القرآنُ الهداية والذكر الحكيم والمعجزة الخالدة.. بقلم/ عبدالمجيد البهال
كُلَّ ليلةٍ في هذه الليالي المباركة من ليالي الشهر الفضيل، شهر القرآن الكريم، وشهر الخير والإحسان، يطلُّ علينا قائدُنا وعَلَمُ الهدى وقائدُ مسيرتنا القرآنية، السيدُ القائدُ عبدالملك بدر الدين الحوثي -رضوانُ الله عليه-، ففي كُـلّ ليلة يروينا من الهدي القرآني، ولم نشبع من طرحه لنا من الهدى الذي يقدِّمه، ونتمنى أن يواصلَ في الإلقاء حتى نهاية الليلة؛ لأَنَّنا نحس بالهدى الصافي والراقي المستنبَط من كلام الله، بالشكل الصحيح والراقي، من عَلَمٍ من أعلام الهدى، من آل بيت رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم-.
ففي المحاضرة الرمضانية السابعة لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظُه الله- تناولَ طريقةَ تعاملنا بالقرآن الكريم، ويترتب علينا التعامل من الله معنا فيما يكتبه لنا أَو علينا، يتصل بالتدبير الإلهي بملك وشؤون عباده، هذا ما أكّـد عليه في القرآن الكريم عندما قال: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى}.
الله جل شأنه مخاطباً نبيه -صلوات الله عليه وآله-: {وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا، مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا، خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا}، مصيرك في الدنيا والآخرة نجاتك وفلاحك أَو خسارتك وعذابك يرتبط بطبيعتك وعلاقتك بهذا الكتاب.
هو كتاب هداية لهم {هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}، يرشدنا ويعلمنا ويهدينا إلى الحق، وما فيه صلاحنا وفلاحنا، والمصلحة الحقيقة والخير لنا، يدلنا إلى ذلك بكل ثقة واطمئنان، ننظر إليه بأنه كتاب هداية وحق، ليس فيه ما هو خطأ، أَو يزيغ بنا، كله حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
الله سبحانه وتعالى يهدي بعلم، وهو الذي يتدخل بشؤون هذا العالم وهو الحي القيوم، والقرآن الكريم كتابه، ويأتي الوعد والوعيد بكثرة ويرتبط بحياتنا.
من عظمة القرآن الكريم أنه المعجزةُ الخالدةُ، معجزةُ رسول الله -صلى الله عليه وآله-، وليست كبعضِ المعجزات التي حدثت في وقتِها فقط بقيَ أثرُها، لكن القرآنَ الكريمَ باقٍ بنفسه على المدى الأجيال، وهو الآيةُ الكُبرى الخالدة الشاهدة على نبوة خاتم الأنبياء محمد -صلوات الله عليه وآله-.