السحر على الساحر، وجرفتهم عاصفتهم بأيادي رجال الله إلى نكالٍ عظيم.

في بداية العدوان وفي أيامه الأولى كانت اليمن في خضمِ الصبر وعدم الرد في المهلةِ التي أهداها السيد القائد للتحالف لإعادة دراسته لموضوع الحرب على الأراضي اليمنية، لعلّهم يُدركون خطورة ما أقدموا عليه، فنهايتهم في اليمن، وأراضيهَا مُعادلة مفروضة على كُـلّ غازٍ مُعتَدي، وكما قال قائِد الثورةِ السيد/عبد الملك بدر الدين الحوثي: هم من بدأوها لكننا نحنُ من سنُنهيها..

دقت ساعة الصفر الحيدرية، واتضحت الحقائق وبقي الأقوى بالله، وها نحن في العام التاسع بعون الله وقدرته وتأييِده ونصره، والخصم وراء مهزلة الهدنة يختبئ.

ونقول للعدوان: إن أردتم السلام فنحن مُرحِّبون به، وإن أردتم الحربَ فنحن أهلها، والعاقبةُ للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com